البيولوجيا والتطوّر > علم المورثات والوراثة

دراسة جديدة تُعطي أملاً لعلاج السرطان بإصلاح الجينات المعطوبة

وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة Cell بتاريخ 18 يونيو 2015، فإنَّه من الممكن الآن تجاوز الطرق التقليدية لعلاج السرطان بقتل الخلايا الورمية واتباع أسلوب جديد يعيد الخلية السرطانية إلى حالتها الطبيعية من خلال إعادة تفعيل الجينات التي تعرضت لطفرات معينة أدت لتحول الخلية إلى سرطانية. لقد وجد الباحثون أنَّ استعادة المستويات الطبيعية من الجين المسبب لسرطان القولون المستقيمي Colorectal Cancer قد أدى إلى توقف نمو الورم عند الفئران وأعاد تأسيس الوظيفة الطبيعية للأمعاء خلال أربعة أيام فقط وتم إنهاء الورم في غضون أسبوعين.

ففي الحالات الطبيعية، تحتوي الخلايا السليمة على جينات معينة، عملها الأساسي هو تثبيط تحول الخلية إلى خلايا سرطانية، وذلك عن طريق مراقبة وضبط تكاثر الخلية وانقساماتها. تدعى هذه الجينات بالجينات الكابحة للأورام Tumor Suppressor Genes. بالتالي، فإنَّ حدوث طفرات بهذه الجينات قد يؤدي إلى تعطل وظيفتها، وعندها تتحول الخلية إلى سرطانية. وعليه، فإن هذا البحث يشكل إثباتاً لمبدأ أن استعادة وظيفة الجين المثبط للورم سيؤدي لتراجع الورم، ويعطي اقتراحات لطرق واعدة لعلاج السرطانات في المستقبل.

يحتل سرطان القولون المستقيمي المركز الثاني من السرطانات القاتلة في الدول المتقدمة، وهو مسؤول وحده عن حوالي 700 ألف وفاة سنوية حول العالم. ويعتمد العلاج الحالي للحالات المتقدمة من سرطان القولون المستقيمي على خليط من العلاجات الكيماوية التي تعتبر سامة وغير فعالة في كثير من الأحيان، إلا أنها مازالت تعتبر العلاج الرئيسي منذ عقود حتى الآن.

تحتوي 90% من حالات سرطان القولون المستقيمي على طفرات جينية تؤدي إلى تثبيط الجين المسمى اصطلاحاً APC، وهو الجين المسؤول عن كبح الورم. وعلى الرغم من أن دور هذه الطفرات مؤكدٌ في بداية الورم، إلا أن دورها لايزال غير واضح في نمو وانتشار الورم بعد تطوره. فتوجهت أنظار الباحثين نحو التفكير في استعادة الوظائف الطبيعية للجينات المُطفرَّة أو المفقودة في الخلايا السرطانية، أملاً أن تساعد في توقف الورم. إلا أن محاولاتهم قد واجهت العديد من التحديات، وذلك لأن مثل هذه المحاولات عادة ما تسبب استنشاطاً زائداً لهذه الجينات المُطفرَّة، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل للخلايا الطبيعية. ومع ذلك، نجح الباحثون في إيجاد طريقة مخبرية تمكنهم من إعادة تفعيل الجين المذكور.

وبالرغم من أن إعادة تفعيل جين APC لا يبدو وارداً في باقي أنواع السرطانات، إلا أنَّ مبدأ هذه التجربة يمكن أن يكون له تطبيقات عديدة. فيقول الباحثون أنَّ مفهوم تحديد الطفرات الخاصة بالأورام السرطانية هو من الأمور التي تشغل الكثير من المختبرات حول العالم ومن المرجح أن تسمح هذه الطريقة بإنشاء علاجات تتوافق مع السرطانات بشكل محدد أكثر.

أما الخطوة التالية لفرق البحث فهي اختبار نتائج إعادة تفعيل الجين APC في الأورام التي تتجاوز الغزو الموضعي والتي تؤدي إلى نقائل بعيدة. كما سيتّم التحري عن سبب فعالية هذا الجين في كبح سرطانات القولون، بهدف محاكاة هذه القدرة وتحويلها على شكل عقارات علاجية.

يذكر أنَّ هذه الأبحاث تجري في Memorial Sloan Kettering Cancer Center في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.

المصدر: هنا

البحث الأصلي: هنا