مراجعة كتاب (كيف تكتب بحثاً علمياً وتنشره؟)

يهدف كتاب "كيف تكتب بحثاً علمياً وتنشره"، للكاتبين "روبرت.أ.داي" و"باربرا جاستيل"، من القطع المتوسّط والواقع في 334 صفحة، بالدرجة الأولى لتوضيح أصول وأساسيّات الكتابة العلميّة والنشر العلمي. فيتناول الكتابة والنشر كونهما أساس العلم، ويُقدّم النصيحة العلميّة للباحثين والدارسين فيما يتعلق بدراستهم وكتابتهم وكيفيّة نشرها. يُعتبر بمثابة دليلٍ إرشاديٍ لكتابة الدراسات العلميّة ونشرها، ويشرح تلك الخطوات والتي منها صياغة العنوان، وعمل المُلخص، وإعداد المُقدّمة، وصولاً لتقديم النتائج وكتابة المصادر، ومن ثمَّ التقديم للناشر والتحكيم والمُراجعة، إلى أنّ يصل به الأمر أخيراً للنشر. ويُقدّم الكتاب معلوماتٍ عن كيفيّة كتابة المُراجعة العلميّة وكتابة تقريرٍ عن مؤتمرٍ ما، وإعداد سيرة ذاتيّة، وعرضاً شفويّاًّ للبحث أو ما يُسمّى باللغة الانجليزية (Presentation)، ويستعرض كذلك أخلاقيّات النشر العلمي والحقوق والترخيصات والتعامل مع وسائل وأجهزة الإعلام والكتابة للجمهور العام.

وكون هدف البحث العلمي هو النشر، وغالباً ما تمنع الكتابة الرديئة أو على الأقل تؤجل من نشر الأعمال الجيدة. لهذا يُعد الهدف الرئيسي للكتاب كما يقول الكاتب هو "مساعدة العلماء وطلاب العلم في مختلف المجالات لإعداد كتابات يُمكن أنّ تحظى باحتماليّة كبيرة للقبول والنشر واستيعابها بشكل عام عند النشر."

يتناول القسم الأول بعض التمهيدات، كالكتابة العلميّة. ثمَّ ينتقل للتوجيه والإرشاد أثناء عمليّة الكتابة، مثل إعداد النص وكيفيّة صياغة العنوان، وأهميّة تحديد العنوان وطوله الأنسب. وأيضاً أهميّة التراكيب والاختصارات والمصطلحات انتهاءاً بتصنيف الاسماء والأسلوب الأمثل لترتيبها وصياغتها. ثمَّ ينتقل لضرورة الاقتصاد في الكلمات أثناء كتابة المُلخص. وفي الفصل العاشر من هذا القسم، يبيّن متى يمكننا استخدام الجداول والأشكال. حتّى أنّه اهتم بأدق التفاصيل كصياغة كلمات الشكر والامتنان. وإيضاح الطريقة المُثلى لسرد المراجع وأسلوب كتابتها وتوثيقها الصحيحين.

أما في القسم الثالث، يوضح إعداد الجداول والأشكال، ومتى تُستخدم الرسوم التوضيحيّة مع الجداول وكيفيّة إعدادها بما في ذلك الرموز والمفاتيح والرسومات التوضيحيّة والصور الفوتوغرافية المؤثرة، وأيضاً التصوير المُصغّر والقواعد المعياريّة لاستخدامها، حتّى أنّه أشار إلى اللون الأنسب لاستخدامه في الصور.

وفي القسم الرابع، يُركز الكتاب على نشر البحث العلمي والحقوق والتراخيص. وحقوق النشر كونها الحق القانوني لإنتاج ونشر وتوزيع أو بيع الأعمال، سواء الأدبيّة أو الأعمال الفنّية، والاستخدام العادل طبقاً لقانون حقوق النشر 1976 ليصل الأمر إلى عملية المُراجعة والتحكيم. ومِمّا يتناوله أيضاً هو وظائف المُحررين ومديري التحرير ومُحرري المخطوطات، كذلك يُشير إلى كيفيّة كتابة خطاب القبول وخطاب التعديل وخطاب الرفض وعمليّة النشر والبروفات من تصحيح أخطاء الهجاء ووضع علامات التصويب وإضافة المصادر والتحقق من الإيضاحات. ثمَّ يُركز على الملامح العامة للمُراجعات العلميّة منها الإطار العام وأنواع المُراجعات وأهميّة الفقرات التقديميّة وأهميّة الخُلاصات ثمَّ كتابة الرأي.

ثمَّ ينتقل الكاتب لكيفيّة كتابة فصل في كتاب أو كتاب كامل، وكيف تستطيع إيجاد ناشر، وكيف تعد مخطوطة كتاب، وكيف تشارك في عمليّة النشر، وكيف تساعد في تسويق كتابك، ثمَّ كيف تكتب للجمهور العام وايجاد قنوات للنشر وجذب الجمهور وتوصيل المحتوى بوضوح. ويعرض الكتاب طريقة كتابة تقرير لمؤتمر والذي يأخذ أشكالاً متعددة مثل حلقة دراسيّة أو ندوة أو ورشة عمل أو لجنة نقاش أو مُلتقى.

ثمَّ يتم إلقاء الضوء على كتابة الأطروحة والغرض منها هو إثبات قدرة المرشح لإجراء البحث، وما قد تختلف به عن البحث العلمي بأنّها تتعرض لمناقشة أكثر من موضوع، وتعرض أكثر من مدخل لعديد من القضايا والموضوعات، فغالباً ما تكون أطول وأعمق من البحث العلمي، وهُناك نصائح لكتابة الأطروحة والمُقدّمة وتجنب الكلمات الكثيرة والمملة والغير مهمة. كما يذكر الكتاب كيفيّة إعداد سيرة ذاتية، والتي تعني عرضاً دقيقاً لحياة الشخص، وذكر ما يتم إدراجه وما يتم تركه. وكذلك إعداد رسالة توضيحيّة مُرفقة وكتابة إفادة شخصيّة. وكيف نستطيع كتابة المخططات للحصول على منحة وتقارير التقدّم، وكيف تكتب خطب التوصية وما تتضمنه، ففي القسم الأول منها يُذكر الشخص الموصىً به وغرض التوصية، ثمَّ معرفتك بالمرشح، بعدها التقييم للمرشح، وأخيراً مُلخصاً عاماً. نهايةً، يتعرّض الكاتبان لطريقة التعامل مع أجهزة الإعلام، قبل المقابلة وأثنائها وبعدها، وكيف تُقدّم مُراجعة للقراء.

فهو بمثابة دليلٍ إرشاديٍ للكتّاب لينشرون ما يكتبون، وكيفيّة الكتابة بالشروط العلميّة بدءاً من اختيار أنسب المجلات، حتى النتائج وذكر المراجع، إضافةً إلى الأخلاقيّات اللازمة للنشر والحقوق والموافقات. فلا يُمكن للمعرفة أو العلم أنّ يخضعا للتداول ما لم تتوافر لهما آليات التواصل المناسبة لتصل للجمهور المُتلقي بالصيغة المناسبة والشكل الأمثل. يُعد هذا الكتاب اللبنة الأساسيّة للدارسين بما فيهم طلاب الدراسات العليا والعاملين في حقل البحث العلمي.

معلومات الكتاب:

الإسم: كيف تكتب بحثاً علمياً و تنشره

المؤلف: روبرت إ داي - باربارا باستيل

ترجمة: د. محمد ابراهيم حسن - د. أمجد عبد الهادي الجوهري - د. خالد عبد الفتاح محمد

طباعة : الدار المصرية اللبنانية

عام النشر: الطبعة الأولى نوفمبر 2008

الرقم الدولي: 0 - 421 - 427 - 977