الطب > أمراض نسائية وتوليد

الحمل العنقودي

• ويُعرف أيضاً بالرَّحى العُداريَّة- هو ورم حميد غير سرطاني، يبدأ عندما تُلقَّح البيضة، حيث لا تتطور هنا إلى حملٍ طبيعي وعَيوش، بل تصبح المشيمة كتلةً غيرَ طبيعية من الكيسات.

• وعلى الرغم من أن هذه الحالة ليست بمضغة طبيعية ولكنها كافية لإطلاق أعراض الحمل.

• هناك نوعان من الحمل العنقودي:

1. حمل عنقودي تام: وفيه لا يوجد جنين أو نسيج مشيمي طبيعي.

2. حمل عنقودي جزئي أو غير تام: وفيه يوجد جنين غير طبيعي ومن المحتمل أن نجد بعض الأنسجة المشيمية الطبيعية، ويبدأ الجنين بالتطور ولكنه يكون مشوَّهاً ولا يستطيع أن ينجو.

• يمكن أن تكون اختلاطات الحمل العنقودي خطيرةً، ففي حالاتٍ نادرة يمكن أن يتطوّرَ إلى سرطان، لذا فهو يتطلّب معالجة باكرة وجادّة.

• ما هي الأعراض التي تظهر على الحامل وتوحي بأنّ حملَها قد يكون عنقوديّاً؟

قد يبدو الحملُ العنقودي حملاً طبيعياً في البداية، ولكن أغلب هذه الحمول تسبب لاحقاً أعراضاً محددةً متضمنة ما يلي:

 نزوف مهبلية وهو العَرَض الأول والأكثر شيوعاً، حيث يكون بلونٍ يتراوح بين بني داكن إلى أحمر قاني وذلك في الثلث الأول من الحمل.

 الإقياءات الحملية المفرطة.

 خروج كيسات على شكل حبات العنب من المهبل أحياناً.

 نادراً إحساس ضاغط أو ألم في الحوض.

في حال حدوث أحد الأعراض السابقة ينبغي مراجعة الطبيب المختص فوراً، والذي بدوره سيكشف علامات معيّنة للحمل العنقودي، وهي:

 كِبَر حجم البطن غير المتناسق مع عمر الحمل.

 ارتفاع التوتر الشرياني.

 ما قبل الإرجاج الحملي: حالة (إسعافية) تتظاهر بارتفاع التوتر الشرياني وبيلة بروتينية، ويجب أن يؤخذ تشخيص الحمل العنقودي بعين الاعتبار عندما يتطور ما قبل الإرجاج قبل الأسبوع 20 من الحمل.

 كيسات مبيضية.

 فقر دم.

 فرط نشاط الغدة الدرقية (الشعور بالتوتر والتعب، تسارع في دقات القلب، تعرق مفرط).

• ما هي الأسباب وراءَ هذا النوع من الحمول؟

في الحالة الطبيعية تحوي الخلايا البشرية على 23 زوج من الصبغيات، حيث يكون كل زوج عبارة عن صبغي من الأب وصبغي من الأم.

ما يحدث في الحمل العنقودي التام هو أنّ كل الصبغيات في البيضة الملقحة تكون من منشأ أبوي (حيث تقوم النطفة ذات الصيغة الصبغية الفردية X بتلقيح البيضة ذات النواة الغائبة أو المثبطة، ثم تتضاعف لتصبح الصيغة الصبغية أو النمط النُووي للرحى العدارية الكاملة 46 XX وكلها من منشأ أبوي كما ذكرنا).

أما في الحمل العنقودي الجزئي أو غير التام، يكون النمط النُووي 69XXX أو 69XXY، أي أنّ هناك مجموعة صبغية إضافية وهي تأتي من الأب عادة عندما تتضاعف الصبغيات أو تقوم نطفتين معاً بتلقيح بيضة واحدة، وبالنتيجة يكون هناك 69 صبغياً بدلاً من 46.

• ما هي عوامل الخطورة للإصابة؟

حوالي حمل واحد من كل 1000 حمل هو عنقوديٌّ، حيث هناك عوامل عديدة قد تؤدي إلى تطور هذا المرض، مثل:

 عمر الأم: تغلب مصادفة حالات الحمل العنقودي لدى النساء أكبر من 35 وأصغر من 20 سنة.

 سوابق حمل عنقودي: حالات الحمل العنقودي المتكرر تصادف بمعدل 1 أو 2 من كل 100 امرأة مصابة سابقاً.

 سوابق إسقاطات.

 نقص الوارد من الكاروتين في النظام الغذائي (عوز فيتامين A).

• المضاعفات:

بعد إفراغ الحمل الرحوي يمكن أن تبقى بعض الأنسجة غير الطبيعية الرحوية وتستمر في النمو وتدعى هذه الحالة بداء الأرومة المغذية الحملية المستمرة GTD.*

تصادف نسبة حدوثه لدى كل 1 من 5 حمول عنقودية وغالباً بعد حمل عنقودي تام.

إحدى العلامات المؤشرة على الداء السابق هي بقاء مستويات الهرمون المشيمائي المُنمِّي للأقناد البشري HCG** مرتفعةً حتى بعد إزالة محصول الحمل العنقودي.

في بعض الحالات قد يغزو الطبقة الوسطى لجدار الرحم مما يسبب نزوفاً مهبلية دالة على وجود حالة الـ GTD.

تُعالَج هذه الحالة في أغلب الأحيان بنجاحٍ تام، غالباً عن طريق العلاج الكيميائي، أو استئصال الرحم كخيارٍ علاجي أخير.

وفي حالات نادرة، تتطور الحالة السابقة إلى سرطان يغزو باقي الأعضاء يُسمى بـ السرطانة المشيمائية***، ولكنه يُعالَج عادةً بنجاح باستخدام عدّة أدوية قاتلة للسرطان.

• الفحوص والتشخيص:

عندما يشك الطبيب بالحمل العنقودي فإنه غالباً ما سيطلب تحليلَ دمٍ لقياس مستويات هرمون ال HCG بالإضافة لإجراء صورة بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) للبطن والحوض.

وتكون موجودات الإيكو في الحمل العنقودي التام:

 عدم وجود للجنين أو المضغة.

 عدم وجود سائل أمينوسي (هو السائل الذي يحيط بالجنين).

 مشيمة كيسية سميكة تملأ الرحم تقريباً.

 كيسات مبيضية.

 منظراً وصفياً واسماً للحمل العنقودي التام على الإيكو يدعى بالعاصفة الثلجية.

بينما تُظهر صورة الإيكو للحمل العنقودي الجزئي الموجودات التالية:

 جنين محدود النمو.

 شُحّ السائل الأمنيوسي.

 مشيمة كيسية سميكة.

• كيف يُعالج الحمل العنقودي؟؟

إن الحمل العنقودي لا يمكن أن يستمر كحملٍ طبيعي قابل للعيش، ولمنع الاختلاطات التي ذكرناها سابقاً يجب أن يُفَرّغَ محصولُ هذا الحملِ المرضي.

يشمَلُ العلاج عادة من واحد أو أكثر من الخيارات التالية:

1. توسيع وتجريف الرحم (D&C):

يقوم الطبيب بتوسيع عنق الرحم وثمّ تجريف الرحم بوساطة جهاز يدعى المِمَصّ وغالباً ما تأخذ هذه العملية من 15 إلى 20 دقيقة.

2. استئصال الرحم: إذا كانت أنسجة محصول الحمل العنقودي منتشرة بشدة ولا توجد رغبة بالحمل مستقبلاً.

3. مراقبة عيارات الـ HCG:

بعد أن تتم إزالة محصول الحمل فإن الطبيب المعالج سيقوم بقياسات متكررة لمستوى الـ HCG لمدة ستة أشهر إلى سنة حتى يتم التأكد من عودته إلى مستواه الطبيعي.

• الوقاية:

إذا سبق وخاضت المريضة تجربة حمل عنقودي فقد يقوم الطبيب المعالج بنصحها بالانتظار لمدة ستة أشهر أو سنة قبل أن تقوم بالحمل مرة أخرى، والقيام بفحوص دورية مع إجراء إيكو باكر في الحمول القادمة.

وفي النهاية، فإن خسارة الحمل هو أمرٌ مدمرٌ بالنسبة للمرأة، لذلك يجب أن تُمنَحَ المرأة وقتاً كافياً للحزن، وأن يكونَ هناك من يساندها ويقف جانبها سواء الزوج، العائلة، الأصدقاء أو حتى طبيب العائلة ريثما تخرج من هذه الحالة.

• الحاشية:

*الأرومة المغذية: هي مجموعة من الخلايا في المضغة تؤمن لها المغذيات اللازمة، ثمّ تتطور لتصبح جزءاً كبيراً من المشيمة.

**الهرمون المشيمائي المُنمِّي للأقناد البشري HCG: هرمون حملي يستخدم في اختبارات الكشف عن الحمل.

***السرطانة المشيمائية: سرطان ينشأ على حساب الأرومة المغذية.

المصادر:

هنا

هنا

هنا