الكيمياء والصيدلة > صيدلة

علكة النيكوتين .. سلاحٌ آخر في مواجهة إدمان التبغ

صُنِّفَت "علكة النيكوتينNicotine Gum " كعلاج يوصف لمدخني السجائر للإقلاع عن التدخين، فهي من فئة الأدوية التي تُسَمى "مساعدات الإقلاع عن التدخين"، إذ ينبغي أن توصف إلى جانب برنامج محدد للإقلاع. وتُعدُّ مصدراً للنيكوتين الذي تؤمِّنه للجسم، ممَّا يُقلِل من الأعراض الانسحابية الناتجة عن الإقلاع، وبديلاً عن طريق الفم للحد من الرغبة فيه.

فكيف يتمُ استخدام علكة النيكوتين كدواء؟؟

يتمُ استخدامها مثلَ أيِّ علكةٍ عاديةٍ عبرَ مضغِها، "لكن يجب توخي الحذر من بلعها"، ويجبُ تتبُّع الإرشادات الموجودة على الغلاف بعناية، ويمكنك الاستعانة بالطبيب أو الصيدلاني لأيِّ استفسارٍ عن أي جزءٍ من تلك الإرشادات، إذ أنَّ استخدامها يكون ضمن الإرشادات ووفقاً لتوجيهات الطبيب أو الصيدلاني، فلا يجبُ الإكثار أو الإقلالُ منها إلا بتوجيه الطبيب أو الصيدلاني .

فإذا كانت أولُ سيجارةٍ تقوم بتدخينها بعد استيقاظك ب30 دقيقة فعليك استخدام العلكة ذات عيار ال2mg، أما من يُدخن السيجارة الأولى قبل ال30 دقيقة الأولى من استيقاظه فعليه استخدام العلكة ذات غيار ال 4mg.

يمكن أن نستخدم علكة النيكوتين بشكلٍ منتظم وتدريجي كالدواء، في البداية يتم مضغ علكة واحدة كل 1-2 ساعة في ال6 أسابيع الأولى، ثمَّ في الثلاث أسابيع التالية يكونُ المضغ كل 2-4 ساعات، وفي الثلاث أسابيع التي تليها أيضاً تُمضَغ علكة كل 4 إلى 8 ساعات، أما إذا كان للمدخن رغبةٌ شديدةٌ في التدخين فيُمكن أن يزيد الجرعة ويقوم بمضغ علكتين خلال ساعة واحدة، أي كمعدل وسطي يمكنه مضغ 9 قطع من علكة النيكوتين كل يوم خلال الست أسابيع الأولى.

يتمُ مضغ العلكة ببطء لتتمكن من تذوق النيكوتين، وستشعرُ بطعمٍ لاذعٍ في الفم، يذهبُ هذا الشعور عندما تتوقف عن المضغ قليلاً (تقريباً حوالي الدقيقة) يتم خلالها وضع العلكة بين الخد واللثة، ثم تعاودُ المضغَ مرة أخرى ويتم تكرار هذا الإجراء لمدة ثلاثين دقيقة مع تجنبِ الأكل والشرب لمدة 15 دقيقة قبل وأثناء مضغ العلكة.

لا يمكنُ مضغُ علكةِ النيكوتين بسرعة كبيرة أو مضغُ أكثر من واحدة، فقد يسبب هذا الفواقَ والحرقة والغثيان أو تأثيرات جانبية أخرى.

كما لا يمكن مضغُ أكثرَ من 24 قطعة في اليوم ويجب عليك التوقف عن استخدامها بعد 12 أسبوع من الاستخدام.

الاحتياطاتُ التي يجب مراعاتُها عند استخدام علكة النيكوتين:

قبل استخدامِ هذه العلكة: يجبُ عليكَ إخبارُ الطبيب أو الصيدلاني عن الأدوية والفيتامينات والمكمِّلات الغذائية أو أيٍّ من الأعشابِ الطبية التي تستخدمها أو سوف تستخدمها، خاصةً إذا كنت تستخدم أدوية مثل: الأنسولين، أدوية الربو، أدوية الاكتئاب، أدوية ارتفاع ضغط الدم وأي أدوية أخرى مساعدة على الإقلاع .

عليك إخبار طبيبك إِنْ كنتَ قد تعرضت لنوبات قلبية أو أيِّ مرض قلبي، أمراضٍ هضمية، إن كنت مصابا ً بالسكري، إن كان عمرك أقل من 18 عاماً أو إن كنت تخضع لحمية محدودة الصوديوم .

أما للمرأة الحامل أو التي تنتظر مولوداً أو المرضعة، فعليها إخبار طبيبها المعالج بذلك، فإن أصبحت حاملاً أثناء استخدام علكة النيكوتين عليها التوقف عنها فوراً ومراجعة طبيبها.

لا يجبُ التدخين أو التعرض لجرعات النيكوتين من أيِّ مصدر آخر غير العلكة، لأن ذلك سوف يؤدي إلى جرعة زائدة من النيكوتين.

ما الإرشادات الغذائية الخاصة التي يجب اتباعها؟

إنْ أردتَ استخدامَ هذه العلكة، فعليك مواصلة النظام الغذائي العادي الخاص بك ما لم يخبرك طبيبك المعالج بغير ذلك .

ما هي الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها هذا الدواء؟

إذا واجهت أيَّاً من الأعراض التالية فعليك التوقف عن استخدام علكة النيكوتين فوراً ومراجعة الطبيب:

مشاكل في الأسنان والفم أو الفك، دوخة، غثيان، قيء، إسهال، ضعف، تسرع أو عدم انتظام دقات القلب، صعوبة في التنفس، طفح جلدي، بثور في الفم.

يجب تخزينها بعيداً عن متناول الأطفال أو أيٍّ من الحيوانات الأليفة، فشكلها ولونها من الممكن أن يكون جذاباً للأطفال لذلك يجب مراعاة ذلك.

هل من الممكن أن تُسبب هذه العلكة الإدمان على النيكوتين من خلال مضغها؟!

في بعض الدراسات التي نشرت عن هذا الموضوع، والتي تقول بأن الأشخاص قد استمروا باستخدام علكة النيكوتين كمدة أقصاها تصل لخمسة سنوات.

ووفقا لRichard Hurt" " - الأستاذ في الطب والناطق الرسمي لجمعية أبحاث النيكوتين والتبغ في Mayo Clinic في روتشستر بولاية مينيسوتا- قال " إلى الآن لم نتوصل إلى وجود أي مشاكل في القلب أو الأوعية الدموية مرتبطة باستخدام علكة النيكوتين على المدى الطويل".

وكما نعلم فالسجائر هي بطبيعة الحال تسبب مشاكل صحية خطيرة تهدِّد حياة المدخن، وعندما يتم أخذ النيكوتين عن طريق العلكة يؤخذ ببطء من خلال الأغشية المخاطية للفم، وعلى مستويات أقل بكثير من السجائر، يُضاف إلى ذلك فإن تلك العلكة لا تحتوي على أي من المواد المسببة للسرطان التي تحتويها السجائر.

لذلك فإن الضرر الكبير الذي قد تسبِّبه السجائر كالسرطان وأمراض القلب، لا يُسببه منتج علكة النيكوتين، وفي الواقع فإن أكثر ما يعانيه المستخدمون لعلكة النيكوتين هي المشكلة الصحية الأكثر شيوعاً، وهي ألم الفك الذي ينتج عن المضغ المستمر أسبوع بعد أسبوع، أمَّا بالنسبة للمخاوف الأخرى فقد تم التحذير منها وخاصة للحوامل.

ولكن السؤال الأهم هل يمكن الوصول الى حالة الإدمان في حال استخدام علكة النيكوتين؟

في الحقيقة من الممكن أن يحدث ذلك فعلاً مع بعض الأفراد حتى مع كون مستوى النيكوتين في العلكة المساعدة على الإقلاع أقل مما هو عليه في السجائر.

يقول الدكتور "Robert Murray" - دكتور وأستاذ ومدير لوحدة البحث عن الكحول والتبغ في جامعة Manitoba في كندا - "سيتعرَّض المدخنون خلال تدخينهم إلى الإدمان، وربما يدوم هذا الإدمان حتى بعد استخدامهم لعلكة النيكوتين"،

ووفقاً ل Murray فإن بعض الناس سيتعرضون لأعراض السحب عند الإقلاع عن استخدام علكة النيكوتين، وقد تشمل الصداع وكذلك التهيج والاكتئاب وصعوبة التركيز.

ومع ذلك فقد نصَّت دراسة حديثة أجراها John Hughes - وهو أستاذ في جامعة Vermont للأمراض العقلية- أنَّ عدداً قليلاً من مستخدمي علكة النيكوتين يتعرضون للإدمان عند استخدامها لفترة أكثر من اللازم، وذلك يعود لخوفهم من العودة إلى السجائر.

فمعظم الناس يقولون: "إن الإقلاع عن التدخين هو شيءٌ صعب جداً، حيث تُتَّخذ علكة النيكوتن كعاملٍ مساعدٍ على الإقلاع، ولكن يبقى لدى الناس مخاوفٌ من مسألة الإدمان، وعدم قدرتهم على التوقف عن استخدامها"، فالمدخنون سيستمرون في استخدام هذا العلاج المساعد على الإقلاع حتى ولو كانت نسبة نجاحه 10%.

وحتى وإن كانت العلكة ضارة أو مزعجة خلال استخدامها لوقت طويل، فإن الناس يصرون على استخدامها.

إذاً ففي حالتي التدخين وعلكة النيكوتن هناك إدمان، ولكن يبقى إدمان العلكة أقلَّ ضرراً من التدخين كما يبدو ذلك واضحاً للجميع.

فهل يمكن أن تختار مضغ علكة النيكوتين على تدخين السجائر؟؟

مع كل هذه التعليمات المُرفقة فقد لوحظت حالات عديدة من عدم الالتزام بالقواعد والإرشادات، حيثُ تبيَّن استمرار بعض الناس بعادة المضغ بشكلٍ مستمرٍ، دون الالتزام بمدة محددة ودون استشارة طبيب أو حتى الالتزام بقواعد المضغ أيضاً.

حيث صدرَ تقريرٌ مؤخراً لتقييم البيانات التي جمعتها ACNielsen، لخصَهُ الباحثون بأنَّ 5 إلى 9 % من مستخدمي علكة النيكوتين يقومون بالمضغ لفترة أطول من الموصى بها (وهي ثلاثة أشهر) حيثُ كانوا يستمرون في المضغ لستة أشهر أو أكثر.

المصادر: هنا

هنا