الطب > مقالات طبية

لماذا أشعر دوما بالعطش ؟

يُعتبَر العطش من الوسائل الطبيعية التي يلجأ الجسم إليها ليُخبرنا بحاجتهِ للماء، الذي يُعَـدُّ ضرورياً لاستمرار حياة الإنسان. ومن الطبيعي أن يشعرَ الجميعُ بالعَطش حينَ يكونُ الجوُّ حارّاً أو عند بذل مجهودٍ جسديٍّ استثنائي. لكن حين يكون العطشُ مستمرّاً ويؤدي إلى تناولِ كميّاتٍ كبيرةٍ من الماء والسوائل، فإنَّ ذلك قد يكون بمثابةِ إشارةٍ لوجود مشكلة صحيّة معينة، ممّا يستوجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة.

هل أُعاني من التِجفاف؟

قد يحدث التِجفاف لدى أيّ شخصٍ إثْرَ تعرّضِه للحرِّ الشديد أو ممارسةِ الرياضة أو بذْلِ مجهودٍ جسديّ عنيف، ممّا يؤدي إلى التعرُّق الشديد وخسارة السوائل من الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يُشاهَد التجفافُ في بعض الأمراض التي تؤدي إلى خسارة الجسم للسوائل، مثل التهاباتِ الجهازِ الهضميِ التي تؤدي إلى الإسهال والإقياء.

تشمُل الأعراض الأُخرى التي تُرافق التجفاف:

- قلّةَ كميّة البول وتلوّن البول بلونٍ غامقٍ.

- جفافَ الفم وجفافَ الجلد.

- الشعورَ بالتعب والصُّداع.

نلاحِظ أيضاً لدى الأطفال الذينَ يعانون من التجفاف:

- قلّةَ الدموع عند البُكاء.

- جفافَ الفم.

- حاجةً أقل للتبول، وترطيباً أقل للحفاضات.

- يكون الطفل كسولاً وسريعَ الغضب.

هل أُعاني من الداء السُّكري؟

يُعتبر الداء السُّكري من أشهر وأهم الأمراض التي تؤدي إلى العَطش؛ حيثُ لا يستطيع جسم الإنسان أن يفرز كميّةً كافيةً من الأنسولين الذي يُساعد الجسم على استخدام السُكر، أو قد يُنتِج الجسم كميّةً كافيةً من الأنسولين ولكنه لا يستطيع استخدامَهُ بشكلٍ مناسبٍ. وفي الحالتَيْن فإنَّ النتيجة هي ارتفاع السُكر(الغلوكوز) في الدم إلى مستوياتٍ عاليةٍ، ممّا يؤدي إلى زيادة كميّة الُسكر في البول أيضاً، وهذا الأمر يقود إلى زيادة كميّة التبوّل بشكل كبير مقارنةً بالأحوال العاديّة، ممّا يؤدي إلى ضياعِ كمياتٍ كبيرةٍ من سوائل الجسم وشعور الإنسان بالعَطش.

وفي هذه الحالة، فإن المريض يمكن أن يُعاني أيضاً من الأعراض التالية:

- عدم وضوح الرؤية.

- جروحٌ وكدماتٌ بطيئةُ الشفاء.

- الدخول المُتكرِّر إلى المرحاض ليلاً نهاراً بسبب التبوّل المُتكرّر.

- الشعورُ بالتعب الشديد.

- الشعور بالجوع رُغم تناول كمياتٍ طبيعيةٍ من الطعام.

هل أُعاني من البيلة التَفِهة (السُكري الكاذب)؟ّ

على الرغم من تسميتهِ، ليس لهذا المرض علاقة بالداء السُكري.

تُعدّ البِيلة التُّفِهة إحدى الأمراض غير الشائعة التي تقوم الكليةُ فيها بإفراز كمياتٍ كبيرةٍ من البول، ممّا يؤدي أيضاً إلى نقص السوائل في الجسم وحدوث العطش الشديد. وينتج هذا المرض عن عدّةِ أسباب، يؤثر بعضها على الدماغ مؤدياً إلى اضطراب إفرازِ هرموناتٍ معيّنةٍ تُنظّمُ وظيفة الكِلى، وبعضها الآخر يؤثر على الكِلى نفسها مؤدياً إلى اضطرابِ عملها. وفي الحالتين يُعاني المريضُ من التبوّل المُتكرّر والعَطش الشديد. كما تتميّز هذه الحالة بأنَّ لون البول فيها يكونُ فاتحاً على عكسِ حالاتِ التجفاف.

هل أُعاني من جفاف الفم؟

يحدثُ جفافُ الفمِ في عدّة حالات، ويُعتبر من الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بالعَطش. حيث يُعَـدّ تناول الأدوية التي تؤدي إلى جفاف الفم من أشيع الأسباب المسؤولة عن هذه المشكلة، خاصةً مُضادات الاحتقان التي تستخدم في حالات الزكامِ الشائع. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ بعض الأدوية المُستخدمة في علاج بعض الأمراض العصبيّة أو الأورام السرطانيّة يمكن أن تؤدي إلى المشكلة ذاتها. يحدُث جفاف الفم أيضاً بسبب تدخين التبغ، وكذلك في بعض الأمراض التي تؤثر على إفراز اللعاب من الغدد اللعابية (مثل متلازمة جوغرن sjogren's syndrome وبعض أمراض الجهاز المناعي).

قد يترافق العَطش الناجم عن جفاف الفم مع أحد الأعراض التالية:

- رائحة الفم الكريهة.

- الشعور بطعمٍ غريبٍ في الفم.

- تورُّم أو التهاب اللثة.

- التصاق أحمر الشفاه بالأسنان.

- صعوبة المضغ والبلع.

- كثافة قوام اللعاب.

هل أُعاني من فقر الدم؟

فَقْـرُ الدم هو نقصُ عدد الكريّات الحمراء الموجودةِ في الدم، ممّا يؤدي إلى نقص قدرة الدم على نقل الأوكسجين من الرئتَيْن إلى أعضاء الجسم. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فقر الدم، بعضها وراثيٌ يبقى مع الإنسان مدى الحياة (مثلَ التلاسيميا وفقر الدم المنجلي)، وبعضها الآخر مُكتسَبٌ ينتج عن أسبابٍ مُحدَّدةٍ ويُمكن علاجه (مثلَ فقر الدم الناتج عن الأمراض أو سوء التغذية أو النزوف النسائية). عادةً، لا يؤدي فقر الدم الخفيف إلى العطش، ولكنَّ العَطش قد يحدُث في الحالات الشديدة من فقر الدم.

يؤدي فقر الدم إلى الأعراض التالية أيضاً:

- الدوار والتعب والضعف العام.

- الشحوب أو الاصفرار.

- تسرُّع نبضات القلب.

- التعرُّق

المصدر:

هنا