العمارة والتشييد > التصميم العمراني وتخطيط المدن

كيف يمكن للتخطيط العمراني الحد من الجريمة والعنف - الجزء الثاني

يعتبر موضوع الأمن من أكبر الهواجس التي باتت تسيطر على الفرد في العصر الحديث خاصةً بعد ظهور مجموعة من التهديدات الجديدة التي تتعلق بقضايا الجريمة والإرهاب. إنّ اختيار الشخص للسكن في حيٍّ ما تقوده عدّة خيارات ربما يكون من أهمها مدى شعور الشخص بالأمان في هذا الحي.

إلى أيّ حد يمكن للهندسة المعمارية أن تسهم في تحقيق الشعور بالأمان لدى السكان ؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذه السلسلة المتضمنة الإجراءات المعمارية المرتبطة بتحقيق الأمن والسلامة ضمن الأحياء السكنية.

تطرقنا في المقال السابق هنا إلى الأثر المباشر للقرارات التصميمية التي يتخذها المهندسون على مدى الشعور بالأمان ضمن الأحياء السكنية، وفي هذا المقال سنتعرف على مجموعة من الإجراءات التفصيلية التي تسهم في زيادة الأمان في التجمعات العمرانية.

لمحة تاريخية عن الإجراءات المتخذة لتحقيق الأمان ضمن المدن قديماً:

تاريخيّاً، تنوعت استجابة الشعوب لموضوع تحقيق الأمان ضمن المدن، فاتخذوا مجموعة من الإجراءات الدفاعية. فكان للصينيين الأوائل نظام للإدارة المحلية، وللعبرانيين نظام الشرطة، في حين كان لمدن العصور الوسطى الأوروبية نظام المدن المسوّرة. وبازدياد حجم المدن ازدادات الحاجة إلى أشكال جديدة من الحماية. وتعتبر مدينة باريس ومشاكل النظام العام ضمنها مثالاً واضحاً على ارتفاع معدلات الجريمة ضمن مدن العصور الوسطى وكيفية التعامل معه، ففي عام 1667 عين لويس الرابع عشر السيد Gabriel Nicolas de la Reynie، حيث قام خلال عقد من الزمن بمجموعة من الإجراءات للحد من الجريمة، فقام بإضاءة الشوارع، وهدم الأحياء الفقيرة سيئة السمعة، وزرع الأشجار وأعاد تخطيط مدينة باريس، وبحلول القرن الثامن عشر تمكن Haussman من استعادة النظام العام ضمن مدينة باريس، وأصبحت فرنسا هي الرائدة عالميّاً في مجال العمارة والتخطيط العمراني.

وبحلول القرن الحادي والعشرين، أولي موضوع منع الجريمة ضمن الأحياء السكنية قدراً كبيراً من الاهتمام، واقترحت العديد من الإجراءات لتحقيق الأمان ضمن الأحياء السكنية.

متطلبات الحد من الجريمة ضمن الأحياء السكنية:

1. التقليل من إمكانية حدوث الجريمة بواسطة التصميم، من خلال اقتراح نظام أقفال معتدل السعر.

2.النوافذ المتقابلة: يجب أن تكون النوافذ مواجهة لبعضها البعض عبر الشوارع أو الممرات المشتركة، لخلق نظام من المراقبة المشتركة.

3. أسوار عالية على الحدود الجانبية والخلفية للمقاسم السكنية.

4.مدخل أمامي للباحة الآمنة، من خلال تأمين بوابة لمقدمة المنزل قابلة للإقفال وسهلة المراقبة من الداخل.

5. مدخل للخدمة والتوصيل: إذ من المستحسن أن يتم توفير فراغ لمثل هذه الخدمات بالقرب من الباب الأمامي بعيداً عن أنظار مستخدمي الطريق العام.

6. التأكيد على أن تؤدي الوجيبة الأمامية دور الفراغ الانتقالي بين العام والخاص.

7.يجب أن تكون مواقف السيارات متوضعة بطريقة لا تسمح بركن السيارة بشكل انسيابي ضمن فناء المنزل، ويفضل أن تكون في الأمام لتسهيل المراقبة.

8.مرائب السيارات على جانب الطريق وقريبة من المدخل الأمامي.

9.الدخول بأعناق ذات نهايات مسدودة وتجنب الشوارع العابرة لتقليل ازدحام المرور.

10. تجنب ممرات المشاة المباشرة: عندما تكون ممرات المشاة منفصلة عن الطرق، لا يجب أن تخطط بحيث تشكل سلسلة من الممرات المباشرة.

11. يجب أن تكون المنازل موجهّة بحيث تقابل الممرات الطرقية، مع التركيز على نقاط الدخول لتوفير المراقبة المكثفة

12.المساحات الخضراء تتوضع خارج المساكن و بالقرب من المداخل.

هذه بعض الإجراءات المرتبطة بتصميم المنازل نفسها وكيفية توضعها وارتباطها بشبكة الشوارع، وسنعرض في المقال القادم مجموعة أخرى من الإجراءات

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

المصدر:

هنا