الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

الداء الرثياني Rheumatoid Arthritis

التهاب المفاصل الرثياني هو مرض مناعي ذاتي يقوم فيه جهاز المناعة بمهاجمة مفاصل الجسم، وخاصة في الأيدي والأقدام،

يسبب هذا الداء التهاب المفاصل والأغشية المحيطة بها، يحدث نتيجة لذلك تورم وألم داخل المفصل وحوله، قد يؤدي إلى تخريب العظام وتشوه المفاصل.

يصيب الداء الرثياني المفاصل الصغيرة عادة، كمفاصل الأطراف العلوية والسفلية.

بالإضافة إلى إصابة المفاصل، فقد يصيب هذا الداء الجهاز القلبي الوعائي أو الجهاز التنفسي أو غيرها.

يمكن أن يحدث هذا الداء في أي عمر لكنه يظهر عادةً بعمر الأربعين، كما أنه أكثر شيوعاً عند النساء.

الأعراض:

يفشل المرضى في كثير من الأحيان في ملاحظة أي احمرار أو تورم في المفاصل المصابة في البداية، مقابل فرصة أكبر لشعورهم بالألم في تلك المفاصل.

وتعد هذه الأعراض أدلة تشير إلى الإصابة بالداء الرثياني:

- آلام مفصلية وتورم في المفصل لستة أسابيع أو أكثر.

- صعوبة في الحركة في الصباح لمدة 30 دقيقة أو أكثر.

- إصابة أكثر من مفصل.

- إصابة المفاصل الصغيرة، كالرسغ أو مفاصل الأيدي والأقدام.

- أن تكون المفاصل المصابة متماثلة في طرفي الجسم.

يرافق هذا الألم لاحقاً في العديد من المرضى أعراض من التعب ونقص الشهية وارتفاع طفيف في درجة الحرارة

ويمكن لهذه الأعراض أن تغيب وتظهر، حيث يترافق الداء مع فترات من النشاط الالتهابي تسمى الهجمة أو flare تمتد لعدة أيام.

وقد يسبب هذا الالتهاب المستمر مشاكل على مستوى أجهزة وأعضاء الجسم، كتهيج في العيون أو الفم أو الرئتين، كما قد يسبّب تشكّل كتل صغيرة تحت الجلد فوق النتوءات العظمية.

السبب:

لا يزال السبب وراء هذا الداء غير مفهوم تماماً، رغم ممعرفة الأطباء أنّ الاستجابة غير الطبيعية التي يبديها الجهاز المناعي تلعب الدور الرئيسي في الالتهاب والأذية المفصلية.

لا يوجد شيء أكيد حول سبب عمل جهاز المناعة على هذا النحو، ولكن الأدلة تشير إلى وجود عوامل وراثية وهرمونية وبيئية تساهم في حدوث هذا الداء.

تتضمن هذه العوامل:

- العوامل الإنتانية مثل البكتيريا والفيروسات التي قد تثير تطور المرض عند الأشخاص المؤهبين وراثياً.

- الهرمونات الأنثوية: حيث 70% من المرضى هم من النساء.

- البدانة.

- استجابة الجسم للتوتر والارهاق جسدياً وعاطفياً.

بالإضافة للعوامل البيئية كالتدخين وتلوث الهواء والمبيدات الحشرية وغيرها.

عوامل الخطورة:

1.الجنس: النساء أكثر عرضة من الرجال .

2.العمر: يمكن أن يحدث في أيّ عمر لكنه أكثر شيوعاً بين 40-60 سنة.

3.القصة العائلية: يزيد احتمال الإصابة في حال إصابة أحد أفراد العائلة.

التشخيص:

انطلاقاً من أعراض المريض، قد يشك الطبيب بالإصابة بالداء الرثياني. ولكن التشخيص النهائي يحتاج طبيباً اختصاصياً في الأمراض الرثيانية، فهو من الأمراض الصعب تشخيصها حيث تتشابه أعراضه وعلاماته المبكرة مع العديد من الأمراض. يتضمن التشخيص:

- الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص المفاصل المختلفة، ويتحرى الأعراض المختلفة من احمرار وتورم وحرارة ووجود ألم عند الحركة. كما يفيد عدد ونمط المفاصل المصابة في التشخيص، كإصابة المفاصل المماثلة من الطرفين.

- فحص الدم: يعتمد على قياس مدى الالتهاب، والبحث عن مؤشرات حيوية كبعض الأضداد المرتبطة بالمرض.

فيمكن قياس سرعة تثفل الكريات الحمر ESRلمتابعة تطور العملية الالتهابية، كما أنّ بعض الأضداد كالعامل الرثياني Rhematoid factor(RF)، والأضداد الموجهة ضد البروتينات السيترولينية anti-CCP تعدّ مؤشراً أفضل لوجود المرض.

- الفحص الشعاعي: يمكن استخدام الطرق الشعاعية كالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي لمتابعة الأذية المفصلية. إلّا أنّ هذه الطرق ليست مثالية للتشخيص، فهي ليست كافية لنفي المرض في حال عدم رؤية الأذية المفصلية.

المعالجة:

تهدف المعالجة إلى إيقاف الالتهاب، وتخفيف الأعراض، ومنع أذية المفاصل والأعضاء، وتحسين الوظيفة الجسدية، وتخفيف الاختلاطات على المدى الطويل.

حيث يتضمن العلاج:

1.الأدوية:

*مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAIDs كالآيبوبروفين ibuprofen التي تساعد على تدبير الالتهاب والألم.

*الستيروئيدات: الستيروئيدات القشرية كالبريدنيزون prednisone الذي يخفف الالتهاب والألم، ويبطّئ سير الأذية المفصلية. ولكن لا يحبّذ الأطباء وصفها عادةّ بسبب تأثيراتها الجانبية. ولكن في حال وصفها، فيتم استعمالها لوقت قصير وبتراكيز منخفضة، وذلك عادة لتخفيف الأعراض الحادة فقط.

*الأدوية المعدلة للمرض المضادة للروماتيزم DMARDs.

2. المعالجة الفيزيائية: وذلك لجعل المفاصل أكثر ثباتاً.

3.الجراحة: تُستدعى عندما تكون الأذية المفصلية شديدة، حيث يمكن أن يتم استبدال المفصل بالكامل، أو استبدال الأجزاء المفصلية المتأذية بأخرى بلاستيكية أو معدنية.

ولكن على العموم، للجراحة مخاطر مختلفة كالانتانات والنزف والألم، لذلك لا يتم اللجوء إليها إلّا عند وصول الأذية لدرجة تعطل فيها وظيفة المفصل الحياة اليومية.

المصدر:

هنا

هنا