علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

التدخين و النفس- الجزء الثاني: العواقب على صحتك النفسية و سبيلك للإقلاع.

أشار باحثون من جامعة 'Otago' في نيوزيلندا إلى وجود علاقة بين التدخين والاكتئاب، ووجدوا في دراسة أجروها على ألف شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و21 سنة أن معدل الاكتئاب يصل إلى الضعف لدى المدخنين. ويقدم تحليل النتائج التي حصل عليها الباحثون دعماً لكون إدمان النيكوتين يقود إلى ارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب، ويقترح هؤلاء وجود طريقين يؤديان إلى هذا الأمر:

الطريق الأول هو وجود رابط سببي مباشر بين التدخين والاكتئاب، والطريق الآخر هو وجود عوامل خطورة مشتركة بين التدخين والاكتئاب...

يقول 'David Fergusson'- الباحث في هذه الدراسة، أن السبب الممكن وراء هذه العلاقة هو قيام النيكوتين بإحداث تغييرات في عملية النقل العصبي في الدماغ مما يرفع خطورة الاصابة بالاكتئاب، لكنه يشير أيضا إلى أهمية الاعتبار بعدم قطعية هذه الدراسة.

على كل حال يبدأ معظم الناس بالتدخين قبل ظهور أعراض الاكتئاب، لذا فإن من الصعب تحديد فيم إن كان التدخين يقود إلى الاكتئاب أو فيما كان الاكتئاب هو ما يشجع على التدخين، والتفسير الأكثر احتمالا هو وجود علاقة تجمع العاملين معاً.

على صعيد آخر فإن معدل التدخين لدى المصابين بالشيزوفرينيا يصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم، و يميل هؤلاء إلى التدخين بشراهة عالية! إن التفسير الأكثر شيوعا لذلك هو أن المصابين بالشيزوفرينيا يلجؤون للتدخين من أجل السيطرة على بعض أعراض الاضطراب الذي يعانون منه، ومن أجل تقليل الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولونها. تشير دراسة حديثة إلى وجود علاقة توافقية بين التدخين والشيزوفرينيا أيضاً.

ما يزال هنالك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالشيزوفرينيا، و التدخين هو أحدها، إلا أن المزيد من البحث يلزم لحسم هذه العلاقة و طبيعتها.

من ناحية اخرى، و على الرغم من أن العديد من الناس الذين يعانون من مشاكل الصحة الذهنية والعقلية يجدون أن التدخين يخفف من أعراضهم، إلا أنهم غالبا ما يبدأون التدخين قبل بدء المشاكل التي يعانون منها. إن بدا أن للتدخين أي أثر مفيد على المدى القصير؛ فإن الخطر المتزايد لمشاكل الصحة الجسدية -كسرطان الرئة الشائع لدى الذين يعانون من مشاكل الصحة الذهنية والعقلية- سيتفوق على هذه الفوائد. وهكذا فإن التدخين الشره لا يقود إلى تقليل أعراض هذه المشاكل على المدى الطويل.

- إن كنت مدخناً يرغب بالإقلاع؛ فإن أسوء طريقة للبدء بذلك هي أن تبدأ وحيداً!

لا تترك التدخين فجأة، فالإقلاع عن التدخين سيكون أكثر نجاحاً عند التخطيط له، باختيار الوقت الصحيح للبدء وإيجاد الدعم والمساعدة الضروريين. ستكون المحاولة عرضة للفشل إن لم تكن مستقراً كفاية إو إن كنت تمر بظروف صعبة.

- قم بإيجاد طرق بديلة عن التدخين للتغلب على التوتر، كالتأمل وتمارين التنفس، الرياضة، الغذاء المتوازن، التدريب، والابتعاد عن الكحول. اطلب المساعدة من عائلتك وأصدقائك وأحبائك، وابتعد عن المدخنين وعن كل ما يرتبط بالتدخين.

- كن مستعدا لمواجهة أعراض الانسحاب: الصداع، الغثيان، حدة الطبع، القلق، صعوبة التركيز، الرغبة بالتوقف والعودة للتدخين. تناول الماء والعصائر الطبيعية والحمية الغنية بالألياف، تقليل وارد الكافيين والسكر المكرر يساعد البعض في التعامل مع أعراض الانسحاب.

- يمكن للتحدث مع الآخرين أن يساعد في الإقلاع عن التدخين، ويعمل على تحفيز الروح الإيجابية لديك، كما يعد العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy) فعالا في مساعدة المدخنين سواءً كانوا يعانون من مشاكل الصحة العقلية و النفسية أو لا.

-أثبتت بدائل النيكوتين ومضادات الاكتئاب قدرتها في المساعدة على الإقلاع عن التدخين أيضاً.

في النهاية، عزيزي القارئ، فكر بما ستجنيه عند توقفك عن التدخين: صحة أفضل، تركيز أفضل، والمزيد من المال في محفظتك. لن يكون الأمر سهلا، فالتغيير يحتاج وقتا وجهدا، و الأصعب: يتطلب منك معركة مستمرة مع نفسك، ضد عاداتك السيئة و رغباتك الضارة.

المصادر:

هنا

هنا