الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

النفايات الالكترونية

كافة ما نَستغني عَنهُ ونرميه من أجهزةٍ وأدواتٍ إلكترونيّةٍ أوكهرُبائيَّةٍ أوقِطَعُها يُعتبرُ نفاياتٍ إلكترونيّة e-waste، من الصّعبِ التَّحكُّمُ بهذا النّوعِ من النّفايات نظراً لاحتوائها على السّمومِ ولتَعدُّدِ مصادرِها. كما وتُؤثِّرُ سَلباً على الصّحة العامّةِ والبيئةِ في حالِ لم تُعالَج بالطّرقِ السّليمة.

وِفقَ دِراسةٍ باسم The Global E-Waste Monitor في جامعةِ الأمم المُتّحِدةِ يُمكِنُ تَصنيفُ النفايات الإلكترونيّة في ستِّ أقسامٍ رئيسيّة:

١. أدواتُ التّدفئة والتّبريد كالمدافئ الكهربائيّة، الثَّلاجات، البَرّادات وأجهزةِ التبريد الكهربائيّة.

٢. المصابيحُ الضّوئيّةُ بأنواعِها.

٣. الأدواتُ الكَبيرةُ كغسّالاتُ الصُّحونِ، الملابس، الأفران الكهربائيّةُ، الطّابعاتُ والماسحات.

٤. الأدوات الصّغيرة كأباريق تسخين الماء الكهربائيّة و آلةُ تحميص الخُبزِ و الحاسباتُ الرّقمية و آلةُ الحلاقةِ الكهربائيّة و ألعابُ الفيديو و غيرُها.

٥. أجهزَةُ المعلوماتيّة، الإتصالات، حاسباتُ الجيب، الهواتف، الكمبيوتراتُ المَحمولة والطّابعات.

٦. شاشاتُ العرضِ وشاشاتُ الرَّصد.

تمّ تقسيمُ النفاياتِ الى هذه الأقسامِ وفقَ حجمِ النفاياتِ في كلّ قسمٍ، قيمتُها الإقتصاديَّةِ، تأثيرها على البيئة والصّحّة العامَّة في حال لم يتمّ إعادة تدويرها بالطّرق الصّحيحة وإختلاف طُرقِ إعادةِ تدوير الموادِ بحسبِ كلّ قسم.

تُعتبر الموادُ القابلةُ للتدويرِ وإعادةِ الاستعمال في النُّفايات الإلكترونية ذاتِ قيمةٍ عاليةٍ، ولتقديمِ فُرصٍ أكثَرَ أمام هذه النفايات يجبُ مُراعاةُ هذا المصدر الغنيّ بنظامٍ فعّالٍ يراعي البيئة وفي الوقتِ ذاتُهُ يجبُ اتّخاذُ التّدابيرِ اللّازِمةِ للتعامُلِ مع الكميّات الكبيرةِ للموادِّ السّامَةِ المُترافقةِ مع هذه النُّفايات.

تحتوي النُّفاياتُ الإلكترونيّةُ على على موادٍّ عديدةٍ والمعادِنِ الخطرةِ مثلُ الزّئبقِ، الرّصاصِ والكاديوم، والمُركّباتِ الكيميائيّةِ كالكربون الكلوروفلوري إضافةً للعديد من مُثبِّطات اللّهب.

كما و تحوي أنواعاً عديدةً من الموادِ القيّمةِ كالحديدِ، النُّحاسِ، الألمنيوم، البلاستيك والمعادِنِ الثّمينةِ (الذّهبِ، الفضّة، البلاتين، البلاديوم) وجميع هذه النواتج من الممكنٌ إعادةُ تدويرها، كما تحتوي الإلكترونيّات المعقّدةُ على ستّينَ عُنصُراً من عناصِرِ الجَدولِ الدّوريّ وغالبها يمكن استخراجها. يمكن الاستفادةُ من الموادِ المُستخرَجَةِ من النّفايات كمصدرٍ ثانويّ لإعادةِ التّصنيع أوالترميمِ أوحتى إعادةِ الاستعمال. فعلى سبيل المثال، قُدِّرَ الذّهب الموجود في هذه النّفايات عام 2014 بثلاث مئةِ ألفِ طنٍّ و هو ما يعادلُ 11% من المنتوج العالمي للذهبِ من المَناجمِ عام 2013 و الذي قُدِّرَ ب 2770 طن.

تطلّبُ استخراجُ موادَّ قيّمةٍ كهذهِ معدّل تجميعٍ للنفايات عالي المستوى والتنظيم وعمليّاتِ إعادةِ تدويرٍ فعّالةٍ.

تقترِحُ دِراسَةٌ في جامِعةُ الأمم المُتّحدة تحت اسم (The Global E-Waste Monitor) توجيهَ تدفّقِ النفايات نحو نظام الاسترجاعِ الرّسمي للأجهزة الإلكترونيّةِ والكهرُبائيّة للتمكن من الاستفادةِ من هذا المنجَمِ الحَضَريّ المستمرّ النّمو ولِتَجَنّبِ ضياعِ موادٍ قيّمةٍ في حاوياتِ القُمامةِ المَنزليّة أثناءَ عمليّاتِ الفَرزِ والمُعالَجة.

لنتعرّف على المراحل التي تمُرّ بها النّفاياتُ الإلكترونيّة أثناء عمليّات التّدوير المُراعية للبيئة:

الخُطوةُ الأولى لإعادةِ تدويرِ النفايات هي التجميعُ بطريقةٍ كاملةٍ وشاملة، بعد أن تُجمَعَ النّفاياتُ في أماكنٍ مخصّصةٍ لكلّ بلد يتمّ فصلُ الأجهزةُ المُتوقّفةُ عنِ العَمَلِ لإعادةِ استخدامِها بعد إصلاحِها وما تبقّى من القُمامةِ ينتقلُ الى المرحلةِ التّالية حيثُ يتمّ تَفكيكُها من ثم فَرزُها بحَسبِ مكوّناتها المُختلفة كالمعادِنِ، البلاستيك، السيراميك، الورق والخشب... الخ

فَيُعالَجُ كلٌّ منها ليتمّ إعادةُ ترميمهِ واستخدامه في مُنتجاتٍ جديدة، ما تبقّى من موادٍ غير قابِلةٍ لإعادة الاستعمال يمُرّ في مرحلةٍ لإزالةِ الموادِ الخَطرة كالبطاريّات ثم تُرسَلَ الى معاملِ مُعالَجَةِ النّفايات الخطرة، بعد إزالةِ المادِ الخطرةِ يُرسَلُ ما تبقّى من النفايات ليُحرَقَ أو يُطمَر. تُدعمُ هذه المراحل من قبل مُنتِجي الأدواتِ الكَهرُبائيّةِ والإلكترونيّة بحسبِ قانون(Extended Producer Responsibility)الذي يُلزِمُ المُنتِج بمَسؤوليّةٍ ماديّةٍ وعمليّة لِمُعالَجةِ المُنتجاتِ بَعدَ استهلاكِها.

كما ذكرنا سابقاً تحتوي النّفاياتُ الإلكترونيّة على موادٍ تُشكّلُ خَطراً على الصّحة العامّة (الرصاص، الكاديوم، الزّئبق، البولي فينيل كلورايد وغيرها)، فبالتالي لا يجوزُ حَرقها دون التّأكد من خلوّها من هذه المواد، فإن حرقها يؤدي الى تحولها الى رمادٍ ينشرُ الدَّيوكسين والمعادن الثّقيلة الى المياه و التّربة لتصل الى النبات والحيوانات ومِنها الى الإنسان مُسبّبةً أمراضاً عديدةً وهذا ما وضّحتهُ جولييت داف العضو في منظّمة أطبّاء البيئة الإيرلنديين.

بِحَسبِ تقريرٍ لِمُنظّمةِ الصّحة العالميّة فإن أقلّ مدّةٍ يتعرّضُ خلالها الإنسانُ لِمُعدّلاتٍ عاليةٍ من الدَّيوكسين يصيبُه بآفاتٍ جلديّةٍ،بُقعٍ سوداءَ، حبوبٍ عميقةٍ في البشرةِ و تبدّلاتٍ في عمَلِ الكبد، كما ويؤدي التّعرّضُ على المدى الطويل الى خَلَلٍ في الجهازِ المَناعيّ ويؤثّرُ على تطوّر الجهازِ العصبيّ،الغُدد الصّم ووظائف الأعضاءِ التّناسُليّة.

طالما أن الصناعات ستستمر فكذلك سيستمر توليدُ المزيدِ من النّفايات، من واجبنا الاستمرار بإعادة ترميم واستعمال الأدواتِ الإلكترونيّة والكهربائيّة، كما أنّه علينا تحمّلُ مسؤليّةِ الأجهزةِ والأدوات التي نرميها في القُمامة، فيجب رَميها في الأماكنِ المُخصصةِ لها لتتم معاينتها، فرزها ومُعالجتها بالطّرُقِ المُناسبة.

مصادر:

هنا

هنا