الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

فقر الدم بعوَز الحديد Iron deficiency anemia

• قبل أن نبدأ يجب أن نعرف ما هي الكريات الحمر وما هو خضاب الدم؟

الكريات الحمر هي المكون الرئيس للدم في جسم الإنسان وهي تحمل بروتيناً يدعى خضاب الدم (الهيموغلوبين) الذي يقوم بنقل الأوكسجين من الرئتين إلى باقي أنحاء الجسم، معطياً الدم لونه الأحمر.

• يحدث فقر الدم عندما يكون عدد الكريات الحمر أقلّ من الطبيعي أو عندما لا تحمل هذه الكريات الخضاب الكافي، فعند الإصابة بفقر الدم لن تحمل الكريات الحمر الأوكسجين الكافي لجميع أنحاء الجسم، وبدون الأوكسجين لن تستطيع الأنسجة والأعضاء العمل بشكلٍ جيّد.

• تدل الإحصائيّات على أنّه يوجد حوالي ثلاثة ملايين شخص في الولايات المتحدة مصابون بفقر الدم، معظمهم من النساء والمصابين بأمراضٍ مزمنةٍ.

• في البداية سنتعرّف على أهم أسباب فقر الدم بشكلٍ عام ثم سنخصّص مقالنا للحديث عن أشيع أنواع فقر الدم وهو فقر الدم بعوز الحديدIron Deficiency Anemia.

• يحدث فقر الدم في أحد الحالات التالية:

1. فقدان كميةً كبيرة من الدم (كالدورة الشهرية الغزيرة عند الإناث، الأورام..).

2. وجود مشكلة في تخليق (تكوين) الكريات الحمر في الجسم.

3. تحطّم الكريات الحمر وموتها السريع قبل أن يتمكّن الجسم من تشكيل كريات جديدة لتعويض نقصانها (ففي الحالة الطبيعية تعيش الكرية الحمراء حوالي 120 يوماً ثمّ تتخرّب في الطحال، ولكن في بعض الحالات المرضية قد يصبح عمر الكرية أقلّ من 120 يوم، مما يؤدّي إلى نقص عدد الكريات الحمر وحدوث فقر الدم).

تجتمع الآليات السابقة في أغلب حالات فقر الدم، ولعلّ فقر الدم بعوَز الحديد أحد أهمّ وأشيع أنماط فقر الدم.

فقر الدم بعوَز الحديد Iron deficiency anemia: هو الشكل الأشيع لفقر الدم، فهو يحدث عندما تكون كمية الحديد في الجسم غير كافية (فالحديد يدخل في تركيب الخضاب وعند نقص كميته يظهر فقر الدم).

هناك عدّة أسباب تلعب دوراً في عوَز الحديد، أهمها:

1. فقدان الدم : عادةً ما تنقص مستويات الحديد في الجسم عند فقدان الدم، فمثلاً عند النساء يحدث فقدٌ للكريّات الحمر وللحديد خلال النزف الذي يحدث في الدورات الشهرية الغزيرة والطويلة، والنّزف الذي يحدث عند الولادة، وكذلك أيضاً النزف الذي قد يحصل عند الإصابة بالأورام الليفية المتوضّعة في الرحم، وهنالك أسبابٌ أخرى لنقص أو عوَز الحديد في الجسم كالقرحات وسرطان الكولون والاستخدام المستمرّ للأسبرين ولمسكّنات الألم الأخرى والإنتانات والالتهابات والإصابات الحادّة والجراحات.

2. النظام الغذائي الفقير بالحديد: فالطعام هو المصدر الرئيسي للحديد في الجسم، ولذلك فإنّ تناول الأطعمة الفقيرة بالحديد يعدّ سبباً شائعاً لعوز الحديد.

(يعتبر اللحم والسمك والبيض وأوراق الخضار الخضراء من المأكولات الغنيّة بالحديد).

3. سوء أو مشاكل في الامتصاص: يمكن لأيّ مشكلة على مستوى الأمعاء الدقيقة أن تؤثّر في امتصاص الحديد وباقي المغذيات كالإصابة بالداء الزلاقي أو داء كرون أو عند الاستئصال الجراحي لأحد أجزاء الأمعاء.

4. الحمل: حيث تزداد حاجة الأم للحديد خلال الحمل لتلبية متطلّبات الجنين وبسبب زيادة حجم الدم لديها، لذلك يعتبر الحمل سبباً هاماً لعوز الحديد في حال عدم تناول المكمّلات الحاوية على الحديد.

• عادةً ما يكون فقر الدم بعوز الحديد غير عرضيّ وقد تكون أعراضه خفيفة لا يتمّ الانتباه إليها، ولكن مع مرور الزمن سيزداد هذا العوز لتتطوّر لدى المريض بعض الأعراض التي قد تكون خطيرة، ومنها:

• التعب والإرهاق الشديد.

• شحوب الجلد.

• قِصر النَّفَس وآلام صدرية.

• التهابات متكررة كالتهاب البلعوم المتكرر.

• الصداع والدوار والشعور بخفّة في الرأس.

• برودة في الأطراف وهشاشة الأظافر

• خفقان في القلب.

• الرغبة في تناول المواد الغير مألوفة كالأوساخ والتراب.

• فقدان الشهية وخاصةً عند الأطفال.

• الشعور بعدم الارتياح والخدر والنّمَل في القدمين (أو ما يسمّى بمتلازمة القدم القلقة)، وغيرها الكثير من الأعراض.

• فقر الدم بعوز الحديد هو مرض حقيقيّ ويمكن له أن يسبّب مشاكل صحيّة عديدة، لذلك لا يجب علاجه في المنزل بمركّبات الحديد دون الرجوع إلى الطبيب المختصّ، حيث يجب تناول مركبات الحديد باعتدالٍ ووفق توجيهات الطبيب وذلك لأن الإفراط في تناول مركبات الحديد يمكن له أن يؤذي الكبد أو يؤدّي إلى اختلاطاتٍ عديدةٍ.

• تعتبر النساء وخاصّةً في سن النشاط التناسليّ، والأطفال (خاصّةً الخدّج وناقصي الوزن عند الولادة)، والنباتيين ومتبرّعي الدم باستمرار أكثر الفئات عرضةً للإصابة بفقر الدم بعوز الحديد.

• عادةً لا يكون لفقر الدم بعوز الحديد الخفيف عواقب كبيرة، ولكنّ فقر الدم الغير معالج لفترة طويلة والعوَز الشديد للحديد يمكن أن يؤدّي إلى اختلاطات عديدة أهمّها :

-مشاكل في القلب كتضخّم القلب وقصوره واللانظميات (تسرّع في ضربات القلب وعدم انتظامها).

-مشاكل خلال الحمل كالولادة المبكّرة أو ولادة أطفال ناقصي الوزن.

-مشاكل في النمو: قد يؤدي فقر الدم الشديد عند الأطفال إلى تأخّرٍ وبطء في النمو والتطور، وكما أنّه يجعل الطفل أكثر عرضةً للإصابة بالالتهابات المتكررة.

• ولعلاج هذه الحالة سوف يقوم الطبيب المختصّ بوصف مركبات الحديد، والتي يُفضّل أن يتمّ أخذها على معدة فارغة مع عصير الليمون أو البرتقال أو فيتامين C فهي تساعد في تحويله إلى الشكل الممتصّ لتسهّل عملية امتصاصه، وكما يجب تجنّب أخذ مركّبات الحديد مع الأدوية المضادّة للحموضة.

• من الممكن لمركّبات الحديد أن تسبّب آلاماً في المعدة وفي هذه الحالة يجب تجنّب أخذها على معدة فارغة، وكما يمكن لهذه المركبات أن تسبّب الإمساك وعندها سوف يقوم الطبيب بوصف بعض المليّنات الغير مؤذية خلال فترة العلاج.

• لا يمكن لفقر الدم بعوز لحديد أن يُشفى بين ليلةٍ وضحاها فلا بدّ من تناول مركبات الحديد لعدّة أشهر وربما لمدّة أطول.

• وأخيراً نعرض لكم قائمة بأهمّ المواد الغذائية الغنية بالحديد وننصحكم بتناولها مع عصائر البرتقال أو الليمون أو المأكولات الحاوية على فيتامين C لتسهيل امتصاص الحديد وهي:

اللحم الأحمر والدجاج والمأكولات البحريّة والفاصولياء والخضار الورقية الخضراء الداكنة كالسبانخ والفواكه المجففة كالزبيب والمشمش والحبوب والخبز والبازلاء.

المصادر :

هنا

هنا