الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة

الرُّعاف (نزيف الأنف)

• هي شكوى شائعة نظراً لموقعِ الأنفِ البارزِ في الوجه، والكميةِ الكبيرةِ من الأوعية الدموية الموجودةِ فيه، نادراً ما تكونُ الإصابةُ مهددةً للحياة إلا أنها تسبّبُ قلقاً كبيراً لآباء الأطفال الذين يعانون من الرعاف.

غالبيةُ الحالاتِ حميدةٌ وتتوقف عفوياً في المنزل، ولكن في حالات أخرى قد تكون متكررةً وبكمياتٍ كبيرةٍ مما يستدعي العنايةَ الطبيةَ الفورية.

يقسم الرعاف إلى فئتين حسب الموقع النازف في الأنف: رعافٌ أمامي، ورعافٌ خلفي.

• ما هي الأسباب التي تؤدي إلى نزيف الأنف؟

كما قلنا سابقاً، فالأنفُ عضوٌ بارزٌ في الوجه ويحوي كمية كبيرة من الأوعية الدموية، لذلك فإن أيّ رضٍّ على الوجه يمكن أن يصيب الأنف، وبالتالي قد يؤدي إلى الرعاف.

ويحدث الرّعاف أيضاً عندما يصبح الغشاءُ المخاطيُّ المُبطِّن للأنف جافاً، أو عند تنظيف الأنف عن طريق إدخال الأصابع.

ترتفع نسبةُ حدوثِ الرُّعافِ عند من يتناولون الأدويةَ المضادةَ للتخثرِ كالأسبرين والوارفرين أو أي دواءٍ آخرَ مضادٍّ للالتهاب، في هذه الحالات يمكن لرضٍّ بسيطٍ على الأنف أن يسبب نزيفاً فيه.

تكثر هذه الظاهرةُ في أشهرِ الشتاءِ الباردةِ، وذلك لشيوعِ الإصابةِ بالتهاب الطرق التنفسية العلوية في هذه الفترةِ وتَقَلُّبِ درجات الحرارةِ والرطوبةِ، بالإضافة إلى ذلك فإن الانتقال من الجو البارد في الخارج إلى الجو الدافئ الجاف داخل المنزل سيؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية ويزيد فرصة حدوث الرعاف.

كما تكثرُ في المناخات الحارةِ بسبب انخفاضِ معدلاتِ الرطوبة.

• وفيما يلي أشيع الأسباب للرعاف:

1. العدوى والإصابة بالتهاب الطرق التنفسية العلوية.

2. الرضوض، ومنها الرضوض المُحْدَثةُ ذاتياً مثل إدخالِ الأصابعِ داخل الأنف، خاصةً عند الصغار.

3. التهاب الأنف التحسسي.

4. ارتفاع ضغط الدم، واستخدام الأدوية المُميِّعة للدم.

5. إدمان الكحول.

6. بعض الأدوية المَوْضِعية كالستيروئيدات القشرية عندما تُطبَّق خطأً على الحاجز الأنفي مباشرةً بدلاً من الجدران الجانبية للأنف.

7. عوامل أقل شيوعاً مثل الأورام، واضطرابات النزف الموروثة.

8. التغيراتُ الهرمونيةُ خلالَ الحملِ تزيدُ من خطرِ حصولِ الرعاف.

9. الأطفال المُصابون بالشقيقة هم أكثر عرضةً للرعاف مقارنةً بالأطفالِ السليمين.

• كيف يمكنك السيطرة على النزف الخفيف في المنزل؟

يمكن باتّباعِ الخطوات التالية السيطرةُ على الرعاف وإيقافُهُ دون الحاجة لمساعدة طبية:

1. باستخدامِ الإبهام والسبابة؛ اضغط الأجزاءَ اللينةَ من الأنف (جناحَيّ الأنف) وقرّبها من بعضها.

2. اضغط الأجزاء التي جَمَعْتَها بين الإبهام والسبابة باتجاهِ عظامِ الوجه.

3. اخفِضْ رأسَكَ إلى الأمام، وإياك أن تُرجِع رأسك إلى الخلف، فإمالةُ الرأس إلى الخلْف تؤدي إلى عودة الدم إلى الجيوب الأنفية واستنشاق الدم (أي دخوله إلى الرئتين).

4. حافظْ على الوضعية السابقةِ لمدة خمسِ دقائقَ، وكررها في حال عدم توقف النزيف.

5. حافظ أيضاً على هدوئك، وأبقِ رأسك فوق مستوى القلب. لا تستلقِ.

6. ضع قليلاً من الثلجِ في قطعةٍ من القماش وطبّقها على الأنف والخدين.

7. إذا كان النزف غزيراً ولم يتوقف، يجب الذهاب إلى المشفى حيث يقوم الطبيب بوضع دَكّاتٍ أنفيةٍ للسيطرة على الرعاف.

يمكن للفيديو هنا أن يوضح عَمَلياً كيف نسيطرُ على الرعاف عند حدوثه:

• كيف يمكنكَ الوقايةُ من عودة الرعاف مجدداً؟

1. عدمُ الوقوفِ في الجو الجافِّ لفتراتٍ طويلةٍ، والعودةُ إلى المنزل والحفاظُ على درجةِ حرارةِ الغرفة بين 30 و 45 درجة.

2. لا تقم بإدخالِ الأجسامِ الأجنبيةِ إلى الأنف، وعندما تعطس أبقِ فمك مفتوحاً ليمرّ الهواءُ عبرَهُ وليسَ عبر الأنف وحده.

3. لا تقم بالضغطِ خلالَ التغوّط، وفي حال الإمساكِ استشرْ طبيبَكَ ليصف لك المُليِّنات.

4. توقّف عن التدخين.

5. حاول إبقاءَ رأسِك أعلى من مستوى القلب.

6. تجنّب المشروباتِ الساخنةَ لمدة 24 ساعة على الأقلّ بعد الرعاف.

7. في حال كنت تتناول الأدوية المضادة للتخثر كالأسبرين أو الوارفرين قم بإيقافها ولكن بعد استشارةِ الطبيب.

8. قد يصف لك الطبيب بعض المراهم الزيتية لترطيب الأنف، أو بخاخاً أنفياً يحوي موادَّ مُقبِّضةً للأوعية الدموية (لا تستعمل هذه البخاخات إذا كنت تعاني من ارتفاع الضغط، كما أنها قد تسبب الإدمان في حال الاستخدام طويل الأمد).

وفي حالِ تكرارِ الرعاف الناجم عن جفافِ الأغشيةِ المخاطيةِ في الفم، عندها يمكنك استخدامُ المراهمِ الزيتيةِ وتطبيقها بلطفٍ داخلَ الأنفِ وخاصةً في الجزءِ المتوسطِ منه، وهذا يساعدُ على بقاءِ الأغشيةِ المخاطيةِ رطبةً مما يحدّ من نزيفها.

• متى يجبُ عليكَ الذهاب إلى الطبيب أو قسم الطوارىء؟

1. في حال استمرارِ النزيفِ وعدم توقفه رغمَ تطبيق التعليمات السابقة.

2. عندما يكونُ النزفُ سريعاً وبكمياتٍ كبيرة.

3. في حال ترافق النزيف مع واحد أو أكثر مما يلي: التعب، الحمى، الصداع، أورام الوجه، تَغيُّم أو فقدان الوعي، تشوش الرؤية...

4. عند كونِ المريض رضيعاً.

يلجأ الطبيبُ في هذه الحالة إلى العديد من الوسائل لإيقاف النزف؛ مثل الكَيّ بالحرارة أو تطبيقِ موادٍ كيميائية على المنطقة النازفة.

وقد يطبّق أدويةً موضعيةً مقبّضةً للأوعية الدموية تساهمُ في وقف النزيف، وقد يطلب إجراءَ بعضِ التحاليلِ الدموية لتحرّي وجود اضطراباتٍ نزفية لديك.

وفي حال استمرَّ النزفُ، عندها سيقومُ الطبيبُ بوضع دَكّاتٍ أنفيةٍ تقوم بالضغطِ على الأوعية النازفة وإغلاقها.

هذه الدكّات الأنفية تُوضع عادةً في المَنخرَيْن، وهي مصنوعةٌ من مادّة تدعى (Merocel) تشبه الإسفنجَ المضغوطَ أو بالونٍ ملفوفٍ بشاشٍ يدعى (Rhino Rocket).

تبقى هذه الدَّكّات في الأنف لعدة أيام، وقد يحتاج المريضُ لتناولِ الصادات الحيوية ومسكنات الألم خلال هذه الفترة، يقومُ بعدها الطبيب باستخراجِها من الأنف بحذر.

كما سيحتاجُ المريضُ لِمَن يقوم بإيصاله إلى موعده مع الطبيب وإرجاعه بعد إزالة الدَّكّات، مع استمرار المريض لتناول مضادات الالتهاب ومسكنات الألم خلال فترة بقاء الدكات الأنفية.

ننوّه أخيراً إلى وجوب عدم تناول أدوية معينة أو إيقاف أدوية معينة إلا باستشارة

الطبيب المختص، فهو الأعلم بحالتك الصحية.

المصادر:

هنا

هنا