البيولوجيا والتطوّر > التطور

الكائنات المعدلة وراثيا .. عملية انتاج انواع جديدة من قبل البشر !!

الكائنات المعدلة وراثيا .. عملية انتاج انواع جديدة من قبل البشر !!

إننا كبشر سعينا منذ عصور الزراعة القديمة إلى تنقية السلالات الزراعية لكي ننتج اصناف جديدة ومحببة وعمدنا إلى تزاوج الأنواع القريبة في عالم الحيوان والنباتات كي نحصل على كائن له صفات نبحث عنها ..

لكن فضول الانسان وعلمه واكتشافاته مكنه من (عدم انتتظار الطبيعة) لتظهر فيها طفرات جيدة اوانواع جديدة , بل بدأ هو بهذه العملية وانتاج انواع جديدة ...

ففي نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين حين وصف العلماء و مؤرخو العلم العصر بأنه (عصرعلوم الاحياء) اصبح هذا الانسان قادر على خرق الانواع والتمكن من نقل المورثات بين انواع متباعدة عن بعضها فظهر مايسمى (الهندسة الوراثية ) او ( التقانات الحيوية ) التي هي محصلة لثورتين علميتين وهما ثورة اكتشاف أسرار المادة الوراثية DNA) ) و اكتشاف تركيبها في العام 1953، بالإضافة إلى ثورة اكتشاف انزيمات القطع التي تقوم بقص الحمض النووي, و كانت هذه التحولات قد فتحت آفاقاً جديدة لتطبيقات الهندسة الوراثية و إجراء عملياتها و تعدد فروع علوم و أبحاث هذه العلوم إبتداء من عمليات التحوير الوراثي كانتاج كائنات نباتية وحيوانية وصولاً إلى ثورة الجينوم و الخلايا الجذعية والطب الوراثي الحديث.

حيث( نعرف نحن الكائنات المحوّرة وراثياً) : بأنها الكائنات التي تم نقل جينات ( مورثات ) إليها من أنواع لا تمت بصلة لها بطريقة الهندسة الوراثية.

لقد شكل هذا العلم عامل حاسم في انتاج كائنات لم تكن موجودة ولم تحمل صفات اعطتها ياها الطبيعة .. بل صفات قام الانسان باختيارها واعطائها لهذه الاحياء وقد ظهرت هذه الانواع في المجتمعات البشرية بكثرة اليوم .

إن تاريخ الهندسة الوراثية والانواع المعدلة وراثيا (تاريخ طويل) لايمكننا شرحه هنا لكن سنشير الى ان البداية كانت في أول تطبيق و إنجاز للتحوير الوراثي في العام 1986 عندما تمكن العلماء من انتاج خنزير معدل وراثيا يحمل مورثة انتاج هرمون النمو البشري وبعدها هرمون الانسولين البشري الذي لايزال مرضى السكري حول العالم يستعملونه بكثرة وبشكل ناجح الى الان ، و في عالم الزراعة تم تحوير البندورة (الطماطم ) ، حيث ادخلت لها صفات جديدة كتأخير التلف ومقاومة الامراض و ثم إطلاقها في العام 1994

هكذا نرى ننا محاطون بأطعمة ونباتات وأدوية محورة وراثيا. حيث تمثل الذرة وفول الصويا والقطن أنواع النبات الرئيسية التي تم تعديلها وراثيا لغايات تجارية وغذائية . حيث وصلت الاعداد الى نحو 17 مليون هكتار من أراضي 18 دولة تنتج حاليا القمح والصويا والقطن المعدل وراثيا في مقدمتها اميركا والصين والارجنتين ..

تدعي( شركات الهندسة الحيوية) بأن تقنياتها) مفيدة) وجوهرية للغاية لإطعام دول العالم المكتظة بالسكان وتخفيف القلق بشأن الأمن الغذائي وتحسين جودة الغذاء وتوفير محاصيل مقاومة للجفاف والمبيدات العشبية، إلا أن منظمات المجتمع المدني والكثير من العلماء بالإضافة للرأي العام يشعرون) بالقلق) إزاء آثارها على صحة الإنسان والبيئة وخطرها في انتاج انواع لم تكن موجودة طبيعيا مما سيسبب خلط بين الانواع وخراب البيئة وتأثير على صحة الانسان ونشوء السرطانات والاورام ..

هنا يجب ان نشير الى ماقدمه هذا العلم في ( المجال الطبي) عندما بدأ بنقل الصفات بين الكائنات ( كالانسان والبكتيريا ) وانتاج ادوية مفيدة جدا للبشر ولايمكن الاستغناء عنها مثل إنتاج لقاحات مضادة للأمراض الناشئة عن الفيروسات و البكتيريا و الطفيليات مثل الملاريا و داء الكلب و الالتهاب الكبدي الوبائي وغيرها .

كما تم إنتاج عدد من الهرمونات لعلاج بعض الأمراض مثل مرض القزم الوراثي الناتج عن نقص الهرمونات بالإضافة إلى إنتاج هرمونات لمرضى السكري و غيرها من العلاجات و المستحضرات الطبية و الدوائية

هكذا نجد ان موضوع الكائنات المعدلة وراثيا والتي قام الانسان بتعديلها موضوع معقد لان له الكثير من (الفوائد) ظهرت بشكل واضح ومباشر للبشرية ولكن ايضا له الكثير من ( المساوئ ) التي لم تظهر حتى الان بشكل واضح لكن ربما تظهر على المدى الطويل ( كما يقول بعض العلماء ) ..

المراجع :

1- الكائنات المعدلة وراثيا وتأثيرها على الصحة - منى النداوي - مجد بريك هنيدي - ورقة بحث بين هيئة التقانات الحيوية وجامعة دمشق 2006 .

2- بذور الثورة الجينية – مجلة العلوم الامريكية (الترجمة العربية ) - العدد 5 مايو 2008 .

3- التحوير الوراثي ماهيته و آفاقه - عبدالسلام طيب – مركز بحوث الوراثة – جامعة صنعاء.

4- إنجازات علمية لتحسين حياة البشرية، . تمجد خليل، جامعة الملك فهد – السعودية