العمارة والتشييد > التصميم المعماري

منزل شرويدر/ للمعماري جيريت ريتفيلد

استمع على ساوندكلاود 🎧

المعماري: غيريت ريتفيلد Gerrit Rietveld

الموقع: أوتريخت، هولندا

سنة الإنجاز: 1925

محافظاً على نفس الغرابة والخيالية اللتين كان عليهما عندما بُني في عشرينات القرن الماضي، مازال منزل شرودر للمعماري غيريت ريتفيلد محط إعجاب المعماريين ومهندسي الديكور بحلوله الإبداعية لأبرز المسائل التصميمية في وقته، فمرونة فراغاته الداخلية والمستوى العالي الّذي صُمِّم به جعلاه علامة فارقة ومميزة على كافة الأصعدة.

إنّ منزل شرودر هو المبنى الوحيد الّذي صُمِّم بشكل كلّي وفق طراز دي ستيل De Stijl والّذي كان يتميّز باستخدام الألوان الأساسية والأشكال المجرّدة.

تأسست حركة De Stijl سنة 1917 وسُمِّيت كذلك نسبةً إلى المجلة الدَّورية الهولندية الّتي حملت نفس الاسم والّتي أصبحت في ذاك الوقت الصوتَ الأكثرَ تأثيراً في طرح الأفكار المتعلقة بالفن الحديث والعمارة الحديثة في هولندا، ومن الأسماء الأخرى المعروفة في هذه الحركة: بيت موندريان Piet Monderian و جي جي بي أود J.J.P Oud . تطلّعت هذه المجموعة من الفنانين والمعماريين إلى العالمية. فاعتمدوا لغة بصرية مكوّنة من أشكال هندسية مضبوطة بدقّة، وغالباً ما تكون خطوطاً مستقيمة، ومربعاتٍ ومستطيلات، وملونة بالألوان الأساسية –الأزرق، الأصفر والأحمر- بالإضافة للأبيض والأسود. هذه اللّغة الصارمة هدفت إلى التعبير عن المعايير الّتي تضبط التناغم والإيقاع في العالم.

صمم منزل شرودر ليتوزع على طابقين، الطابق السفلي يتكوّن من فراغ المطبخ والطعام والمعيشة -وهو فراغ ديناميكي قابل للتحوُّل- بالإضافة لفراغ المرسم وغرفة القراءة. أما الطابق الثاني فيحتوي غرف النوم وفراغات التخزين، وفراغاته مفصولة بقواطع متحركة فقط.

عبْر هذا الفراغ المرن أمكن التخلُّص من الحركة التراتبية للغرف في الطابق الأرضي. وفي الطابق العلوي توضّعت الجدران القابلة للإزالة حول بيت الدرج بحيث يمكن إزالتها خلال النهار من أجل الأطفال والحصول على فراغ مفتوح للّعب ومن ثمّ إغلاقها في الليل للحصول على غرف نوم ذات خصوصية.

من التفاصيل الّتي اهتم بها ريتفيلد في تصميمه استخدام ألوان معينة في الطلاء للتمييز بين الفراغات و الوظائف المختلفة، مثال على ذلك استخدام اللون الأسود لطلاء باب المدخل حيث رأى ريتفيلد أنه سيتم استخدامه بكثرة أثناء الدخول وبالتالي سيتّسخ بسهولة.

إنَّ الأسباب الّتي تجعل منزل شرودر أيقونة في الحركة المعمارية الحديثة هي تصميمه الثّوري، طريقة استغلاله للفراغ، وبساطة أفكاره الّتي تمثّل أفكار حركة دي ستيل. ففراغاته القابلة للتحوّل تطبّق بشكل حرفي أهداف حركة دي ستيل.

"كما في تصميم كرسيه المشهورة، أعطى ريتفيلد معنىً فراغياً جديداً للخطوط المستقيمة والمسطّحات المستطيلة الّتي تشكّل العناصر المعمارية والإنشائية المختلفة، من بلاطات، أعمدة وجوائز، والّتي شكّلت بمجموعها تركيباً متوازناً".

إنّ البنية الإنشائية الرئيسية للبيت هي بلاطات من الخرسانة المسلّحة وإطارات من الفولاذ. الجدران مبنيّة من الآجر أو الجِبْس، النوافذ والأبواب والأرضيات من الخشب. ومراعاةً للضوابط التصميمية الصارمة فيما يخص المستويات المتعامدة، تمّ تفصيل النوافذ بحيث تُفتَح بمقدار 90 درجة فقط بالنسبة للجدار.

الإدراج في لائحة التراث العالمي:

أُدرِج منزل شرودر من قِبَل اليونيسكو في لائحة التراث العالمي سنة 2000 نظراً لتميُّزه واختلافه عن غيره من التصاميم للعديد من المعماريين. تميُّزه يكمن في معالجته الدقيقة للفراغ المعماري وللوظائف المختلفة في المبنى. وقد تأثّر به العديد من المعماريين المعاصرين له واستمرّ هذا التأثير حتى وقتنا الحاضر، فللمبنى صورة بصرية أثّرت بقوة على تصاميم المباني في النصف الثاني من القرن العشرين. بالإضافة لتصميمه الداخلي وفرشه الّذي يُعتبَر جزءاً مكمّلاً للتصميم ككل فوجب إعطاؤه التقدير المطلوب.

رُمِّمَ المنزل بعناية استناداً إلى تصميمه الأصلي وهو الآن تحت الرعاية المباشرة لمتحف أوتريخت المركزي.

هل ترى أنّ تصميم هذا المنزل أصبح قديماً أم ما زال يُعتبَرعصرياً للغاية؟ وهل يعجبك العيش فيه؟ شاركنا برأيك


المصدر:

هنا