كتاب > الكتب العلمية

مراجعة كتاب (6 درجات): هل هي ست خطوات نحو الجحيم؟

صدر كتاب "ست درجات – مستقبلنا في عالم أشد حرارة" لـ مارك ليناس في العام 2007 معتمداً على قائمة من 300 مرجع علمي موثّق وُضعت في نهاية الكتاب حيــث تضمَّنه مارك بمعلوماتٍ شيّقة ومثيرة للذعر في كثير من الأحيان حول الآثار المختلفة لارتفاع متوسط درجة حرارة الكوكب.

يُقسم الكتاب إلى ستَّة فصول رئيسية متشابهة من حيث الشكل، حيث يتضمن كلٌّ منها أمثلةً على مستوياتٍ محليةٍ، إقليميةٍ وعالمية حول ما يمكن أن يحصل في حال ارتفاع درجة الحرارة الوسطيّة للكوكب بحيث يتحدّث الفصل الأول عن أثر ارتفاعٍ مقداره درجةٌ واحدة في المتوسط العالمي للحرارة والفصل الثاني عن درجتين وهكذا إلى نهاية الفصل السادس، وكلّما تقدّم القارئ عبر طيّات الكتاب كلما ارتفعت حِدّة الإثارة في عناوينه بشكل مضطرد مع ارتفاع الحرارة المتوقع للكوكب، من العناوين المثيرة للاهتمام والتي تضمنتها الفصول الستة الأولى من الكتاب:

درجة واحدة:

- ذوبان القطب الشمالي قد بدأ.

- الخطر في جبال الألب.

- غرق الجزر المرجانية.

درجتان:

- المدن العطشي في الصين.

- المحيطات الحامضة.

- حروق البحر الأبيض المتوسط.

- موطئ القدم الأخير للدببة القطبية.

- الصيف الصامت الذي لا ينتهي.

ثلاث درجات:

- ما يريده كل شخص في بوتسوانا.

- لآلئ عصر البليوسين.

- عودة المسيح الطفل.

- موت الأمازون.

- ألغاز المايا.

- غرق التفاحة الكبيرة.

أربع درجات:

- موت النيل

- قلب القارة القطبية الجنوبية.

- رمال أوروبا.

- رسالة مدفونة في تكساس.

- لعبة الحظ في سيبيريا.

خمس درجات:

- عالمٌ جديد.

- نفحةٌ من الماضي.

- الاحتمالات البشرية.

- النجاة.

ست درجات:

- العالم الطباشيري.

- المحيطات البترولية.

- العودة إلى المستقبل.

أمّـــــــا في الفصل السابع وتحت عنوان "اختيار مستقبلنا" يُقرّ الكاتب أن ارتفاعاً مقداره درجة ونصف أو درجتان في وسطي حرارة الأرض قادمٌ لا محالة وبات علينا التأقلم مع آثاره بأي حال من الأحوال، أما المهمة الأصعب فهي إيقاف الازدياد في حرارة الأرض ويتعلق ذلك إلى حد كبير باستمرار اعتمادنا على الوقود الأحفوري وتبعيتنا له.

المثــــير بالأمر أن الكاتب لا يتركنا فريسة لليأس في هذه المهمة بل يقدم وصفته التي يقر بصعوبة تنفيذها والتي تتضمن على حد تعبيره، دق مجموعة من "الأسافين" لتثبيت الحرارة عند مستوى معين. يمثل كل إسفين منها انخفاضاً مقداره مليار طن من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بحلول العام 2055، فإذا أردنا إيقاف ارتفاع حرارة الأرض علينا دق سبعة أسافين، أما إذا أردنا أن نعكس اتجاه التغير في حرارة الأرض فعلينا زيادة هذا العدد. وفيما يلي بعض الأسافين أو الإجراءات التي ذكرها الكاتب:

- رفع كفاءة استخدام الوقود لدى السيارات بمقدار الضعف، أو تخفيض متوسط المسافة التي يقطعها الفرد بالسيارة بمقدار النصف.

- الاستثمار في قطاع المباني الموفرة للطاقة.

- اعتماد أساليب أكثر كفاءة في انتاج الطاقة.

- استبدال كافة محطات توليد الطاقة التي تعتمد على الوقود الحجري بمحطات نووية مثلاً أو استخدام تقنيات لإيقاف انبعاث الكربون كلياً من هذه المحطات.

- بناء مليوني توربين لجمع طاقة الرياح بطاقة 1 ميغاواط لكل منها وهو 50 ضعف المتوفر حالياً.

- تحقيق زيادة قدرها 700 ضعفٍ في توليد الطاقة الكهرضوئية عبر الألواح الشمسية.

- التشجير وحماية الغابات.

كذلك من الجدير بالذكر أنه وبرغم شمولية الأبحاث التي استخدمها الكاتب لكل الكرة الأرضية إلا أنه من غير الواجب إنكار تركزها حول مناطق معينة كالأمريكيتين وأوروبا وبعض الدراسات حول الصين وليس لنا أن نلومه في ذلك فالمناطق تتضمن البلدان صاحبة الأبحاث الأكثر دقة وانتشاراً وتأثيراً إضافة لقدرة هذه البلدان على دعم الأبحاث العلمية وتوفير البيانات والدعم المادي بالمقارنة مع دول منطقتنا العربية، ويبقى على عاتقنا كباحثين أن نقوم بالأبحاث الهادفة واستقراء المستقبل لنساعد في دعم التوجهات الأفضل واتخاذ القرارات والسياسات الأمثل في بلادنا.

اخترنا لكم من هذا الكتاب بعض الآثار لارتفاع حرارة الكوكب بمقدار درجتين على باعتبار أن هذا الارتفاع يبدو قادماً لا محالة وندعوكم بشدة لقراءتها في مقالاتنا القادمة لما فيها من تشويق وفائدة وفتح لبصيرتنا على المستقبل.

من يدري فقد يشهد بعضنا هذه الآثار مع انتهاء مشوارنا في هذه الحياة.

أما إذا أصابك الفضول لمعرفة نتائج ارتفاع حرارة كوكبنا أكثر من ذلك فما عليك إلا الحصول على الكتاب وقراءته، ونعدك بأنها ستكون رحلة ممتعة.

اسم الكتاب بالانكليزية:

Six Degrees: Our Future on a Hotter Planet