البيولوجيا والتطوّر > علم الجينات

مشروع الجينوم البشري - خريطة الحياة


يعتبر يوم 15 شباط (فبراير) ، الذِّكرى السَّنوية لنشر تسلسل "الجينوم" البشري، حيث نشرت مجلة "Nature" مقالة من 62 صفحة تحتوي التسلسل و التحليل الأوَّلي الكامل "للجينوم" البشري، و الذي كان ثمرةً لمشروع "الجينوم" البشري. "مشروع الجينوم البشري" : هو كان ثمرة تعاون دولي بين مكتب الأبحاث البيولوجيَّة والبيئية التابع لوزارة الطاقة الأمريكيّة و المعهد الوطني الأمريكي للصحة والعديد من المخابر العلمية في كل من اليابان وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين والتي شكلت مع بعضها شبكة علمية لتبادل المعلومات والبيانات وتحليل النتائج حيث استغرق المشروع مايقارب الـ 15 عاما ليتم الاعلان عن نهاية المشروع وذلك بين العامين 1990 و 2005 .


الهدف الرئيسي لمشروع الجينوم البشري كان تحليل القواعد (الأسس) النّيتروجينيّة الكيميائيّة (النكليوتيدات) التي تكوِّن جزيء الـ DNA، وتحديد هويَّة ومكان الجينات (المورثات) في "جينوم" الإنسان ولكنه ايضا تضمن ثلاث اهداف اخرى ثانوية وهي تطوير التقنيات المستخدمة في تحديد التسلسل النكليوتيدي للـ DNA, تحديد التسلسل النكليوتيدي لخمسة كائنات حية اخرى غير الانسان هي بكتيريا الايشيرشيا كولاي وفطر الخميرة وذبابة الخل والديدان المستديرة والفأر واخيرا دراسة الاثار والتبعات القانونية والاخلاقية والاجتماعية لمثل هذه النوع من المشاريع العلمية .. (إن مجموع الجينات (المورثات) الموجودة في كامل الخلية أي النواة و العضِّيَّات الأخرى تُسمَّى "جينوم") 

تمَّ نشر مسوَّدة تتالي "الجينوم" البشري في حزيران عام 2000 اما النسخة الاولية فنشرت في شباط 2001 وهذه بعض النتائج المذهلة التي أظهرتها الدراسة في ذلك الوقت : 

• كانت النِّسخة الأولى مكتملةً بنسبة 90% من أصل 3 مليارات أساس ( نكليوتيد ) 
• وُجِدَ أن عدد الجينات هو أقل مما هو مُتوقَّع، حيث كان من المتوقع أن يكون عدد الجينات (المورثات) 140 ألف جين (مورثة)، ولكن في النسخة الأوَّلية وُجِدَ أن عدد الجينات البَشريَّة هو 50 ألف جين فقط. لينخفض هذا الرقم حاليا الى حوالي 20,000 جين مشفر Coding Genes.
• كما وجد أنَّ DNA البشري يحوي كميَّة كبيرة من التتاليات المتكرِّرة. ( التتاليات : توضُّع الأسس (القواعد) الآزوتية (النيتروجينية) وفق ترتيب محدد على شريط DNA). 

أما بعض الأهداف التي كان مرجوّة من تلك الدراسة و التي تم تحقيق العديد منها خلال الـ 13 سنة اللاحقة: 
•ربط العديد من الجينات (المورثات) مع الأمراض والاضطرابات الوظيفية والاستجابات الدوائية التي قد تم برهان أنها تختلف باختلاف بعض الجينات (المورثات) عند البشر. 
• وأصبحنا قادرين على مقارنة المواد الوراثيَّة لمختلف الكائنات لإيجاد درجة التَّماثل بينها وبين البشر. 
• تخزين جميع تلك المعلومات التي تم الحصول عليها في قاعدة بيانات (معلومات)، 
•حتى أنه أصبح يمكن الحصول على المعلومات الوراثية كلها مخزنة على ذاكرة قابلة للنقل (ذاكرة فلاش). 
• تحويل تلك التقنيات (آليات تحليل الجينوم البشري) إلى القطاع العملي والإنتاجي للاستفادة منها في علاج الأمراض كالعلاج الجيني أو في كشف التشوهات الخلقية وأبحاث الاستنساخ وغير ذلك الكثير ... 
• متابعة الإصدارات الأخلاقية والتنظيمية والاجتماعية للمشروع. فقد يحتاج المشروع لقوانين تنظيمية صارمة، وحصر ذلك بالطب والأبحاث العلمية وذلك مراعاةً للجوانب الأخلاقيَّة والإنسانية للبشر. 

أخيراً يعتبر هذا المشروع "مشروع الجينوم البشري" خطوة من أعظم الخطوات التي تمّ انجازها في تاريخ البشرية ، حتى أنه قد تم إطلاق أسماء عديدة توصيفا له مثل "مخطط البشرية Human Blueprint" و "كتاب الحياة Book of Life".

المصادر:

هنا

1- محاضرات الجينوم البشري والوراثة البشرية - أ.د هاني خليل رزق - قسم علوم الأحياء . جامعة دمشق 

2- The Human Project Consortium Science 306, 636–640 (2004)

3- The ENCODE Project Consortium Nature 489, 57–74 (2012).

4- الاعداد 7-9-14 المجلد 25-2009 من مجلة العلوم (الترجمة العربية لمجلة ساينتفك اميركان )