التاريخ وعلم الآثار > التاريخ

الرجال العشرة الذين أوشكوا أن يتربعوا على عرش انكلترا

يرى العديد من المؤرخين أنه لربما كان التاريخ الانكليزي مختلفاً تماماً لو أن أحداً كـ يوستاس أو ألفونسو أو لويس كان له نصيب من ملك انكلترا. نسرد فيما يلي قائمة بالرجال العشر الذين أوشكوا أن يتربعوا على عرش انكلترا في العصور الوسطى.

1. ادوارد الملك الأسود:

ربما لم يكن لأعظم الأمراء يوماً أن يحظى بعرش انكلترا. كان ادوارد الابن البكر للملك ادوارد الثالث، و كان عادةً ما يقود الجيوش الانكليزية خلال الفترات الأولى من حرب المائة عام، و قد منحته انتصاراته العسكرية و خاصة معركة بواتييه عام 1356 شعبية واسعة. إلا أنه عانى من مرض شديد في السنوات العشر الأخيرة من حياته و توفي عام 1376 عن عمر 45 عاماً.

لم يصمد والد ادوارد كثيراً بعد وفاته ليوافيه الأجل بعد عام إلى مثواه الأخير.

2. هنري الملك الشاب:

هو ابن الملك هنري الثاني واليانور ملكة آكيتني. لقب هنري من قبل أحد شعراء عصره بأنه "أفضل ملك حمل درعاً و أنه الأكثر جرأةً و أفضل من تنافس في مسابقة". تم تنصيبه مرتين ليكون مساعد والده ملك انكلترا، إلا أن والده الملك لم يكن ليعطيه فرصةً بتوسعة نفوذه ما دفع بالملك الشاب بالتمرد على والده الملك هنري الثاني حتى كاد أن يطيح بملكه. و في عام 1183 و بعد أن قام الملك الشاب بالسطو على أحد الأديرة أصيب بمرض أدى إلى وفاته بعد ذلك بأيام قليلة. عندما علم والده هنري الثاني بوفاته قال: "لقد كلفني الكثير، ولكني أتمنى لو أنه بقي على قيد الحياة ليكلفني أكثر من ذلك".

3. روبرت كيرتوس:

كان روبرت الابن الأكبر لويليام الفاتح و يبدو أن مصيره كان في حكم الامبراطورية النورماندية. في أحد الأيام قام أخوا روبرت الأصغر سناً، ويليام روفوس و هنري بإلقاء قدر حجرية على رأسه على سبيل الدعابة، إلا أن تلك الحادثة سرعان ما دفعت بروبرت للتمرد على والده، فكان روبرت كيرتوس سبباً في مقتل والده خلال أحد المعارك، و قد جعلت وفاة الملك ويليام الفاتح من روبرت كيرتوس دوقاً للنورماند و من أخيه ويليام روفوس ملكاً لانكلترا. تابع روبرت مسيرته ليصبح أحد قادة الحملات الصليبية الأولى، إلا أنه و في طريق العودة لقي أخاه ويليام روفوس مصرعه في حادث صيد ليستولي إثر هذه الحادثة الأخ الأصغر هنري على عرش انكلترا و يصبح بذلك الملك هنري الأول.

تنازع كل من روبرت و هنري على ملك انكلترا و حكم الدوقية لينتهي بهما المطاف أخيراً في معركة تاشبغيه في العام 1106 والتي أدت إلى إلقاء القبض على روبرت الذي بقي أسيراً إلى ما يقرب من الثلاثين عاماً حتى وفاته في العام 1134.

4. لويس الثامن:

قام بارونات انكلترا في العام 1216 بدعوة لويس ،ابن الملك فيليب الثاني ملك فرنسا، ليتولى حكم بلادهم، ذلك أن الملك جون ملك انكلترا آنذاك لم يكن ذا شعبية واسعة. و في فترة لاحقة من العام نفسه قاد لويس جيشه ليحط رحاله في انكلترا حيث لقي ترحيباً كبيراً في لندن. و خلال أسابيع قليلة كان قد استولى على نصف مملكة انكلترا. إلا أن وفاة الملك جون في تشرين الأول من العام نفسه بدلت مواقف البارونات الذين قاموا بدعم لويس لينحازوا إلى ابن الملك جون ذو التسعة أعوام، هنري الثالث. توالت هزائم لويس في معركة العام 1217 لتضع نهاية للمغامرة الانكليزية التي كان يقوم بها ولكنه تابع مسيرته ليصبح لويس الثامن ملك فرنسا من العام 1223 و حتى العام 1226.

5. آرثر بريطانيا:

لم يكن للملك ريتشارد الأول أبناء من صلبه مما دفع به إلى تعيين ابن أخيه آرثر ليكون وريثه الشرعي. أصيب الملك ريتشارد إصابة قاتلة في عام 1199 كانت سبباً في تبديل رأيه، حيث أن آرثر لم يكن حينها قد تجاوز الثانية عشر من العمر مما جعل الملك يعين جون وريثاً له. حاول آرثر التمرد على الملك جون إلا أنه سرعان ما ألقي القبض عليه و سجنه.

اكتنف الغموض المصير النهائي لآرثر، فذكرت أحد التقارير أن جون قام بقتله. و يروي أحد المؤرخين "بعد أن ألقى الملك جون القبض على آرثر قام بسجنه والإبقاء عليه حياً لفترة من الزمن في قلعة روان. وفي أثناء عشاء الخميس الذي يسبق الفصح و بينما كان جون ثملاً و قد استولت عليه قوى الشر قام بقتل آرثر بيده ثم ثبت جثته بصخرة كبيرة سحبتها إلى نهر السين".

6. ادوارد ويست مينستر:

هو ابن الملك هنري السادس ووريث انكلترا الوحيد الذي لقي حتفه في أرض المعركة. كان مصيره محتوماً في الحروب الأهلية التي قامت من أجل التربع على عرش انكلترا أو ما يسمى بـ (حرب الوردتين). قاد ادوارد في عمر السابعة عشر قوة من عائلة لانكاستر (أحد طرفي حرب الوردتين) في معركة توكسبوري في العام 1471، والتي كانت نتيجتها انتصار اليوركيين (الطرف الثاني لحرب الوردتين). وقد وجد ادوارد إبان الحرب مختبئاً في أحد البساتين، وعلى الرغم من توسلاته اليائسة للإبقاء على حياته إلا أنه تم تنفيذ حكم الإعدام به على الفور.

7. ويليام أديلين:

هو الابن الشرعي الوحيد لملك انكلترا هنري الأول و قد تم تعيينه لخلافة والده على عرش انكلترا. في ليلة الخامس و العشرين من شهر تشرين الأول من العام 1120 صعد ويليام على متن السفينة "وايت شيب" التي لم تكن تحظى بصيت حسن، مع ما يزيد على الـ 300 راكب آخرين، إضافة إلى العديد من المسافرين على متن السفينة و أيضاً طاقم السفينة الذي كان ثملاً ما أدى إلى اصطدام السفينة بصخرة كبيرة و تحطمها على الشواطئ الفرنسية. و أثناء غرق السفينة استطاع ويليام الصعود على متن أحد قوارب النجاة و التجديف بعيداً. غير أن سماعه لصراخ أخته غير الشقيقية طالبة النجدة جعلته يستدير بمركبه عائداً لإنقاذها ولكن سرعان ما غرق المركب بسبب محاولات الغرقى اليائسة للصعود على متنه لإنقاذ أرواحهم. شخص واحد فقط نجا من حادثة سفينة "وايت شيب" يدعى بيرتولد و يعمل لحاماً.

8. يوستاس الرابع:

هو ابن الملك ستيفن و أيضاً كونت بولون، و يبدو أن يوستاس لم يكن ذو سمعة حسنة بين كتاب العصور الوسطى. تقول عنه "وقائع بيتربورو" المختصة في التأريخ الانكليزي: "كان يوستاس رجلا شريراً و كان ينشر الفساد أكثر أينما ذهب، وقد دمر الأراضي و فرض ضرائب كبيرة". كانت وفاته حادثاً مفاجئاً في العام 1153 بعد أن قام بنهب أحد الكنائس و دفن في مقبرة فافرشام. قام والده المفجوع بمصرعه بالاتفاق مع هنري أنجو لتعيينه خلفاً من بعده ليصبح بعد ذلك هنري الثاني.

9. ألفونسو ايرل تشيستر:

هو ابن ملك انكلترا ادوارد الأول و اليانور قشتالة، وكان على وشك أن يصبح الوريث الشرعي لهما. أطلق عليه اسم ألفونسو X ملك قشتاله بعد وفاة والده بالتبني. وفي عمر العاشرة تمت خطوبته على ابنة كونت هولندا. و لكن وللأسف توفي ألفونسو في التاسع عشر من شهر آب من العام 1284 قبل أشهر قليلة من حفل زفافه، و تم تعيين أخيه ليكون الملك ادوارد الثاني.

10. ادوارد المنفي:

لم يكن عمر ادوارد قد تعدى البضعة شهور حين توفي والده الملك ادوارد آيرون سايد في عام 1016. فقام الملك الجديد، كينوت ذي جريت، بإرسال ادوارد و أخيه ادموند إلى الأخ الغير الشقيق في السويد وقد أعطى تعليماته بقتل الطفلين. إلا أن السويدي النبيل أبقى الطفلين على قيد الحياة و أرسلهما سراً إلى كييف حفاظاً على حياتهما. تابع الطفلان حياتهما في هنغاريا بعد نجاتهما من محاولات القتل التي تعرضا لها من قبل الملك كينوت.

وعندما علم الملك ادوارد ذي كونفيسر بعد عقود مضت بأن ادوارد مازال على قيد الحياة أرسل في طلبه إلى انكلترا و عينه الوريث الشرعي له، و لكن و بعد وصول ادوارد إلى انكلترا بيومين فقط في عام 1057 لقي حتفه مقتولا.

ادغار ذي ايثلينغ ابن ادوارد المنفي كان بمثابة ملك انكلترا بعد وفاة الملك هارولد جادوينسون أثناء معركة هاستينغز، فقد تم انتخاب ادغار ذي ايثلينغ ذو الخمسة عشر ربيعاً ليكون ملك انكلترا الجديد أثناء اجتماع تم انعقاده في لندن. إلا أن الدعم الذي حظي به ادغار سرعان ما تلاشى عندما وصل ويليام الفاتح مع جيشه إلى لندن، وبعد أسابيع قليلة قدم ادغار ذي ايثلينغ ولاءه للحاكم النورماندي.

المصدر:

هنا