المكتب الإعلامي > مقابلات

اللقاء العربي الأول مع الدكتور شاكر زهرة

رئيس قسم إدارة الأعمال في كلية كارلسون في جامعة مينيسوتا

الباحث الأفضل في العالم باختصاص ريادة الأعمال الدكتور المصري شاكر زهره يخص مبادرة (الباحثون السوريون) بأول لقاء في الوطن العربي ..

ريادة الأعمال، وسميت أيضا الاعتمار، هي عملية إنشاء منظمات جديدة أو تطوير منظمات قائمة، وهي بالتحديد إنشاء أعمال جديدة أو الاستجابة لفرص جديدة عامةً .

تعرف ريادة الأعمال بأنها عملية تحديد والبدء في مشروع تجاري، وتوفير المصادر وتنظيم الموارد اللازمة والأخذ بالحسبان المخاطر والعوائد المرتبطة في المشروع في .

الدكتور شاكر زهره أحد أهم مؤسسي علوم ريادة الأعمال في العالم ، بسيط، متواضع، رزين، هادئ، وهناك الكثير من الشغف في كلماته....

الفائز بجائزة أفضل باحث في العالم في مجال ريادة الأعمال، أحد أهم أركان دراسات ريادة الأعمال .

بكلمات لطيفة بدأ الدكتور شاكر زهره حديثه ::

"كل خمس دقائق هناك شخص عظيم يدخل في مجال عملنا ليقوم بأعمال ممتازة. هذا الاختصاص الذي يستقطب أفضل الباحثين يتوقع منّا أن نسعى جاهدين لتحقيق الأفضل. أنا دائما ما أعبّر عن إعجابي الشديد بالأشخاص الجدد الذين يدخلون إلى مجالي، كما أنني أعتبرهم مصدر إلهام، هؤلاء الشباب العظام يمتلكون عقولاً نيرة متعطشة لتقديم كل ما هو جديد."

الدكتور شاكر بروح العمل والمثابرة التي يمتلكها واستيقاظه يومياً في الخامسة صباحاً ليضفي بريقاً لامعاً على علوم ريادة الأعمال في العالم ، والذي تستقطبه جميع محافل ريادة الأعمال العالمية ليضفي رونقاً خاصاً بحضوره الكريم.

حقق الدكتور شاكر أكثر من مائة وخمس وسبعين بحثاً أكاديمياً، وليزيدنا إعجاباً، تم نشر معظم أبحاثه في أعلى المجلات العلمية تصنيفاً في العالم.

ساهمت أبحاثه هذه بشكل جوهري في صياغة وتكوين علم ريادة الأعمال على المستوى النظري والتجريبي والمؤسساتي. ولاسيما في مجال ريادة الأعمال للشركات المنشأة عالميا.

كل هذا الجهد الكبير من باحث عظيم، جعل أنظار العالم تلتفت إلى إنجازاته العلمية والبحثية والتطبيقية، فقد تم تكريمه مراراً وتكراراً في المحافل العلمية الدولية بما يزيد على خمس وستين جائزة أكاديمية.

ويأتي على رأس هذه القائمة الجائزة العالمية لأبحاث ريادة الأعمال (( Global Award for Entrepreneurship Research التي تعتبر بمثابة "نوبل" ريادة الأعمال، وذلك في السويد عام 2014 . الدكتور شاكر هو الباحث العربي الوحيد الحاصل على هذا المستوى من التكريم في مجال إدارة الأعمال.

وعند سؤال الدكتور شاكر عن أكثر جائزة أكاديمية نالها أثّرت في مشاعره قال:

إنها الجائزة التي حصلت عليها من مؤسسة (Academy of management ) عام 2001. فاجأتني هذه الجائزة حقاً، فلم أتوقع أبداً أن أحصل عليها، و هي قد أتت في وقت عصيب من حياتي الأكاديمية.

و على الصعيد الشخصي، فالدكتور شاكر متزوج من سيّده أمريكية كانت إحدى طالباته في إحدى مراحل الدراسة. هذه السيدة التي دعمت مسيرته المهنية كانت تعمل كمستشارة في مجال إدارة الأعمال، ولكنها حالياً خصصت أغلب وقتها لتقوم بالتعليم التطوعي.

مع العلم أنها حصلت على خبراتها من العمل مع العديد من المنظمات البارزة، كما أنها قدمت خدمات جمّة ومهمة لهذه المنظمات.

وفي الحديث عن حياته ومسيرته المهنية، سألنا الدكتور شاكر عن أهم التحديات والصعوبات التي واجهته خلال تحقيق إنجازاته، وكيف وصل إلى هذه النجاحات، فقال مذكّراً:

إن الحياة المهنية أشبه بالماراثون، عليك أن تنظّم السرعة التي تركض بها ليس بناء على معطياتك الجسدية فحسب، وإنما على أساس مهاراتك وطاقاتك الفكرية والعاطفية أيضاً، وذلك بهدف الحصول على المركز الأول في سباقك هذا، وقد شدد الدكتور شاكر على النقاط التالية في حديثه:

-استيعاب الدروس، وإيجاد أفضل صيغة للتعامل مع الفشل والنجاح معاً، حيث أنّ كلاً منهما يمكن أن يكون قيداً أو فرصة في الحياة، وهذا يعتمد تماماً على دوافعنا وطموحاتنا وقدراتنا على التعامل مع كليهما.

-بناء العمل الأكاديمي بصورة دقيقة جداً، ولكن يجب أن يكون هذا العمل ذو قيمة عالية وذو تأثير مفيد لدى تنفيذه على أرض الواقع.

-معرفة كيفية الاستفادة والتعلم من الأشياء الجديدة حتى وإن كان الشخص خبيراً في المجال الذي يعمل به.

-تطوير النقاش الأكاديمي بشكل بنّاء ومبتكر، وذلك بتقديم أفكار جديدة وخلّاقة وقوية ومفيدة.

-العمل الجاد والمتواصل والمثابرة على تحقيق هدفك دون التفكير في الجهد الذي تبذله، فمن المؤكد دون أدنى شك أن عملك الجاد المثابر سيرتقي بك إلى أعلى درجات العلم والمعرفة.

وعن واقع البحث الأكاديمي في العالم العربي قال الدكتور شاكر :

أعتقد أن البنى التحتية للبيئة الأكاديمية في الوطن العربي لا تزال فتيّة جداً، وبالتالي فإن الباحثين العرب لا يتلقون دعما جدّياً لما يقومون به لتطوير أبحاثهم ودراساتهم.

بالإضافة إلى ما سبق، أعتقد أن الباحثين العرب غير متصلين تماماً مع عملية التطوير البحثي والعلمي العالمية، وبالتالي يخسرون فرصة الوصول الكامل إلى العلوم والمعارف الحديثة والمتطورة. كما أن ثقافة البحث المشترك مع باحثين آخرين عالميين غير موجودة في العالم العربي، حيث أن معظم الباحثين العرب يفضلون القيام بأبحاثهم بشكل منفصل، وهذا يؤدي إلى التقييد الشديد للنتائج المرجوّة من البحث.

برأيي الشخصي، يجب توجيه الفكر البحثي العربي إلى التواصل المستمر والعميق والفعّال مع الباحثين من شتى أنحاء العالم، حيث أن هذا التواصل يعتبر أفضل وسيلة لتطوير الواقع البحثي في العالم العربي.

وتحدث الدكتور شاكر عن مبادرة الباحثون السوريون فقال: عملكم نبيل

في عام 2001 كنت أحضر مؤتمراً عالمياً حول موضوع إدارة الأعمال (the Southern Management Association annual conference)، وقد قالت محدثتنا في الجلسة الافتتاحية:

إذا قمنا بجمع ما تمّت ترجمته من اللغات العالمية إلى اللغة العربية في المائة سنه الأخيرة، سيكون أقل مما تمت ترجمته إلى اللغة الإسبانية في أخر سنة.

يتابع الدكتور شاكر قائلا: نحن في العالم العربي منقطعون عن بقية العالم في مجالات العلوم والبحث العلمي، وبالتالي فإن مبادرة "الباحثون السوريون" تمد يد العون بشكل كبير إلى دعم البنى التحتية للعملية البحثية، وذلك من خلال حركتهم النشيطة والفعالة في الترجمة. "يقوم الباحثون السوريون بجلب المعرفة إلى الوطن العربي" .

على مستوى العالم، قامت مجموعه من الدول بمثل هذا النوع من الحركات، وذلك بهدف تجميع المعرفة والتطوير والابتكار. وتعتبر اليابان وكوريا الجنوبية خير أمثلة على هذا النجاح بتجميع المعرفة.

"أشدّ على أيدي الشباب "الباحثون السوريون"، فهم يقومون بعمل نبيل"

بهذه الكلمات ختم الدكتور شاكر زهره لقاءه الودّي معنا، وذلك في أول حوار عربي يجريه.

الدكتور شاكر زهره، مجهول علمه وفكره في الوطن العربي على الرغم من أهميته العلمية على المستوى العالمي.

إن ابحاثه ضرورية ويجب على جميع المهتمين بالعلوم والأبحاث أن يتواصلوا مع العقول الهامه مثل الدكتور شاكر زهره، وذلك لننهل من علمه ومعرفته، ولنغني ريادة الأعمال في وطننا العربي علماً وتطبيقاً.

الدكتور شاكر زهره ابن مصر ، حاصل على درجة الشرف في إدارة الأعمال من جامعة الأزهر عام 1975، كما أنه حاصل على ماجستير إدارة الأعمال (MBA) بدرجة امتياز من الجامعة الوطنية في سان دييغو، كاليفورنيا (San Diego ، California 1978)، ودرجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة ميسيسيبي عام 1982.

حصل الدكتور شاكر، وبفضل جهوده المتميزة في دعم وتطوير علوم إدارة الأعمال على ثلاث شهادات دكتوراه فخرية:

- دكتوراه فخرية في الاقتصاد وريادة الأعمال من جامعه (Gent ) في بلجيكا عام 2014.

- دكتوراه فخرية في الاقتصاد من كلية ستوكهولوم للاقتصاد (Stockholm School of Economics) في السويد عام 2013.

- دكتوراه فخرية في ريادة الأعمال من جامعة (Jönköping) في السويد عام 2004.

يشغل الدكتور شاكر عدة مناصب بمجاله:

فهو رئيس مركز (Robert E. Buck) لريادة الأعمال ومدرّس للاستراتيجيات فيه.

وهو رئيس قسم إدارة الأعمال في كلية كارلسون ( (Carlson School في جامعة مينيسوتا.

كما أنّه المدير الأكاديمي لمركز (Gary S. Holmes) لريادة الأعمال.