الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

النفطات (Blisters)

و هي جيوبٌ صغيرةٌ مملوءةٌ بسائلٍ وتتشكل عادةً في الطبقات العلويّة من الجلد بعد تضرُّرِه.

يُمكن للنفطات (Blisters) أن تتطوَّر في أيِّ مكانٍ من الجسم، ولكنَّها أكثر شيوعاً في اليدين والقدمين.

السائل المتجمِّع أسفل الجلد المتضرِّر يُشكِّل وسادةً للنسيج الأسفل منه، وهذا يحمي النسيج من أذيّةٍ إضافيّةٍ ويسمح له بالشفاء.

معظم النفطات تكون مملوءةً بسائلٍ صافٍ (مصل)، ولكنَّها قد تمتلئ بالدَّم (نفطاتٍ دمويّة) أو القيح إذا تعرَّضت للالتهاب أو أُصيبَت بالعدوى.

• الأسباب:

تنجمُ النفطات عادةً عن تضرُّر الجلد بالإحتكاك أو الحرارة، كما أنَّ هنالك حالاتٌ مرضيَّةٌ تُسبِّب ظهور النفطات.

تنفصل الطبقة العلويّة المتضرِّرة من الجلد (البشرة Epidermis) عن الطبقة الأسفل منها و يتجمَّع سائلٌ (المصل) بينهما لتتشكَّل النفطة.

أ – الاحتكاك:

النفطات الناتجة عن الاحتكاك شائعةٌ جدَّاً عند الأشخاص الذين يتمتعونَ بنشاطٍ كبيرٍ، كالرياضيِّين والعسكريِّين، وهي تحدُث عادةً بسبب الأحذية ذات المقاس غير الملائم للقدمين.


قد تتشكَّل نفطةٌ إذا تعرَّض الجلد إلى احتكاكٍ لفترةٍ طويلةٍ أو احتكاكٍ شديدٍ لفتراتٍ قصيرةٍ.

وتتشكَل النفطاتُ بسهولةٍ على الجلد الرطب، وهي أكثر قابليَّةٍ لأن تحدُثَ في الظروف التي تتضمَّن ارتفاعاً في درجات الحرارة.

ب - التفاعلُ الجلدي (Skin reaction) :

يمكنِ للنفطاتِ أن تظهر عندما يتعرَّض الجلد لحرارةٍ مفرطةٍ، على سبيل المثال، عندما تتعرَّض لحرقٍ شمسيٍّ.

كما يمكن أحياناً أن تتشكَّل النفطات عندما يحدث تماسٌ للجلد مع مستحضرات التجميل والمنظِّفات والمُذيبات.

كما يمكنها أن تتطوَّر كتفاعُلٍ تحسسيٍّ (Allergic reaction) للسعة حشرةٍ.

ج – الحالات الطبيّة :

هنالكَ عددٌ من الحالات الطبيّة التي يمكنها أن تسبِّب النفطات.

أكثرها شيوعاً هي:

• الحُمَّاق: وهو مرضٌ طفليٌّ يُسبِّب بقعاً حمراءً حاكَّة.

• قرحة الزُّكام: نفطاتٌ صغيرةٌ تتطوَّر على الشفاه أو حول الفم، وتنجم عن إصابةٍ فيروسيَّة.

• الحلأ أو الهربِس (Herpes): وهو عدوىً منتقلة جنسيَّاً (STI) تصيبُ المنطقة الأربِيَّة (Groin) بشكلٍ أكثر شيوعاً.

• القوباء (Impetigo): عدوى جلديّة جرثوميّة مُعديَة.

• الفاقوع (pompholyx): نوعٌ من الأكزيما (eczema)

• الجرَب (scabies) : حالةٌ جلديَّةٌ، ناجمةٌ عن العثِّ الدقيق (Tiny mites)، والتي يمكن أن تؤدي إلى تطوُّر نفطاتٍ على قدميِّ الطفل أو راحة الكف.

• داء اليد والقدم والفم: وهي عدوىً فيروسيَّة تصيب عادةً الأطفال الصغار.

بعض الحالات الأكثر ندرةً والتي من الممكن أن تصيب النفطات، وهي:

• شبيه الفقاع الفقاعي (bullous pemphigoid) :مرضٌ جلديٌّ يسبب نفطاتٍ كبيرة الحجم و يصيبُ عادةً الأشخاص الذين تجاوزوا 60 عاماً.

• الفقاع الشائع (pemphigus vulgaris) : وهي حالةٌ جلديَّةٌ خطيرةٌ حيث تتطوَّر النفطات عندما يتمُّ تطبيق ضغطٍ على الجلد. النفطات تنفجر بسهولةٍ تاركةً منطقةً رخوةً قد تصاب بالالتهاب.

• التهاب الجلد الحلئيِّ الشكل (dermatitis herpetiformis) : حالةٌ جلديَّةٌ تسببُ نفطاتٍ حاكَّةٍ بشدَّةٍ. عادةً على المرفقين، والركبتين، والظهر والإليَتين (Buttocks). تتطوَّر النفطات على شكلِ لطخاتٍ لها نفس الشكل والحجم على جانبيِّ الجسم.

• الجُلاد الفقاعيُّ المُزمن (chronic bullous dermatosis) عند الأطفال: وهي حالةٌ تُسبِّب تطوُّر مجموعاتٍ من النفطات على الوجه والفم والأعضاء التناسليّة.
• احمرار الجلد السمَّاكي الفقاعيّ (bullous ichthyosiform erythroderma) : وهو نمطٌ من السمَّاك (icthyosis) يلِدُ الشخص مصاباً به، والذي يُسبِّب جلداً قشريّاً ملتهباً، وظهور النفطات.

• علاج النفطات :

معظم النفطات تُشفى تلقائيّاً خلال 3 – 7 أيّامٍ ولا تتطلَّب اهتماماً طبيّاً.

إنَّه من المهمِّ تجنُّب تفجير (Bursting) النفطة، لأنَّ هذا قد يؤدي إلى إصابتها بالعدوى أو إبطاء عمليّة الشفاء.

إذا انفجرَت النفطة، لا تقُم بتقشير الجلد الميِّت، ويمكنك بدلاً عن ذلك أن تسمَحَ للسائل الموجود داخل النفطة أن يَنزَح ويُغطّي المنطقة بضمادٍ عقيمٍ وجافٍّ، وبالتالي يحميها من العدوى حتى تُشفَى.

• متى يجب أن تراجع الطبيب؟

يجب أن تراجع الطبيب إذا كانت النفطات لديك:

- تعتقِد أنَّها مصابةٌ بالإلتهاب.

- مؤلمةً جداً.

- تعاود الظهور باستمرار.

النفطة المصابة بالعدوى سوف تمتلئ بقيحٍ أصفرٍ أو أخضرٍ وقد تكون مؤلمةً، وذات لونٍ أحمر، وإحساسٍ بالحرارة.

من المهمِّ عدم تجاهل النفطات المُصابة بالعدوى، لأنَّها يمكن أن تقود إلى الإصابة بالقوباء الثانوي (مرضٌ جرثوميٌّ مُعدٍ يصيب الجلد) واختلاطاتٍ إضافيّةٍ، مثل التهاب الهَلَل (التهاب النسيج الضام الرخو الخلالي Cellulitis) أو الإنتان.

كما يجب أن تُراجع الطبيب إذا ظهرَت لديكَ النفطات بأماكن غير معتادة، كالجفنين، أو داخل الفم، أو إذا ظهرَت بعد حرقٍ شمسيٍّ شديدٍ، أو الحروق (بالسائل المغلي) أو رد فعلٍ تحسُّسي، أو بعد التماس مع المواد الكيميائيّة أو موادٍ أُخرى.

• الوقاية :

هنالك عدَّة طرقٍ للوقاية من الإصابة بالنفطات الناتجة عن الاحتكاك، والحروق الشمسيّة أو المواد الكيميائيّة.

النفطات الناتجة عن حالاتٍ طبيَّةٍ لا يمكن الوقاية منها عادةً، و تحتاج للمعالجة من قبل الطبيب.

أ - الإحتكاك :

- يساعد ارتداء حذاءٍ مريحٍ ذو قياسٍ مناسبٍ وجواربٍ نظيفةٍ في الوقاية من النفطات.

- إنَّ النفطات أكثر قابليةً للتطور على الجلد الرطب.

- إن كانت قدماكَ تتعرَّضُ للتعرُّقِ باستمرارٍ، فإنَّ ارتداء جواربٍ ذات قابليةٍ لامتصاص الرطوبة أو تبديل جواربك مرَّتين يومياً يساهم في الوقاية منها.

- إن كُنتَ تمارس الرياضة أو التمارين بشكلٍ منتظمٍ، فإنَّ ارتداء جواربٍ رياضيّةٍ أو جواربٍ ثخينةٍ من الصوف قد يساعد في الحفاظ على قدميك جافةً وإنقاص خطر الإصابة بنِفطة، كما أنَّ نثر مسحوق البودرة التالك (Talcum) داخل الجوارب قد يساعد أيضاً.

- إذا كنت ترغب بالمشي لفترةٍ طويلةٍ، قم بارتداء حذاءٍ مريحٍ وذو قياسٍ مناسبٍ لقدميك.

- الأحذية الجديدة والتي لم تتأقلم تماماً مع قدميك قد تكون غير مريحةً كما يمكنها أن تسبِّب احتكاكاً.

- توقَّف مباشرةً عندما تشعر بارتفاع حرارة منطقةٍ محدَّدةٍ في قدمِك أثناء السيرِ، وممارسة الرياضة أو التمارين. يمكنك أن تطبِّق ضماداً (رفادةً) فوق هذه المنطقة، إذا كان ذلكَ ممكناً.

- قُم بارتداء قفازاتٍ واقيةٍ عند استخدام الأدوات مثل المجارف (Shovels) أو المعاول (Pickaxes)، وعند القيام بالأعمال اليدويّة مثل البستنة (Gardening). هذا سوف يساعد في الوقاية من تطور النفطات على يديك.

ب - الحرارة وحرق الشمس:

- كُن حذراً عند التعامل مع الحرارة مثل البخار والنار والماء المغلي.

- كُن مُتأكداً أنَّك تستخدم معدَّات الأمان المناسبة لطبيعة العمل وما تتضمَّنه من حرارةٍ وموادٍ كيميائيّة.

- استخدِم حاجبات الأشعة الشمسيّة (Sunscreens) عند التعرض لأشعة الشمس.

- أبقِ جلدَك مغطىً بالثياب لتتجنَّب الإصابة بالنفطات التالية لحرقٍ شمسيٍّ، كما يجب أن ترتدي قبعةً شمسيَّة.

- إنَّ استخدام مرطِّبٍ أو دهون الكالامين قد يساعد في التخفيف من الشعور بعدم الإرتياح عند الإصابة بحرقٍ شمسيّ.

ج - المواد الكيميائيّة:

قُم دوماً بارتداء القفازات الواقية عند التعامل مع المنظِّفات، والمُذيبات و المواد الكيميائيّة الأُخرى.

المصادر:

هنا

هنا

هنا