علم النفس > القاعدة المعرفية

الجاثوم

يُعاني أربعة من كل عشرة أشخاص مما يعرف باسم "الجاثوم" أو شلل النوم، وهو اضطراب يجعل المصاب به يشعر بضيق في التنفس وعدم القدرة على الحركة أثناء النوم، كما قد تترافق هذه الأعراض بحالة من الهلوسة البصرية أو السمعية، مما يُضاعف شعور المصاب بالتوتر والخوف و يجعل من التجربة رعباً حقيقياً.

يعد هذا الاضطراب شائعاً لدى المراهقين بشكل رئيسي، إلا أنَّه قد يصيب كلا الجنسين في جميع الأعمار، و لكن ما هو؟

شلل النوم هو حالة يكون فيها الإنسان واعياً بما حوله ولكنَّه غير قادر على الحركة، وتحدث هذه الحالة عند انتقال الإنسان بين مرحلة النوم الحالِم و مرحلة النوم غير الحالِم، حيث يستيقظ الشخص ويعي ما حوله، إلا أنَّه لا يتمكن من التخلص من خاصية الارتخاء العضلي الكامل التي تميز النوم الحالِم، مما يؤدي إلى الشعور بالتوتر والرعب الشديدين نتيجة لرؤية وسماع هلوسات و صور لأطياف مخيفة، والإحساس بالعجز والاختناق وعدم القدرة على الكلام والحركة.

تستمر نوبة شلل النوم ما بين ثوانٍ قليلة إلى عدة دقائق تنتهي بعودة القدرة على الحركة والكلام، ومن ثم الاستيقاظ في حالة من الرعب والتوتر وحتى البكاء، نظراً لشعور الشخص أنَّه كان في حالة احتضار.

قد يحدث شلل النوم ضمن اضطرابات نوم أخرى، ومن هذه الاضطرابات:

- قلة النوم أوعدم انتظام وقت النوم.

- الاضطرابات النفسية، كالإجهاد أوالاضطراب ثنائي القطب.

- النوم على الظهر!

- اضطرابات النوم الأخرى، كالخدار (النوم القهري)، وتشنُّجات الساق الليلية.

- استخدام بعض الأدوية المنشطة.

- تعاطي المخدرات.

- كيف يحدث شلل النوم؟

يحدث شلل النوم في وقتين: عند بداية النوم ويسمى 'Hypnagogic'، وعند بداية الاستيقاظ ويسمى 'Hypnopompic'.

في حالة بداية النوم، فإنَّ ما يحدث هو استرخاء لعضلات الجسم بشكلٍ بطيء، وحيث أنَّ الإنسان يصبح أقلَّ وعياً عندما يرغب بالنوم فإنَّه لا يُلاحظ التغييرات التي تحدث له، ولكن اذا ما حدث وأصبح الإنسان واعياً تماماً خلال مرحلة النوم الأولى فإنَّه يشعر بعدم القدرة على الحركة أو الكلام.

أما في حالة بداية الاستيقاظ، فإنَّ ما يحدث هو تَقَلب الإنسان بين مرحلة النوم الحالِم ذو حركة العين السريعة 'REM'، والنوم غير الحالِم ذو حركة العين البطيئة 'NREM'.

حيث أنَّ الدورة الواحدة بين هاتين المرحلتين تستغرق حوالي ال 90 دقيقة. تحدث مرحلة النوم غير الحالم اولاً وتستغرق حوالي 75% من مجمل الوقت الذي تقضيه نائماً. خلال هذه المرحلة يسترخي الجسد وفي نهايتها يدخل الى مرحلة النوم الحالِم. وعندها تبدأ العين بالتحرك بسرعة وتبدأ الأحلام، ولكنَّ باقي أجزاء الجسد تبقى في حالة استرخاءٍ شديد. ولذلك تكون العضلات في حالة شلل تام خلال مرحلة النوم الحالِم، فإذا أصبحتَ واعياً خلال هذه المرحلة أي قبل نهايتها تشعر أنَّك مشلول وعاجز عن الحركة أو الكلام.

- كيف يتم تشخيص شلل النوم؟

إذا وجدت أنك غير قادر على الحركة أو الكلام لبضع ثوانٍ أو دقائق أثناء النوم، أو أثناء الاستيقاظ من النوم، فمن المحتمل أنك تعاني من شلل النوم. عليك أن تدرك أنك غير مصاب بأيِّ مرضٍ عقليِّ أو عضويٍّ خطير، فمعظم هذه الحالات ليست بحاجة إلى أي علاج طبي، إلا إذا رافقتها اضطراباتِ نومٍ أخرى.

عليك باستشارة طبيبك إذا كانت لديك أي من هذه المخاوف :

- إذا كنت تشعر بالقلق حول الأعراض التي تعاني منها.

- إذا كانت هذه الأعراض تسبب لك التعب خلال النهار.

- إذا كانت هذه الأعراض تجعلك يقظاً أثناء الليل.

قد يرغب طبيبك بجمع المزيد من المعلومات عن صحة النوم لديك عن طريق القيام بأحد الأمور التالية :

- قد يطلب منك أن تصف الأعراض، وأن تكتب يوميات عما تعانيه أثناء نومك لمدة أسابيع.

- مناقشة التاريخ الصحي الخاص بك، بما في ذلك أي اضطرابات نومٍ أخرى، أو دراسة تاريخ العائلة الصحي.

- إحالتك إلى اختصاصي باضطرابات النوم لمزيد من التقييم.

- إجراء دراسات لنومك أثناء الليل، أو دراسة قيلولات النهار لديك، للتأكد من عدم وجود اضطرابات نومٍ أخرى.

كيف تتم معالجة شلل النوم:

لا يحتاج معظم المصابين لعلاج شلل النوم، لكنَّ معالجة الظروف الكامنة وراءه "كالخدار" قد يساعد فيما إذا كنت قلقاً أو غير قادر على النوم بشكل جيد. ويمكن أن تشمل العلاجات ما يلي:

- تحسين عادات النوم، كالحصول على 6 إلى 8 ساعات من النوم في كل ليلة.

- تغيير وضعية النوم، إذا كان المصاب ينام على ظهره.

- استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، حيث أنَّها تساعد في تنظيم دورات النوم.

- معالجة الاضطرابات النفسية التي تساهم في حدوث شلل النوم.

- معالجة اضطرابات أخرى للنوم كالخدار وتشنجات الساق.

والآن، قبل أن تخلد إلى النوم خائفاً مما قرأته للتو، اليك بعض الارشادات لتستيقظ من حالة "شلل النوم" دون رعب:

- لا تُقاتل شلل النوم: إذا شعرت بأنَّك لا تستطيع التحرك فلا تفزع ولا تحاول بكلِّ قوتك أن تتحرك لتكسر هذا الشعور، حيث أنَّ هذه المحاولات تزيد من حدة شلل النوم وتزيد أيضاً من شعورك بالخوف وبالتالي تُحفِّز مراكز الخوف في الدماغ بشكلٍ أكبر مما يزيد من حدة الشلل، كما أنك قد ترى طيف شخص يحوم حولك أو يحاول مهاجمتك، عليك أن تدرك أن تلك الرؤى و الأصوات ليست إلا هلوسات سمعية و بصرية!

- حاول تحريك أحد الأعضاء البعيدة عن مركز الشعور بالشلل (الصدر والجذع)؛ حاول تحريك إصبع قدمك مثلاً، أو حاول تحريك قبضة يدك حركة بسيطة، في كثيرٍ من الأحيان تكسر هذه الحركة البسيطة الشلل وتعود الى حالتك الطبيعية.

- حاول أن تُنظِّم تنفُّسك جيداً، ففي حالة ازدياد الخوف يمكن أن يضعف تنفسك كثيراً، لذلك ركز على استنشاق الهواء وإخراجه بطريقة طبيعية حتى وإن كنت تشعر بشلل في صدرك، فقط تنفس بشكل طبيعي دون خوف. ويمكنك أيضاً أن تُجرب السُّعال فهذا الفعل أيضاً يمكن أن يجبرك على الاستيقاظ تماماً.

- فور استيقاظك من حالة شلل النوم، قُم عن السرير وأشعل الأضواء واغسل وجهك بالماء البارد، لأنَّ بقائك في السرير بعد هذه الحالة يجعل من الممكن تكرارها ثانية في حال عدت الى النوم. والآن نتمنى لك نوماً هانئاً!

المصادر:

هنا

هنا