الفنون البصرية > فنان سوري

عبد الرزّاق شبلوط ..... أنامل سحريّة تخلق من اللّون عوالم وحكايات

سواءً كنت من المحظوظين الذي تعرّفوا سابقاً على أعمال الفنّان السّوري عبد الرزّاق شبلوط أو أن هذه تجربتك الأولى معها، لا بدّ أن انطباعك الأوّلي سيكون مزيجاً من الدهشة والذهول وعدم التصديق، ولا بدّ أن عقلك سيرفض الإذعان بسهولة أن ما يراه ليس صوراً فوتوغرافية ملتقطة بكاميرا عالية الدقة إنّما لوحات مرسومة بيدٍ بشريّة لفنان استثنائي سنحاول في هذا المقال أن نتعرّف على جانب من إبداعه

ولد عبد الرزّاق شبلوط في مدينة حمص في 30 كانون الثاني/يناير عام 1974، بدأ دراسته الفنيّة في مركز صبحي شعيب في حمص عام 1986 وغادره عام 1992 ليدخل إلى كليّة الفنون الجميلة في دمشق ويتخرّج منها عام 1997، عمل لعدّة سنوات في التصميم والإنتاج الفنّي، إضافة إلى تجربته في التدريس في كليّة الفنون الجميلة بجامعة دمشق، ليتفرّغ بعد مغادرته البلاد للوحاته ومعارضه الشخصيّة

تتنوّع لوحاته بين مختلف الأساليب الفنيّة والتقنيّات اللونيّة "ألوان زيتيّة - ألوان مائيّة -أحبار......"، لكن أكثر ما يميّزه قدرته المدهشة على التصوير الواقعي بدقّة تكاد تفوق الحقيقة لتخرج اللّوحة من بين يديه نابضة بالحياة

لتفهموا تماماً ما نقصده هيّا بنا نتأمّل معاً إحدى لوحاته المذهلة بتفاصيلها المتقنة ابتداء من الانعكاس على إبريق الشاي إلى علبة السردين والسّكين وصحن الملح ونصف الليمون، وكيس الخبز المربوط بانتظار الأكلين، كل زاوية فيها تجسّد واقعاً يتجاوز الواقع لتنقلك إلى حالة من الذهول الممزوجة بالحنين

(عشا خفيف - زيت على قماش 100*70)

وفي هذه اللّوحات نلاحظ المهارة العالية في نقل التفاصيل وتصوير الظل والنور لتشعر وكأنك لست متفرّجاً من خارج اللّوحة إنّما حاضراً داخلها

(طاولة حوار - زيت على قماش 100*100)

(زيت على قماش 100*70)

(زيت على قماش 100*80)

وبالتأكيد لا يمكن لفنّان مرهف الحس مثل عبد الرزّاق شبلوط ألّا يتأثّر بما مرّت وتمرّ به بلاده سوريا فكانت له عدّة لوحات تحاكي الوجع الإنساني البعيد عن مهاترات السياسة، ولوحته "مخيّمات" خير مثال على ذلك، حيث يجسّد فيها حالة التشرّد بآلامها وأحلامها بطريقته الفنيّة المعهودة

(مخيّمات - زيت على قماش 150*100)

أما تجسيده للحالات البشريّة فتلك قصّة أخرى، فبعدّة ضربات من فرشاته ينقل ملامح الشخصيّة بحزنها وفرحها وكل ما تحمله من هموم وضحكات، كما نلاحظ في هذه المجموعة من البورتريهات المرسومة بحبر الجوز:

قد يكون أصعب ما في هذا المقال، ختامه، كيف لنا أن ننهي هذه الرحلة الممتعة في عوالم عبد الرزّاق شبلوط التي يخلقها بريشته وألوانه، لكنّنا أردنا أن ننقل لكم بعضاً من روعة هذا العالم التي تجسّدت على يدي فنّاننا المميّز حيث تأخذ التفاصيل اليوميّة الروتينيّة بعداً آخر لتصبح أغنى وأعمق وأكثر دهشة

ــــــــــــــــــ

المصادر:

هنا

الحساب الشخصي للفنّان على الفيسبوك

هنا