الفنون البصرية > فن وتراث

الرواية ام الفيلم؟

تخيّل أن لديك يوم عطلة وأنك وحيد في المنزل، هل ستصنع لنفسك فنجان قهوة وتجلس على أريكتك المريحة وتقرأ رواية جديدة؟ أم أنك ستصنع لنفسك جوّاً سينيمائياً فتطفئ الأنوار وترفع صوت التلفاز لتشاهد فيلماً بينما تتناول البوشار ؟


يمثل الذهاب للسينما ومشاهدة فيلم متعة كبيرة للكثير منّا، بينما يفضل البعض اختيار ركن هادئ والغوص عميقاً بين أوراق رواية. لكن ماذا لو اجتمع شغف الرواية مع سحر الصّوت والصّورة والمؤثرات السينيمائية؟ لا بد أن يكون الأمر جميلاً!

للفن الروائي والسينما تاريخ طويل يجمعهما سوياً، يقال أنه يعود للعام 1922 حيث ابتدأ بالفيلم الألماني Nosferatu المأخوذ عن الرواية الشّهيرة "دراكولا Dracula" للكاتب برام ستوكر، كانت مدة هذا الفيلم 94 دقيقة، إلا أن هناك نسخة قصيرة من فيلم Frankenstein المأخوذ عن رواية الكاتبة ماري شيللي مدته 16 دقيقة، ونسخة من فيلم A Christmas Carol المأخوذ عن رواية تشارلز ديكينز ومدته 10 دقائق، ويعود كلا الفيلمين السابقين للعام 1910.

- كيف يتحوّل النصّ الروائي لنص سينيمائي؟

ما الذي يجب عمله لتحويل رواية قد تتألف من 600 صفحة أو ربما أكثر إلى سيناريو؟ فلنواجه الحقيقة: الأمر صعب جداً! فبينما يمتلك الروائيّ عالماً لا محدوداً لإحياء الشخصيات وتصوير الحبكة وابتكار المشاهد الفاتنة؛ يبقى كاتب السيناريو محاصراً بالوقت وكلفة الإنتاج وتصاميم استديوهات التصوير على أرض الواقع، ناهيك عن توقعات الجمهور وتذمّر كاتب الرواية وحرصه على حماية تفاصيل روايته.

يقول جون فولسوم الكاتب في مجلة Writer's Digest الأمريكية: "إذا أردت أن تحوّل نصّاً روائياً إلى سيناريو؛ عليك أن تقرأ الرواية مرتين. المرة الأولى لمجرد التسلية، فإن لم تجذب الرواية اهتمامك؛ سينتهي بك الأمر إلى كتابة سيناريو سيء. لذا عليك غضّ النظر عن متابعة العمل عليها. إن لم يكن الأمر كذلك، ستتكوّن لديك الرؤية السينيمائية للرواية تلقائياً أثناء القراءة الثانية، الصور والمشاهد وأشكال الشخصيات ستكون بين يديك، وما عليك إلا أن تضعها في قالب سينيمائي. الأمر شبيه بمقولة مايكل أنجلو عن النحت: "التمثال كان موجوداً، وكل ما فعلته هو إزالة القشور الخارجية".

تحفل هوليوود بالأفلام المقتبسة عن روايات. والكثير الكثير منها ما خلب ألباب محبّي السينما والأفلام، فسلسلة أفلام العرّابThe Godfather مأخوذة عن رواية الكاتب ماريو بوزو التي تحمل نفس الاسم، وشارك مؤلفها في كتابة السيناريو. أما سلسلة أفلام The Hobbit فمأخوذة عن رواية الكاتب الإنجليزي جون رونالد رويل تولكين، وهي مكملة لسلسلة The Lord Of The Rings لنفس الكاتب. بالإضافة إلى Die Hard عن رواية "لا شيء يدوم للأبد" لرودريك ثورب، Beautiful Mind عن رواية الكاتبة الألمانية سيلفيا ناسار، وغيرها الكثير من الأفلام.

- الرواية أولاً؟ أم الفيلم أولاً؟

ما الأفضل برأيك؟ أن تقرأ الرواية ثم تشاهد الفيلم؟ أم العكس؟ تختلف الآراء من شخص لآخر، والأهم من ذلك أنها تختلف من رواية إلى أخرى ومن فيلم إلى آخر. عندما يتقيّد كاتب السيناريو بمدة محدّدة للفيلم؛ قد تفقد الرواية الكثير من رونقها بسبب تحجيم التفاصيل، كما وقد تكبح خيال المشاهد وتفرض عليه الأحداث والصور والشخصيات بالشكل الذي يراه المخرج وكاتب النص. إن الميزة الأروع في قراءة الرواية أنها تمنحك الفرصة لإطلاق العنان لخيالك، فلا أحد يستطيع تخيل شكل الشخصية كما ستتخيلها أنت. لذلك فإن مشاهدة الفيلم أولاً قد تفسد عليك هذه المتعة وتوقف خيالك عند الحدود التي فرضها عليك المخرج وكاتب السيناريو. من جهة أخرى، الكثير منا عشق تلك العوالم الخيالية والخدع السحرية التي رأيناها في أفلام هاري بوتر Harry Potter، وما كان من الفيلم إلا أنّه جعلنا نحب الرواية أكثر فأكثر. وهنا تكمن المهارة في تحويل الرواية إلى فيلم: أن يرتقي الفيلم بالرواية إلى مستوى جديد.

والآن، هل قررت بعد كيف ستقضي عطلتك الوهمية؟


لا تبخل على الآخرين بالمعلومة، شاركها إذا أعجبتك

By : Sawsan Awwad

Edited by : Leyla Saadi

وتراث

• المصادر :

هنا

هنا

هنا

هنا

/p>