الطب > مقالات طبية

هل تساعد البدانة في الحماية من الخرف؟

يمكنك الاستماع للمقالة عوضاً عن القراءة

هنا

هل تساعد البدانة في الحماية من الخرف؟

هذا ممكن!

أشارت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص زائدي الوزن والبدينين أقلُّ عرضة بنسبة 30% للإصابة بالخرف (بعد 15 عاماً) من الأشخاص طبيعيّي الوزن في منتصف عمرهم. كما أشارت إلى أن الأشخاص ذوي الوزن الأقل من المعدل الطبيعي أكثر عرضة بـ 34% للإصابة بالخرف من سواهم من ذوي الأوزان الطبيعية.

و كأنّ الأشخاص البدينين كانوا منيعين ضد الخرف. لكن هذا لا يعني بدء الناس بزيادة أوزانهم دون قيود! فلا يجب أن ننسى آثار البدانة الصحية من ارتفاعٍ في الكوليسترول وغيرها والتي تؤدي إلى إنقاص عمر الإنسان والوفيات المبكرة.

وحتى لو استطاع الإنسان تأخير الخرف، فقد لا يكون له العيش بما فيه الكفاية ليستمتع بتلك الوقاية كما يخبرنا الباحثون. كما أن هذه النتائج جديدة ومفاجئة ومازالت الآليّة أو الارتباط الفيزيولوجيّ بين البدانة و تأخير الخرف حتى اللحظة مجهولة.

المهم في هذه الدراسات أنّها فتحت آفاقاً جديدة في عوالم الوقاية من الخرف، آفاقاً يمكن استخدامها لتوفير رؤية لآلية وتطوير علاجات جديدة للخرف. كما أنها قد تساعد الأطباء وعلماء الصحّة العامة في أن يحدِّدوا بدقة أكبر المرضى المعرَّضين للخَرف، وبالتالي تطبيقِ برامج وقائية على هذا الأساس.

إذاً هل تحمي البدانة من الخرف؟

بغض النظر عن العدد الكبير من المشاركين في هذه الدراسة، فإن هذا النوع من الدراسات يعجز عن إثبات العلاقة السببية بين السمنة والناتج الملاحظ في انخفاض نسبة حدوث المرض.

"ما زلنا نحتاج للمزيد من الأبحاث، و كذلك لتوضيح أكثر للنتائج"

آلية الدراسة:

أجرى هذه الدراسة دكتور كيزيلباش و شركاؤه عبر تحليل ما يقارب الـ 20 عاماً من النتائج الطبيّة لحوالي مليوني شخصٍ بريطاني بالغ، متوسط أعمارهم كان 55 عاماً في بداية الدراسة؛ وعلى مدى 15 عاماً من المتابعة، أصيب 45500 (45 ألفاً وخمسمئة) شخص بالخرف.

تتوقف قوة العلاقة بين الوزن والخرف عند مستوى معين حتى بعد أن حاول الباحثون رفعها عن طريق أخذ عمر المريض عند التشخيص ومكان الولادة في الاعتبار. وحتى عوامل مؤثرة أخرى مثل شرب الكحول والتدخين والتي تشكل عوامل خطورة معروفة للخرف، كان تأثيرها قليلاً على النتائج.

في الختام، اختلفت آراءُ المجتَمع الطبّيِّ حول دِقّة و مدى تأثيرِ هذه الدراسات. فبينما شكَّك بعض الأطباء بدقة هذه النتائج و من بينهم أستاذة في قسم طب الأعصاب في جامعة نيويورك حيث تساءلت فيما إذا كان الوزن المقاس في منتصف العمر يعكس احتمالية الإصابة بالخرف بعد 15 عاماً! خاصة أن هناك عوامل جينية تؤثر في كل من البدانة و الخرف، ودور الوزن بحد ذاته ما زال مجهولاً على حدِّ تعبيرها.

في المقابل تفاءل الدكتور مالاز بوستاني أستاذ الطب في جامعة ولاية إنديانا والمتحدِّث باسم الفيدرالية الأمريكية لأبحاث الشيخوخة قائلاً: إن اكتشاف الرابط البيولوجي بين البدانة والخرف قد يكون مفتاحاً لاكتشاف بعض آليّات العلاج والوقاية ضد هذا النوع من الأمراض.

المصادر:

هنا

هنا

حقوق الصورة:

هنا