السياحة

بعد الثورة الصناعية؛ أصبحت السياحة صناعةً لها أبعادُها وأهدافها في المساهمة في الدخل القومي والاقتصاد الوطني، ولها تأثيرٌ كبير في تثقيف المواطنين عن تراثهم وبيئتهم أيضًا.

ومع أنَّ سورية تمتلك كثيرًا من مقوِّمات الجذب السياحي وعناصره -ما يجعلها من البلدان السياحية الغنيَّة- إلا أنَّ هذه العناصر لا تكفي لوحدها، فهي بحاجة إلى كوادر بشرية قادرة على استثمارها وتنميتها على نحو مثالي؛ ومن هنا جاءت أهميةُ كلية السياحة لتأهيل كوادر قادرة على النهوض بالقطاع السياحي عن طريق المعارف والمعلومات التي سيحصلون عليها.

وفي هذا المقال سنتحدَّث عن كلية السياحة في جامعة دمشق خصوصًا، لكنَّها لا تختلف كثيرًا عن مثيلاتها في جامعة البعث وجامعة طرطوس؛ إذ إنَّ سورية لا تمتلك سوى ثلاث كليات للسياحة..

تعتمد الدراسةُ في كلية السياحة/ جامعة دمشق لعام 2019/2020 على النظام الفصلي بعد أن كانت تعتمد على نظام الساعات، وتكون مدةُ الدراسة فيها أربعَ سنوات، وتتألف من ثلاثة أقسام مختلفة: 

1. الإدارة السياحية.

2. الإدارة الفندقية.

3. إدارة المكاتب السياحية والإرشاد السياحي.

تضمُّ الكلية العديدَ من البرامج التي تساعد الطالب على إتمام مسيرته الدراسية، ومنها: برنامج الإرشاد الأكاديمي، وبرنامج الإرشاد المهني وريادة الأعمال، وبرنامج تنمية المهارات والتطوير الشخصي، وبرنامج الأنشطة الثقافية والفنية.

تمثِّل السنة الأولى في كلية السياحة السنةَ التحضيرية وتضمُّ مقرراتٍ تُعَدُّ الحجرَ الأساس في الأقسام الثلاثة، وهي: مبادئ السياحة، والإدارة والمحاسبة، والإحصاء، وتاريخ الحضارات القديمة، ومهارات التواصل، ومنهجية البحث العلمي، وجغرافية سورية، ومهارات الحاسوب.

وفي السنة الثانية يُفرَز طلاب السنة الأولى بين الجذع المشترك -الذي يضمُّ الإدارةَ السياحية والإدارة الفندقية- وبين إدارة المكاتب والإرشاد السياحي، ومن ثمَّ يُكمل طلاب الإرشاد السياحي مسيرتَهم في السنة التالية، ويُفرَز طلاب الجذع المشترك بين الإدارة السياحية والإدارة الفندقية.

أولًا- قسم الإدارة السياحية: 

يهدف قسم الإدارة السياحية إلى تدريب المختصِّين في الصناعة السياحية؛ وذلك لاستلام المناصب الإدارية في الإدارة الوسطى والعليا بما يتطلَّبه سوق العمل في المنشآت السياحية في القطاع الخاص ومنظَّمات القطاع العام ووزارة السياحة وغرف السياحة وغيرها. 

وتتنوَّع مقررات القسم بين علوم الإدارة الإستراتيجية، وإدارة التمويل، وإدارة التسويق السياحي، وإدارة المعارض والمؤتمرات والتخطيط السياحي، وإدارة الموارد البشرية ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، وبين العلوم الأخرى مثل علوم الآثار والتراث الثقافي والبيئة؛ وذلك من أجل تزويد الطلاب بالمهارات والمعارف الضرورية لتطوير القطاع السياحي بما يرقى إلى المعايير الدولية.

الدراسات العليا: ماجستير التأهيل والتخصُّص في التخطيط وإدارة التنمية السياحية المستدامة.

ثانيًا- قسم الإدارة الفندقية: 

يهدف قسم الإدارة الفندقية إلى تدريب الطلاب للعمل في الفنادق، وذلك في المناصب الإدارية في الإدارة الوسطى والعليا والإشراف على العمليات الفندقية المختلفة لتصبح لديهم القدرة المستقبلية على اتخاذ القرارات الإدارية، والإشراف على العمليات الفندقية.

وتتنوَّع مقررات القسم بين علوم الإدارة المتقدِّمة في المعارف الأساسية لقطاع الضيافة؛ مثل الإنتاج والإطعام والخدمات والمبيعات الفندقية والإيواء ونظام الحجز الفندقي المعتمد على برنامج أوبرا، والاهتمام في الوقت ذاته بالتطبيق العملي المباشر لتلك العلوم، من أجل الوصول إلى التأهيل الأمثل لمختصِّ الإدارة الفندقية وتزويده بالمهارات والمعارف اللازمة للعمل في قطاع إدارة الفنادق وفي بيئة أعمال أوسع.

الدراسات العليا: ماجستير الاقتصاد والإدارة السياحية، وماجستير إدارة موارد التراث الثقافي.

ثالثًا- قسم إدارة المكاتب السياحية والإرشاد السياحي: 

يهدف قسم إدارة المكاتب السياحية والإرشاد السياحي إلى تدريب مختصِّين ذوي معرفة نظرية وتطبيقية وعملية وكفاءة مهنية عالية بما يتَّفق مع حاجات سوق العمل في القطاع السياحي. 

ويهدف إلى تدريب الطلاب على العمل وفق المعايير المهنية الدولية وقوانين  السياحة وأنظمتها وأخلاقيات المهنة، وتهيئتهم بالعلوم المناسبة مثل علوم الآثار والإرشاد وتنظيم الجولات السياحية وتطويرها، إضافةً إلى تعلُّم برامج أنظمة حجوزات الطيران كبرامج أماديوس وغاليليو، وذلك للعمل دليلًا سياحيًّا، أو  تدريبهم على البدء بتأسيس مكتب سياحي بحسب قوانين الجمهورية العربية السورية.

الدراسات العليا: ماجستير التأهيل والتخصُّص في إدارة التراث الثقافي وتسويقه.

إضافةً إلى كلِّ ما سبق؛ تهتمُّ الكلية بتزويد طلاب الأقسام كافة -في مرحلة الإجازة- بالمهارات التي تلزمهم في أثناء حياتهم الدراسية والمهنية، ومنها: 

- مهارات اللغة؛ إذ يجب على طالب السياحة دراسةُ اللغتين الإنكليزية والفرنسية وإتقانهما في السنتين الأولى والثانية.

- مهارات التواصل والتطوير الشخصي؛ إذ يكتسب الطالبُ فيها الخبراتِ والمهارات اللازمة للتواصل مع الآخرين والتفاوض وكتابة السيرة الذاتية والأسلوب المناسب لإتمام المقابلة الشخصية وغيرها.