الفنون البصرية > أساطير الشعوب

التراوس ... مفهومٌ آخر للجنّيّات الخرافيّة

تُعدّ الـ Trows مخلوقاتٌ خرافيةٌ وُجِدت في الفولكلور في جزر الأوركني وشتلاند فقط. ولكن لا يمكن وصفها بدقة وذلك لأن المصادر ليست واضحة دائماً. وأصرّ الفولكلوريين أنّ كلمةَ "Trows" قادمةٌ من كلمةِ "قزم" وأنّ مخلوقات ال"Trows" في جزيرة الأوركني قادمةٌ من قصص أسلافهم الفايكنغ عن الأقزام.

ولكن مؤلّف الموقع الشامل والذي يغطي كل شيء عن الأوركني (Orkneyjar.com) يختلف رأيُه عن هذا الرأي. فهو يعتقد أنّ هناك صلةٌ بين "Trows" ومخلوقٍ آخر من المثيولوجيا الاسكندنافية وهو ال "Draugr". وتنبع هذه الصلة من انتماء المخلوقين لتلال الدفن.

كانت ال"Draugr" مخلوقاتٍ حارسةً للقبور من الحيوانات وحتى من البشر. وحسب الفلكلور الأوركني فإن ال Trows وظيفتهم المثل. وأيضا ال"Trows" تلفظ كلفظ "cow" وأن "Trows" مشتقة من الكلمة الأوركنية "drow" والتي تلفظ أيضا ك "cow" ولها علاقة أيضا بال "Draugr".

لكن لم يكن هناك تفصيلاً واضحاً ما إذا كانت هذه المخلوقات والجنيات هم نفس النوع، أو إذا كانت مخلوقاتٍ أخرى منفصلة ولكنها اندمجت على مدى مئات السنين من القصّ، حتى أن الحكواتي "توم موير" اعترف بأنه لايستطيع التمييز بينهما أو اذا ما كانت من نوعٍ واحد.

هذا يسلّط الضوء على التفاوت الكبير بين المفاهيم السابقة والمعاصرة للجنّيات. فالمخلوقات الخارقة إما أن تكون خيّرة أو شرّيرة ولا يوجد منهم مخلوقات معتدلة. فقبل المسيحية كانت المخلوقات إما خيّرة أو شريرة ولكن بعد المسيحية أصبحت المخلوقات تتراوح بين مستويات من الخير والشر فتغيّر الفلكلور بسبب تغيّر النظرة المعاصرة للأمور. تختلف الأوصاف الجسدية لل Trows فيمكن أن يتراوح حجمها من الصغير جداً إلى الكبير جداً وأيضاً للمتوسط والمعروف أنها قبيحة ومغطاة بالشعر.

عاثت ال Trows خراباً بين البشر ويمكن أن تكون المسؤولة عن إزهاق أرواح الأطفال والنساء في الولادة وأحياناً قطعان من المواشي بأكملها. وقد استُخدم مصطلح "قزم شوت" من قبل الأنجلو ساكسون في البر الرئيسي البريطاني للإشارة إلى المرض الذي لا يمكن تفسيره. فقد كان يُفسَّر بأن الشخص مرض بسبب سهم نار أطلقه العفريت. كما أنّه كان قد ألقي اللوم على هذه المخلوقات في حالات دُعيت ب "changelings" فكانوا يفترضون أن المخلوقات تستبدل الأطفال الأصحّاء بآخرين وذلك بحالات المرض الغير مفهومة كمتلازمة داون أو التخلف العقلي للطفل. ولم يقتصر الأمر على الأطفال ففي حالات أخرى إذا توفيت المرأة أثناء الولادة ألقي اللوم على هذه المخلوقات وادّعوا أنها تُستبدَل أو تُسحَر من قِبَلها. كما أن مرض الزهايمر فُسّر بأنهم من مسببيه أيضاً. وأن لهم شغفٌ في الموسيقا إذ يَسحرون بموسيقاهم، و ذهب بهم الأمر إلى أن الموسيقيين عندما تسحرهم هذه المخلوقات فإنهم يذهبون إلى عالمهم وأن الساعات في عالمهم تعادل سنين في عالمنا فعندما يعود الملحّن يعود بموسيقى جديدة وغريبة ولكن يجد أهله قد كبروا وبعضهم مات. ولكن بالإضافة لأعمالهم التخريبية فلهم أعمال مفيدة كمراقبة المحصول للمزارع.

آمَنَ كاتب الفلكلور الأوركيني Ernest W. Marwick أنّ هذه المخلوقات والعمالقة وغيرها قد تم تحجيمها وذلك بما يتناسب مع الجزيرة. ما يثير الاهتمام انقسام هذه المخلوقات إلى مخلوقاتٍ أرضية ومائية فوفق الأسطورة كان هناك حرباً كبيرة بين القسمين والخاسر نُفي من الجزيرة ليضطَرّ للعيش في البحر. ويُعتقد بأن هذه المخلوقات كانت ذو شهرة محدودة بالمقارنة مع غيرها من المخلوقات الخيالية وذلك بسبب بيئة الجزيرة المحدودة جداً بالإضافة إلى وفرة المخلوقات الخيالية الموجودة في مساحاتٍ واسعة من بيئات مختلفة، لذلك تمّ دمجها مع مخلوقات خيالية أخرى.

المصادر:

هنا

هنا