الطب > مقالات طبية

كثرة تناولك للمضادات الحيوية ستجعلك تقضي وقتاً أطول في المشفى

تتسبب الإصابة بجراثيم المطثيات العسيرة بالتهابات في الكولون وحالات من الإسهال المهددة للحياة، والمرضى المصابون بها هم أكثر عرضة بمرتين للعودة إلى المشفى بعد الخروج منها من المرضى غير المصابين بهذا الإسهال الخطير.

أجرى باحثون من المركز الطبي في مدينة ديترويت (DMC) دراسة واسعة النطاق لفهم وبائية عدوى الخمج بجراثيم المطثيات العسيرة (CDI) وعودة المرضى المصابين بها إلى المشفى.

حيث تمت دراسة بيانات 51،353 مريضاً تم تخريجهم بين الأول من كانون الثاني و 31 من كانون الأول في عام 2012، كان منهم 615 مريض (ما يعادل 1% من الإجمالي) تم تخريجهم وهم مشخصون بالإصابة بخمج المطثيات العسيرة، و318 كانوا مصابين بالعدوى عند دخولهم المشفى، و297 منهم شُخصَت إصابتهم أثناء إقامتهم في المشفى.

تدل الدراسة على أن 30.1% من المرضى المصابين بالعدوى عاودو الدخول للمشفى بعد 30 يومٍ فقط مقابل 14.4% من مجمل الذين تم تصريفهم لأسباب أخرى.

وأيضاً تمت ملاحظة أن مدّة الإقامة في المشفى قد زادت عند المرضى المخموجين بهذه الجراثيم عندما قُبلوا مجدداً في المشفى، حيث ازدادت المدة 4،4 أيام عند من اكتسب هذه العدوى في المجتمع و6،4 أيام عند من اكتسبها في المشفى.

وُجِد أن متوسط حالات العودة إلى المشفى بسبب CDI كانت مدة إقامتهم في المشفى أطول بما يقارب الأسبوع عن الذين عادوا إلى المشفى لأسباب متنوعة أخرى.

ومن الواضح أن عودة المرضى المصابين بـ CDI تشكل عبئاً على النظام الصحي الذي يتطلب من المرضى أن يقيموا في المستشفى لفترةٍ أطول، مما يؤدي إلى نقصان الأسرّة وازدياد أعباء التكاليف على المشفى.

أكثر المرضى عرضة للإصابة بـ CDI هم الذين يتناولون المضادات الحيوية بكثرة، فأكثر من نصف المرضى السريريين سيوصف لهم المضادات الحيوية أثناء إقامتهم في المشفى، ولكن لاحظت عدّة دراسات أن 30 – 50 % من المضادات الحيوية الموصوفة في المستشفيات غير ضرورية أو خاطئة.

وفي هذا المجال نصّ المؤلفون في البرامج التابعة لمراكز الرعاية الصحية والخدمات الطبية (CMS) التي تربط تعويض الآداء في مجالات أساسية، على أن المستشفيات يجب أن تمتلك حافزاً أكبر لتحسين مكافحة العدوى عن طريق الحد من الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية.

إن لم يتم القيام بشيء لمحاولة ردع أو كبح معدلات الإصابة بـ CDI فإن منظمات الرعاية الصحية قد تضطر لتوجيه عقوبات مالية بسبب ارتفاع عدد المشافي الموبوءة بهذا الإنتان وحالات النكس المسجلة وفقاً لظروف تم الإبلاغ عنها لمراكز الرعاية الصحية.

إن الإشراف على المضادات الحيوية الفعالة يجب أن يكون عبر نظام الرعاية المتضمن مستشفيات الرعاية الحادة، منشآت الرعاية الحادة طويلة الأمد ودور المسنين.

وفقاً للـ CDC (مراكز الوقاية والحد من العدوى) فإن هذه العدوى قد أصبحت المسبب الميكروبي الأكثر شيوعاً للإصابات المتعلقة بالرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية و تكلف ما يقارب 4.8 بليون دولار امريكي سنوياً من تكاليف الرعاية الصحية لصالح منشئات الرعاية الحادة فقط.

فالإصابة بها تسببت بما يقارب نصف مليون إصابة في عام 2011 توفي منهم 29000 مريض أمريكي خلال 30 يوم من صدور التشخيص الأولي.


• ماهي جراثيم المطثيات العسيرة؟

هي جراثيم تستوطن أمعاء الإنسان وخصوصاً بعد تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم وبكميات كبيرة، حيث تقضي هذه المضادت الحيوية على الجراثيم الطبيعية (الفلورا) الموجودة في الأمعاء، وتسبب إسهالاً مائياً غزيراً قد يكون مهدداً للحياة، ونسبة الإصابة بهذا المرض تزايدت طرداً مع طول أمد المكوث في المستشفى.

• لماذا سميت بالجراثيم الصعبة أو العسيرة؟

لأنه عندما تم التعرف عليها أول مرة في عام 1935 كان من الصعب عزلها بالإضافة إلى أنّ نموها بطيء في المزارع الجرثومية فأطلقوا عليها هذا الاسم

المصادر:

هنا

هنا