الفنون البصرية > فن وتراث

حديقة مونتريال ... جولة حول العالم وثقافاته

أًنشِأت حديقة مونتريال بمساحة مقدّرة ب65 هكتار في قلب مدينة مونتريال في كندا وذلك عام 1931، لتكون واحدة من أرقى الحدائق في العالم، والتي تضم أكثر من 21 ألف صنف ونوع من النباتات بالإضافة إلى 10 بيوت الدفيئة المخصصة لنبات والتي تربى في الفراغات الداخلية تلك التي تربى في المنازل (بيت الشجرة). بالإضافة إلى ثلاثين حديقة ذات الطابع الإنشائي والتي تقوم برسم أفكار موضوعية. جميع تلك العوامل جعلت للحديقة جاذبية لا تقاوم، لافتةًَََ بذلك أنظار العالم إلى أحد الفنون المرموقة وهو فن البساتنة. ذلك الفن الذي جعل من الجولة في الحديقة، جولة حول العالم وثقافاته، حيث توجد أنشطة ومعارض وبرامج على مدار السنة لاستقطاب الآلاف من الزوار التي تسحر عقولهم. فلو أردنا النظر من منظور نسبي لوجدنا أن الحديقة تتمتع بمعدل زيارة سنوي يقارب المليون شخص ويشرف عليها 225 موظف ليرتفع عددهم صيفاً إلى400 موظف، ويذكر أن بينهم علماء متخصصين بالنباتات وذلك بميزانية تصل إلى27 مليون دولار كندي وذلك ليتم الاعتناء بالمجموعة النباتية المقدر عددها ب190 ألف مجموعة والمقسمة إلى 165 ألف في الحدائق ويقابلها 24 ألف في البيوت الدفيئة. ولو أخذنا نظرة ليست ببعيدة على تاريخ الحديقة لوجدنا ما هو أجمل، فسنرى تجسيد الفن في النباتات. ففي عام 2013 أُقيمت مسابقة "أرض الأمل" لتستقبل المتنافسين من جميع أنحاء العالم (حوالي 50 دولة) ليتم صناعة التماثيل واللوحات وذلك باستخدام النباتات. فالأرض الأم هي اسم التحفة الفنية الممهدة لهذا العرض والتي ترتفع إلى 15 متراً وحولها نجد الغزلان على راحتا يديها الممدودتان ولتنسدل نباتات إبرة الراعي وزهور البتونيا، مكونة بذلك الشعر الخلاب لتل الأم ذات البشرة التي اكتسبتها من نباتات السانتولينا. تلي لوحة "الأرض الأم" لوحة "شجرة الطيور" التي كانت ذات رموز مميزة حيث كانت جميع الطيور التي شكلتها النباتات، هي من الأنواع المهددة بالانقراض بطول 18 متر كالببغاوات التي كانت الأكثر استقطاباً للأنظار ونقار الخشب، حيث اختِيرت النباتات لتتناسب مع ألوان ريش الطيور. ولننظر إلى القاعدة التي تملؤها السلاحف والضفادع والسمندر في البركة معطيةً بذلك صورة متكاملة عن الطبيعة التي تعيش فيها تلك الطيور النادرة. لكن الرموز التاريخية لم تكن غائبة بتاتاً فكان لأحد الرعاة الفرنسيين الذي تعود قصته إلى أوائل القرن العشرين فقد كان معروفاً بحبه للغابات وسعيه لإعادة إحياء أحد الوديان المقفرة في فرنسا ليحولها إلى جنات عدن. ففي لوحة سميت ب"الرجل زارع الأشجار" إلى جانبه في مكان قريب كلبه والخيول والأغنام مكسوة بالزعتر البري لتأتي أخيراً اللوحة التي حملت اسم "القصة الحقيقية" التي تركت رمز مؤثر في المعرض حيث روت قصة مزرعة صينية احتضنت طائر الحبيب الذي حاولت إنقاذه من الغرق فتم تصوير الحزن بالنباتات ذات الأوراق الشاحبة بالإضافة للضباب الذي ارتفع من البحيرة في مظهر يحبس الأنفاس.

يذكر أن المعرض قد تم إنشاءه في مونتريال عام 1998 ليستمر بعدها بشكل دوري على مدى 3 سنوات برعاية مؤسسة Mosaiculture الدولية وبهدف تشجيع هذا النمط من الفن في زراعة الحدائق والتعبير عن القيم الراقية والحديثة في البستنة.

المصادر:

هنا

هنا