الموسيقا > تعرف إلى موسيقيي العالم
جيمس هورنر james horner..... أسطورة الموسيقى التصويرية في سلام ابدي.
في لوس أنجلوس_ كالفورنيا، موطئ قدم أشهر نجوم العالم الموسيقي وأعرقهم، ومقر أكبر شركات التسجيل الغنائي في العالم، ولد بطلنا لهذه الأمسية، إنه جيمس هورنر.
بينما كانت شمس يوم الرابع عشر من شهر آب الحارقة في عام 1953 تستعد للمغيب، أطلَّ طفلٌ صغيرٌ على هذا العالم، ولم يكن سكان الساحل الغربي للولايات المتحدة الامريكية يعلمون أنهم على وشك استقبال أحد أساطير الموسيقى التصويرية لأفلام هوليوود، استقبله والده هاري هورنر ووالدته جوان روث، ومن أدرك هوليوود في فترة الأربعينات والخمسينات يعرف تماماً من هو المخرج والمصمم هاري هورنر الذي حاز على العديد من الجوائز عن الأفلام التي عمل بها.
بدأ جيمس العزف على آلة البيانو بشغف في سن الخامسة، واستمر حبه للموسيقى يزداد، وبعد إنهائه للمرحلة الثانوية، سافر لدراسة الموسيقى في الأكاديمية الملكية للموسيقى في لندن، وظهر حبه الواضح للموسيقى الكلاسيكية من خلال اتجاهه نحو أوروبا مهد الموسيقى العريقة.
بعد ذلك حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كاليفورنيا الجنوبية، واستمر في الدراسة وحصل على درجة الماجستير في التأليف والنظريات الموسيقية من جامعة كاليفورنيا_لوس أنجلوس، وبعدها حصل من نفس الجامعة على درجة الدكتوراه.
بدأت رحلة هورنر في عالم الموسيقى والأفلام من خلال تسجيله لموسيقى أفلام الطلبة في معهد الأفلام الأميركي في نهاية السبعينات، وذلك مهد له الطريق لتسجيل مجموعة من الأعمال لعدد من الأفلام ضمن نطاق صغير ما لبث أن بدأ يتسع مع الوقت.
بدأت انطلاقته الفنيّة في عالم الموسيقى التصويرية والأفلام في عام 1979 في فيلم "The Lady in Red" وتلا ذلك مجموعة من الأفلام الصغيرة التي كانت كفيلة بصناعة اسم له. لم يدم الوقت طويلاً حتى بدأ اسمه يشع في عالم السينما بسبب قدرته العالية على التأليف وروعة موسيقاه، فطلب منه نيكولاس ماير مخرج فيلم Star Trek: The Wrath of Khan في عام 1982 أن يقوم بوضع لمساته على الموسيقى التصويرية للعمل، وقد كانت هذه الموسيقى ضربة معلم بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إذ ستنهال العروض عليه من كل حدبٍ وصوب بعد ذلك، ليترشح لأول جائزة عالمية بعد 4 سنوات عن أغنية "Somewhere out There".
بدأت الخطوط في مسيرته ترتفع أكثر فأكثر مع كل عمل يقوم به، ليشارك في مجموعة من الأعمال ما بين عامي 1982 - 1991 كان على رأسها فيلم Star Trek III: The Search for Spock في عام 1984 وفيلم Field of Dreams والذي حاز فيه على جائزة الأوسكار عن أفضل موسيقى تصويرية سنة 1989 وفي نفس السنة أيضاً فاز بجائزة الجرامي عن فيلم الحرب الأهلية الأمريكية Glory.
بدأت رحلة التسعينات المليئة بالإنجازات مع فيلم The Man Without a Face في عام 1993 مع الممثل والمنتج والمخرج المميز ميل جيبسون، ومن الواضح أن علاقتهم المهنية لم تنتهِ عند هذا الفيلم وامتدت بعد ذلك بعامين إلى الفيلم المعشوق من قبل الجميع من دون استثناء، إنه فيلم الثائر الاستكلندي بروس ويليمز، فيلم Braveheart الذي جسد فيه ميل جيبسون هذه الشخصية، في حين تألق جيمس هورنر بأروع أعماله وأفضلها على الإطلاق، وهي مجموعة الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم، وهذا في عام 1995. فاز هذا الفيلم بخمس جوائز أوسكار وترشح لعشرين جائزة أخرى، وحتى أن البعض راحوا يصنفون الفيلم كأفضل الأفلام عبر التاريخ لما تمتع به من كمال في الأداء والموسيقى والانتاج والإخراج، وإحدى هذه الجوائز ذهبت لجيمس هورنر عن موسيقى هذا الفيلم.
لم يتوقف التميز عند هذا الحد، بل جاء دور فيلم استثنائي آخر، إنه فيلم Titanic الشهير، و قصة الحب على السفينة الغارقة، والذي غنت فيه Celine Dion أشهر أغانيها على الإطلاق "My Heart Will Go On".
فازت الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم بجائزة جديدة في عام 1997، حيث أصبح جيمس هورنر الأفضل في مجال الموسيقى التصويرية على الإطلاق.
موسيقى فيلم Braveheart :
موسيقى فيلم Titanic:
لم تقتصر فترة التسعينات على ما ذكرناه سابقاً فقط، بل تخللها العديد من الأفلام المميزة، إذ كان التألق من نصيبه في موسيقى فيلم Casper "الشبح اللطيف"، كما في فيلمي Apollo 13 و Jumanji عام 1995، وتلا ذلك تألق كبير في فيلمThe Mask of Zorro عام 1998 وفيلمي Bicentennial Manو An American Tail: The Mystery of the Night Monster عام 1999.
بدأت الألفية الجديدة كما انتهت التسعينات، حيث كان جيمس هورنر على موعد مع صناعة الأعمال الموسيقية الهائلة في فيلم A Beautiful Mind الذي جسد قصة عالم الرياضيات والاقتصاد الأمريكي جون ناش وقام بهذا الدور المميز الممثل الكبير Russell Crowe عام 2001 ليأتي بعدها فيلم Windtalkers مع نيكولاس كيج عام 2002، والموسيقى المميزة لفيلم Troy عام 2004وفيلم The Legend of Zorro عام 2005.
بعد هذه الأعمال الضخمة قام جيمس في العام التالي بإصدار أول أسطوانة خاصة به تتضمن أفضل أعماله في التسعينات، والتي حملت اسم Film Music Masterworks: Original Soundtracks في عام 2006.
في الألفية الجديدة حصد هورنر 3 جوائر أوسكار عن موسيقاه في أفلام A Beautiful Mind، House of Sand and Fog وفيلم 2009 Avatar.
موسيقى فيلم A Beautiful Mind
موسيقى فيلم Avatar :
مع قدوم عام 2010 بدأت أعمال جيمس هورنر تقلُّ تدريجياً، وبدأها بفيلم The Karate Kid عام 2010 مع جاكي شان، واختتم أعماله بفيلم The Amazing Spider-Man عام 2012.
آخر إصداراته كانت في الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق مسيرته، وهي عبارة عن 4 أسطوانات تحتوي على أفضل أعماله على الإطلاق، ليختفي منذ ذلك الحين عن أنظارنا، حيث أنه آثر حياة الهدوء.
في ليلة أمس، 22 من شهر حزيران 2015 وصل خبر حادث الطائرة التي تحطمت في غابات لوس بادريس الوطنية في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان على متنها وفارق الحياة.
لقد كان وقع هذا الخبر كالصاعقة علينا جميعاً، إذ أننا بعد رحيل صاحب الأنامل الذهبية المؤلف وعازف البيانو المبدع، لن نجد من يجعل قلبنا يذوب فرحاً وغبطة من الموسيقى التصويرية المميزة مثله.
لقد كان لموسيقاه وقع مميز، غابت تجديداتها عنا جميعاً، لتذكرنا أكثر أعماله تميّزاً Braveheart - Titanic - A Beautiful Mind بإبداعاته التي لا تنسى.
لترقد في سلام يا جيمس هورنر، ستستغرق الأجيال وقت طويلاً حتى تأتي بمثلك...
لن ننساك، جيمس هورنر 1953 - 2015
المصادر:
قائمة أعماله: