علم النفس > القاعدة المعرفية

الشخصية المضادة للمجتمع: الجزء الثاني.

الفحوصات: يلجأ الأطباء في حالة الشك باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع إلى إجراء العديد من الفحوص النفسية و الطبية لتأكيد التشخيص ومنها الآتي:

.. الفحص الجسدي: وذلك لاستبعاد أي مرض جسدي قد يكون سبباً في الأعراض، وللتحقق من أي مضاعفات مرتبطة.

.. الفحوصات المخبرية: يتضمن هذا مثلا فحص دم شامل ، فحص لوظائف الغدة الدرقية ، وفحص لتناول الكحول و المخدرات ، لتحديد ما إذا كان هنالك مسببات أخرى لهذه الأعراض.

.. تقييم نفسي: يقوم الطبيب أو المسؤول عن توفير الرعاية ، باستكشاف أفكار المريض وعواطفه و علاقاته و أنماطه السلوكية و تاريخه العائلي ، وقد يتضمن ذلك اختبارات نفسية حول الشخصية. يقوم الطبيب أيضا بالسؤال عن الأعراض و بداياتها و شدتها ، و مدى تأثيرها على حياة المريض اليومية ، إذا ما حدثت نوبات مماثلة في الماضي ، يتأكد الطبيب أيضا من وجود أفكار انتحارية أو متعلقة بأذى النفس أو الغير. من غير المرجح أن يقدم أصحاب اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع تقرير دقيق عن العلامات و الأعراض التي تصيبهم ، لذلك قد تقدم العائلة أو الأصدقاء معلومات مساعدة.

تحديد نوع اضطراب الشخصية: من الصعب في بعض الحالات تحديد ما إذا كانت الأعراض تدل على اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع أو اضطراب شخصية آخر، وذلك لتداخل الأعراض مع أكثر من اضطراب.

من العوامل المفتاحية في التشخيص، التركيز على علاقة المريض بالأخرين. لمرضى اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع فهم دقيق -وأحيانا متعالي- لطريقة تفكير الآخرين مع مراعاة محدودة جدا لمشاعرهم. وهذا يدفعه للتصرف بطريقة تجعل الآخرين تعساء، دون أدنى إحساس بالذنب.

- المعايير التشخيصية: لتشخيص اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع يجب توفر عدة معايير:

• العمر اقل من ١٨ سنة

• وجود مؤشرات لاضطراب في السلوك قبل عمر ال ١٥ قد يتضمن ذلك السرقة، التخريب الاعتداء على الحيوانات، والتنمر

• تكرار مخالفة القانون

• الاحتيال أو الكذب على الآخرين

• سرعة الغضب والعدوانية، الدخول في مشاجرات جسدية

• انعدام الإحساس بالندم -أو تبرير السلوك- بعد الاساءة للآخرين

• عدم المبالاة بسلامة النفس والآخرين

• التصرف بتهور، وعدم التخطيط المسبق

• انعدام المسؤولية والفشل المتكرر في الوفاء بالوعود أو الالتزامات المادية.

- العلاج:

يعد اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع من أصعب اضطرابات الشخصية علاجاً. اذ من النادر أن يطلب المرضى العلاج بأنفسهم، وغالباً ما يباشرون العلاج بأمر من المحكمة. لا يوجد علاج ناجع لهذا الاضطراب. إن العلاج الأفضل يعتمد على حدة الأعراض والظروف الخاصة بالمريض وحالته بالتحديد.

قد يحتاج مرضى هذا الاضطراب أيضا إلى معالجة حالات أخرى كالاكتئاب و القلق و إساءة استخدام الأدوية.

العلاج النفسي: يستخدم في بعض الأحيان، العلاج النفسي أو العلاج بالمحادثة في حالة اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، إلا أنه ليس فعالاً دائماً , خصوصاً في حالة الاعراض الحادة أو عدم اعتراف المريض بدوره فيما يحدث له من مشاكل. قد يتم توفير العلاج فردياً أو في جلسات جماعية أو في جلسات تتضمن العائلة و الأصدقاء

- الأدوية:

لم يتم الموافقة على أدوية محددة لهذا الاضطراب من قبل إدارة الدواء والغذاء، إلا أن العديد من الادوية النفسية قد تساعد في نواح محددة من الاعراض المرتبطة باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع أو المرتبطة بأعراض مثل العدوان. تتضمن هذه الادوية مضادات ذهان، مضادات اكتئاب، معدلات للمزاج. لا بد من وصف هذه الادوية بحذر لما لسوء استخدامها من خطر.

مهارات مفيدة للعائلة والأصدقاء:

إذا كان لديك شخص مقرب مصاب باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع فمن المهم جداً أن تحصل على مساعدة لنفسك أيضا. يمكن لاختصاصي الصحة النفسية ذوي الخبرة في التعامل مع هذا الاضطراب تزويدك بمهارات تساعدك في وضع حدود وحماية نفسك من الأذى والعدوان والغضب الشائع لدى المصابين بهذا الاضطراب. يمكن لاختصاصيين أيضا أن ينصحوك باستراتيجيات للتكيف مع هذا الوضع. اطلب من الاستشاريين النفسيين المسؤولين عن علاج المريض المقرب منك وسيقومون بتحويلك الى اختصاصي بوسعه مساعدتك. قد ينصحونك بالانضمام إلى جماعات دعم لعائلات وأصدقاء المتأثرين باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع.

- الوقاية:

لا توجد طريقة مؤكدة للحماية من هذا الاضطراب، إلا أن محاولة الكشف و التدخل المبكر مع الجماعات الاكثر عرضة للخطر كالأطفال المهملين عاطفياً أو المعرضين للعنف، من شأنه أن يساهم في مساعدتهم. الحصول المبكر على العلاج والالتزام به لفترة طويلة قد يمنع الاعراض من التدهور مستقبلاً.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا