الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

الفطريات آكلة الجلد، قاتل يهدد السلمندر في الولايات المتحدة

"تُطورُ الحيوانات أنظمة مناعتها ضد الأمراض المنتشرة في بيئتها منذ زمن بعيد، ولكن العولمة سببت تنقل الانسان والحيوان حول العالم مما أدى إلى التواصل بين مسببات أمراضٍ ومخلوقاتٍ لم تحظ بعد بالفرصة لتطوير أجهزة مناعتها بالشكل المناسب" آن مارتل، أُستاذة في قسم علم الأمراض والجراثيم في جامعة غينت في بلجيكا.

بعد أن قضت فطريات الـ salamandrivorans Batrachochytrium(BS) المكتشفة في 2013 على 95% من السلمندر (من فئة الحيوانات البرمائية) في بلجيكا وهولندا ها هي تصل إلى المملكة المتحدة وتتسبب بقتل أربعة من السلمندرات فيها ويخشى العلماء أن هذه الفطريات إن وجدت طريقها إلى البرية فسوف تقضي على سلمندر (crested newt) المهدد بالانقراض والموضوع تحت الحماية في الولايات المتحدة. حيث تغزوا هذه الفطريات الجلد لتقوم بعدها بتسبب خلل في توازن الأملاح داخل الجسم وإضعاف القدرة على التنفس من خلال سطح الجسم علماً أن هذا المرض يمكن أن ينتقل من خلال المُلامسة بين الحيوانات.

توضح الصورة سلمندراً نارياً مُصاباً بسبب الفطريات آكلة الجلد. من المُرجح أنه تم استيراده من آسيا لأوروبا.

يُعتقد أن الفطريات آكلة اللحم (BS) قد ظهرت أول الأمر في جنوب شرق آسيا حيث تتمتع السلمندريات المحليّة بمناعة ضد هذه الفطور القاتلة. ولكن الكثير من هذه المخلوقات البرمائية تكون حاملة للمرض مما يؤدي لنقلها له عبر القارات من خلال التجارة الخارجية حيث أن الصين قامت بتصدير 2.3 مليون سلمندر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الممتدة بين عامي 2001 و2009.

تشكل فطريات (BS) خطراً شديداً على التنوع البيولوجي لبرمائيات الإتحاد الأوروبي والدول الأخرى وهناك حاجة إلى النظر بشكل عاجل لتدابير الأمن البيولوجي المناسبة لوقف انتشارها. مضيفين أنه يوجد ما لا يقل عن عشرة أنواع من السلمندر في أوروبا وأمريكا الشمالية تحت خطر الإصابة بالعدوى من الفطر حسب الأبحاث الأخيرة. لذلك يوجد حالياً العديد من المشاريع التي تحصل على التمويل لتدرس إمكانية تطوير مقاومة لهذه الفطريات في أوربا قبل قضائها على الحياة البرية والبرمائيات المهددة بالانقراض. بالإضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرس قانونا جديدا، يتوقع صدوره العام الجاري، متعلقاً بصحة الحيوانات مما قد يساعد أيضا. في الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم جماعات حماية البيئة بالمطالبة بوقف عمليات الاستيراد للحيوانات البريّة ما لم يكن خلوّها من الفطريات أمراً أكيداً.

من ناحية أخرى، يتم اتخاذ إجراءات للتوعية بعدم إطلاق الحيوانات التي في الأَسر للبرية قبل التأكد من خلوها من المرض، كذلك عدم رمي المخلفات المائية في مجاري الصرف الصحية التي تؤدي للبحيرات والأنهار دون القيام بتعقيمه أولاً لتجنب نقل العدوى.

كما طوّر العلماء في الولايات المتحدة اختباراً يعتمد على الحمض النووي للكشف عن الفطريات، حيث يمكن علاج الحيوانات المصابة الموجودة في الأسر بفعالية بحمّامات المضادات الفطريّة ولكن بمجرد وصول المرض للأنواع البرية، فإنه يكاد يكون من المستحيل وقف انتشاره.

أخيراً قد يصيب الإستغراب أغلبكم من شدّة الإهتمام بهذه البرمائيات الصغيرة في العالم متناسين أن أي كائن مهما صغر له دور كبير ومحوري في الحفاظ على التوازن البيئي القائم، نبقى آملين أن ينتقل هكذا اهتمام إلى دولنا العربيّة يوماً ما.

المصادر:

هنا

هنا

هنا