العمارة والتشييد > التصميم المعماري

الهرم البيئي لمُقاومة التصحر.

كما نعلم جميعاً تُغطي المحيطات معظم مساحة سطح الأرض بنسبة 71% في حين تشغل اليابسة 29% فقط. لكن يبقى التساؤل حول المساحات الصحراوية من هذه اليابسة؛ في الواقع تُشكّل الصحارى حوالي ثُلث مساحة اليابسة من سطح الأرض. والتصحر هو النتيجة الحتمية لتغيّر المناخ الذي يؤثّر بشكل كبير على التنوع البيولوجي للموارد الطبيعية، وبالنتيجة التأثير في حياة الناس الذين يقطنون المناطق الجافة. بالإضافة إلى التدابير المُتخذة للحد من التصحر.

تغطي الصحراء العربية مساحة حوالي 3.5 مليون ميل مربع، وهي صحراء شبه استوائية في شمال أفريقيا. فهي تقارب بالكبر مساحة الولايات المتحدة الأمريكية، بفارق وحيد هو أن التصحر وتدهور الأراضي ينمو كل عام ليزيد 12 مليون هكتار سنويا، أي ما يساوي حجم ولاية نيويورك الأمريكية.

من المفارقة أن المكان الحالي للصحراء، هو المكان ذاته الذي بدأت فيه الزراعة في مصر القديمة. حيث كان الاعتماد الأكبر في حضارة مصر القديمة على نهر النيل وفيضاناته الموسمية. وسمح التنبؤ بأوقات فيضان النهر والتربة الخصبة للمصريين ببناء امبراطورية على أساس الثروة الزراعية الكبيرة. وبذلك كانت الحضارة المصرية واحدة من المجموعات الأولى التي مارست الزراعة على نطاق واسع.
وفي المقابل خلقت عدداً من المدن الأثرية مثل الجيزة التي تضم تمثال أبو الهول والهرم الذي شيد حولي 2584 قبل الميلاد، كمثوى للفرعون خوفو المصري، وهو أكبر الأهرامات الثلاثة ويشكل جنباً إلى جنب؛ مع هرمي خفرع ومنقرع أهرامات الجيزة الكُبرى. وكل الحقائق المتجسدة في الأهرامات تدفعنا الى قضايا التطور نفسها التي نتعامل معها اليوم، ليس فقط في عصر التقدم والسرعة التكنولوجية فحسب، بل أيضاً اجتماعياً كجنس بشري. فتم وضع الكثير من التركيز على الأهمية النسبية والاستهلاكية والسياحية ولكن ليس بما يحقق الكفاية !!

كل الأسباب السابقة تجعل من المشروع المرشح لجائزة EVolo لعام 2015 على قدرٍ عالٍ من الأهمية. وفيما يلي تفاصيل عنه:

فكرة المشروع:

يقترح مشروع "الهرم الحيوي" أن نرمي جميع القواعد والمعايير التي تدعو إلى الحفاظ على مفهوم السياحة التاريخية ، وخلق هجين خارق لإعادة تفعيل المناطق التي تُحدث الفرق العالمي. إن الهرم الحيوي هو ناطحة سحاب غير تقليدية لا تعمل فقط بما يخص " المجال الحيوي" ولكن أيضاً كبوابة للقاهرة عبر الصحراء الكبرى. يتم فيه الربط الوثيق المُستدام الذي يعمل على وقف زحف التصحر إلى المناطق الأثرية وتوسيعها الى نطاق مُجتمع بدوي صغير. وضمن هذا الاقتراح دراساتٌ لا تحقق مكاسب اقتصادية قابلة للحياة للمدن مثل الجيزة والقاهرة فقط ، بل يقف أيضاً بمثابة بيان للبيئة الفنّية والمعمارية لنماذج متعددة الاستخدام وهو الشطر الأكثر أهمية. أي تحقيق تنوع على الصعيد العالمي بشكل مستدام. والمحاولة لإيجاد نمذجة مختلفة بما يتعلق بالدمج مع السكان وإيجاد طريقة لتحقيق الاكتفاء في الاستهلاك المُرتفع.

" إن الماضي يشبه المستقبل فهو غير معرف وموجود كطيف من الاحتمالات فحسب ." - ستيفن هوكينج -Stephen Hawking -

التطور الهندسي في المشروع :

إن الهندسة كانت ولا تزال القوة الدافعة منذ العصور القديمة وحتى الآن. ويمكننا تتبع الحركات المعمارية المختلفة من الوظيفة التي تتبع الشكل أو الشكل الذي يتبع الوظيفة، إلى العشوائية المُجرّدة بقدرات اليوم التكنولوجية. ويمكننا أيضاً تبرير إنشاء بعض ناطحات السحاب الطوبوغرافية لاستخدامات معينة والأشكال التي تتبع للمناخ، وربما تبعاً للتمويل، الفن، السياسة أو السياحة وغيرها، لكننا نادراً ما نرى قدرات استوعبت العديد من العوامل والتخصصات في مشروع واحد.

إن الهرم الحيوي يمثل هذا الرابط الوثيق الذي نفتقده، فهو يدمج بين الحركة التطورية للأهرامات القديمة وناطحات السحاب العالمية والإنماء الحيوي الذي تفتقده المنطقة. أما من ناحية أخرى هذا المشروع الهجين والمعقد يحقق قضية ثانية، ذلك بحيث أننا لا نعتبر هذا المشروع هو محافظة على المواقع التاريخية فقط، ولكن أيضاً يسعى جاهدا لتفكيك مركزية السياحة والعمل في الواقع بمثابة "آلة حية" مرة أخرى لنعيد المركزية إلى مجتمعاتها المحلية. إن الهرم الحيوي يحقق العلاقات بين الهندسة المعمارية والعمران، والمناظر الطبيعية، والحفاظ على التاريخ والتكنولوجيا مع التركيز على استخدام الأداء البيئي كمولد للشكل المعماري.

المعماريون :David Sepulveda، Wagdy Moussa، Ishaan Kumar، Wesley Townsend، Colin Joyce، Arianna Armelli، Salvador Juarez

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ان مثل هذا المشروع هو نموذج عن تكامل الفكر السياحي والتاريخي والإقتصادي مع الإحياء الإجتماعي للبيئة الأساسية لهذا الأثر ومثل هكذا دراسات نفتقر لوجود تكاملها في العالم العربي رغم أنه مهد الحضارات.




المصادر:
هنا
هنا
هنا