المعلوماتية > اتصالات وشبكات

كل ما تريد أن تعرفه عن تقنية NFC

تقنية NFC - اختصاراً لـNear Field Communication أو الاتصال قريب المدى- هي شكل من أشكال الاتصال اللاسلكي بين الأجهزة مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وهي عبارة عن بروتوكول اتصال قصير المدى ذي استهلاك منخفض للطاقة للاتصال بين جهازين.

يسمحُ هذا الاتصال اللاسلكي للمستخدم بإرسال البيانات عبر جهاز متوافق مع NFC من خلال الأمواج، أي أنه لا داعٍ لتكون الأجهزة على تماس مباشر فيما بينها، ولا حاجة لإجراء أي عملية ضبط للأجهزة المستعملة في الاتصال. تعتبر هذه التقنية شائعة في أجزاء من أوروبا وآسيا، وتنتشر بسرعة عبر الولايات المتحدة.

تحافظ تقنية NFC على التوافقية بين مختلف وسائل الاتصال اللاسلكي مثل البلوتوث ومعايير NFC الأخرى بما في ذلك FeliCa- وهو شائع في اليابان- وذلك ضمن ما يسمى مجتمع NFC الذي تأسس عام 2004 من قبل شركات Sony وNokia وPhilips، حيث يقوم بفرض معايير صارمة يجب مراعاتها من قِبل المصنعين عند تصميم أي جهاز يتوافق مع هذه التقنية. يضمنُ ذلك أمن التقنية وسهولة استخدامها مع ظهور الإصداراتٍ المختلفة. بالتالي فإن أي شركة ترغب في استخدام هذه التقنية يجب عليها الرجوع إلى هذا المجتمع.

التوافقية هي مفتاح نمو تقنية NFC كإحدى وسائل الدفع ونقل البيانات، حيث تتطلب هذه الخدمات قابلية التواصل مع تقنيات الاتصال اللاسلكي الأخرى وقابلية التفاعل مع مختلف أنواع إرسال NFC.

تصنف الأجهزة التي تستعمل NFC إلى أجهزة فعّالة وغير فعّالة. يحتوي الجهاز غير الفعّال مثل NFC tag- الموجود في الصورة- على معلومات يمكن قراءتها من جهاز آخر، ولكن لا يمكن له قراءة أيّة معلومات، أي أنه فقط يرسل المعلومات إلى الأجهزة المصرح لها بالقراءة. أما الأجهزة الفعّالة، فيمكن لها قراءة المعلومات وإرسالها -مثل الهواتف الذكية- حيث تقرأ من NFC tags وتتبادل المعلومات مع الأجهزة المتوافقة وبإمكانها أيضاً تعديل المعلومات الموجودة على NFC tags إذا كان المستخدم مصرّح له القيام بالتعديلات.

التقنية التي تستند إليها NFC هي السماح للجهاز - والذي يُعرف باسم القارئ أو الجهاز الفعال- بإنشاء تيار له تردد راديوي والذي يتصل مع جهاز NFC متوافق، أو بصمة صغيرة Tag تحمل معلومات معينة يحتاج إليها القارئ. تدعى هذه البصمات أو Tags بالأجهزة السلبية، حيث تقوم بتخزين معلومات معينة وتزود جهاز القارئ بها. تدعم هذه التقنية أيضاً ما يعرف باتصال الند للند peer-to-peer بين جهازين فعّالين بإرسال واستقبال المعلومات فيما بينهما.

تستفيد الشركات والأفراد على حدٍّ سواء من تقنية NFC، وذلك من خلال دمج بطاقات الائتمان وتذاكر قطارات الأنفاق وغيرها من البطاقات في جهاز واحد، مما يمكّن الزبون من الصعود إلى القطار، والدفع لمحل البقالة، وتبادل معلومات الاتصال وغيرها من الخدمات من خلال موجة من جهازه الذكي. وبذلك يصبح الزبون أقل عرضة لفقدان البطاقات التقليدية ويستهلك وقت أقل في عمليات الدفع.

مع نمو هذه التقنية، يُتوقَّع زيادة عدد الأجهزة المتوافقة مع NFC والعديد من المتاجر ستقدم خدمة الدفع من خلال NFC.

تاريخ هذه التقنية

تعود هذه التقنية بجذورها إلى تقنية تحديد الهوية باستخدام ترددات الراديو RFID. ونستطيع القول أن NFC هي تقنية فرعية من RFID لكن بمجال اتصال أقصر، وذلك لأغراض أمنية. كما سبق وذكرنا أنه في العام 2004 شكلت كل من نوكيا وسوني وفيليبس مجتمع NFC، ولكن تم الانتظار حتى العام 2006 كي يتم إصدار أول مجموعة من المواصفات المستعملة في NFC Tags، وهي عبارة عن ملصقات صغيرة تحتوي على معلومات تفيد بأن جهاز ما- مثل الهاتف الذكي- متوافق عند مروره فوقها. غالباً ما تكون هذه المعلومات للقراءة فقط لكن البعض منها تتيح للجهاز بكتابة معلومات جديدة أو تعديل معلومات قديمة.

أول هاتف متوافق مع هذه التقنية كان Nokia 6131، ومن ثم نمَتْ هذه التقنية وتطورت الى أن تم إنتاج هاتف سامسونغ Nexus S في العام 2010 وهو أول هاتف بنظام تشغيل أندرويد يحتوي على تقنية NFC.

تبدو تقنية NFC قريبة جداً من تقنيات البلوتوث والوايرلس، حيث تسمحُ التقنيات الثلاث بتبادل البيانات بين الأجهزة الرقمية من خلال الاتصال اللاسلكي، إلّا أن NFC تستخدم الحقل الراديوي الكهرومغناطيسي ومسافة اتصال قصيرة، بينما يعتمد البلوتوث والوايرلس على البث الإذاعي ومسافة اتصال كبيرة.

من سيئات هذه التقنية أنها بطيئة في نقل البيانات حيث تصلُ أقصى سرعة لها إلى 0.424 Mbps، في حين تصل سرعة البلوتوث إلى أربعة أضعاف هذه السرعة، ولكن مجالات استخدام NFC لا تتطلب سرعات كبيرة. وتتميز NFC بتوفير كبير للطاقة مقارنة مع البلوتوث. كما أنها أكثر أماناً، وعملية الاتصال أسهل حيث تتم العملية من خلال نقرة واحدة على شاشة الهاتف، بينما تحتاجُ تقنية البلوتوث إلى تفعيل والبحث عن الجهاز والاقتران وإدخال كلمة مرور.

لضمان الأمان، غالباً ما تؤسس NFC قناة آمنة للاتصال وتستخدم التشفير عند إرسال معلومات حساسة مثل رقم البطاقة الائتمانية. ولزيادة الحماية، يمكنُ استخدام مكافح فيروسات على الهاتف الذكي ووضع كلمات مرور لمنع السارق- في حال سرقة الجهاز- من الاستفادة من أرقام البطاقات الائتمانية وغيرها من المعلومات المهمة.

استخداماتها:

هناك ثلاثة مفاهيم أساسية عند استعمال هذه التقنية وهي: المعاملات المالية (وهو المفهوم الأهم)، حيث يحل هاتفٌ ذكي مع تقنية NFC مكان المحفظة ويقوم بجميع عمليات الدفع. ويمكن أن يعمل هذا الهاتف كبطاقةٍ لاستخدام وسائل النقل العام، والولوج إلى مكتبة عامة، وكمفتاح غرفة فندق وغيرها من الاستخدامات.

مع تقنية NFC، يأتي مستوى جديد من التفاعل يمكنُ أن يستعمله البائعون لتسويق منتجاتهم. فبالإمكان وضع tags على الإعلانات أو حتى على المنتجات نفسها، حيث تعطي الزبون معلومات عن المنتج عند وضع هاتفه الذكي فوق الـtag. وقد قام بعض المطورون حديثاً بوضع tags داخل غلاف الكتاب، وبمجرد ما يقوم المشتري بفحص غلاف الكتاب بواسطة هاتفه الذكي سيتم تحويله إلى موقع ويب أو جهة أخرى تعطي معلومات إضافية عن الكتاب ومحتوياته.

المفهوم الثاني للاستعمال هو المشاركة؛ بسبب سرعة تبادل البيانات المنخفضة نسبياً في هذه التقنية، يمكن استخدامها في نقل النصوص أو الروابط أو الصور فقط.

المفهوم الثالث هوالاقتران، حيث يكفي تقريب الهاتف الذكي للحظات من الراوتر الخاص بنا حتى يتم ضبط الإعدادات والاتصال تلقائياً دون الحاجة لإدخال كلمات المرور والضبط اليدوي المزعج، أو تقريب جهازي هاتف من بعضهما حتى يتم ضبط اتصال بلوتوث .

باختصار شديد، يمكنُنا أن نقول أن تقنية NFC هي تذكرة للمستقبل. فبالإمكان تضمين هوية الإنسان، ورخصة قيادته، وبيانات جواز سفره وغيرها من المعلومات الشخصية ضمن جهاز صغير مزوّد بتقنية NFC!

المصدر :

هنا

هنا