الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

مستخلصات الفطر وأبواب جديدة للتحكم بمستوى سكر الدم

مرض السكري من النمط2 (Diabetes mellitus type 2) أو ما يعرف بداء السكري غير المعتمد على الأنسولين، وهو عبارة عن حالة مزمنة تؤثر على طريقة الجسم في عملية التمثيل الغذائي للغلوكوز (glucose)، بحيث يقاوم تأثير الأنسولين أو لا ينتج ما يكفي من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر الطبيعي.

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، يؤثر مرض السكري على 220 مليون شخص على مستوى العالم، والعواقب المترتبة على ارتفاع معدل السكر في الدم تقتل 3.4 سنوياً، كما ويتوقع أن تتضاعف الوفيات بين عامي 2005 و 2030. ويُعتقد بأن مجموع التكاليف المرتبطة بالحالات المرضية المتعلقة بمرض السكري في الولايات المتحدة – على سبيل المثال- وحدها تقدّر بـِ 174 مليار، و116 مليار كتكاليف دوائية مباشرة، وذلك وفقاً لأرقام جمعية السكري الأمريكية (American diabetes association) للفترة الممتدة بين العام 2005-2007.

وحول تطوير علاجات طبيعية تساعد في تقليل أخطار مرض السكري جاء تقرير العلماء من جامعة (Sri Jayewardenepura) وجامعة (Colombo) في سيريلانكا أن وجبة من الفطر المحضّر كمحلول معلق بعد تجفيف وتجميد وطحن الفطر(SFDP) لكل من الفطر P. ostreatus (الفطر المحاري الشائع الأمريكي) والفطر P. cystidiosus (فطر أذن البحر أو الفطر الأبالوني) قد تعمل على خفض مستويات السكر في الدم عند الأشخاص الأصحاء بعد تناولها. كما ويؤثران أيضاً على مستويات الأنسولين عند مرضى السكري، وقد يؤثران على نشاط الإنزيم المسمى بـِ غلوكوكاينيز (glucokinase)، الذي يعتبر كمشعر لمستويات الغلوكوز في الجسم.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون في هذه الدراسة بإخضاع 88 شخصاً من الأصحاء، بحيث تم تقسيمهم عشوائياً إلى واحدة من أربع مجموعات: مجموعتين شاهدتين (يتم قياس نتائج تحاليل المجموعات الأخرى مقارنةً بها)، واثنتين تم إعطاؤهما إما فطر (P. ostreatus) أو فطر (P. cystidiosus) وذلك على شكل جرعة فموية (50 ملغ / كغ من وزن الجسم) لمدة أسبوعين. كما تم إشراك 14 شخصاً مصاباً بمرض السكري من النمط 2، بحيث تم إعطاؤهم جرعة فموية (50 ملغ / كغ من وزن الجسم) من الفطر الذي تم إعداده خصيصاً للدراسة و لمرة واحدة.

أشارت النتائج المتعلقة بالمتطوعين الأصحاء – والتي تم نشرها في مجلة hytotherapy research - أن تناول الفطر(P. ostreatus) قد خفض بشكلٍ ملحوظ كلاً من مستويات السكر الصائم في مصل الدم (fasting serum glucose levels) ومستويات السكر في مصل الدم بعد ساعتين من الأكل (postprandial serum glucose levels) بنسبة 6.1% و 16.4% على التوالي، بينما تناول الفطر (P. cystidiosus) قد خفض بشكلٍ ملحوظ كلاً من مستويات السكر الصائم في الدم (fasting serum glucose levels) ومستويات السكر في الدم بعد ساعتين من الأكل (postprandial serum glucose levels) بنسبة 6.4٪ و 12.1٪ على التوالي. كما ارتبط تناول نوعي الفطر المحضّر عند مرضى السكري المشاركين بتحسين كلا المستويين السابقين من السكر مع ارتفاع في مستويات الأنسولين لديهم.

وأضاف الباحثون أن كلاً من فطر (P. ostreatus) و (P. cystidiosus) قد أظهرا تأثيراً واضحاً في خفض سكر الدم بين المشاركين الأصحّاء بالمقارنة مع مستوى السكر عند المجموعة الشاهدة وكذلك مجموعة مرضى السكري من النوع الثاني، وبالإضافة إلى ذلك فإن الفطر لا يعد ذو تأثير سمّيّ على الكبد (hepatotoxic) ولا على الكلى (nerphrotoxic) ، وبالتالي، فإن هذه الدراسة تؤكد مدى ملاءمة الفطر P. ostreatus وP. cystidiosus كغذاء وظيفي لمرضى السكري.

وخلص الباحثون إلى أن النشاط الخافض للسكر والذي يتميز به هذين النوعين من الفطر يمكن تفسيره بعدة آليات، كتحفيز عمل الغلوكوكاينيز (glucokinase (GK))، وتعزيز إفراز الانسولين وبالتالي زيادة استهلاك الغلوكوز من قبل الأنسجة المحيطة، وتثبيط نشاط الغليكوجين سينثيز كاينيز (glycogen synthase kinase (GSK))، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز تصنيع الجلايكوجين (glycogen) من الغلوكوز في الكبد.

في الختام يجب التأكيد على أن العديد من المكملات الغذائية الخاصة بمرض السكري لا يمكن إثبات فعاليتها ويبقى اعتماد نظام غذائي صحي ومتوازن الوسيلة الأفضل للحفاظ على مستويات السكر في حدودها الطبيعية.

اعداد و ترجمة: مروة حسّون

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

المقال المرجعي:

Volume 29، issue 2، page 303-309. "Hypoglycaemic Activity of Culinary Pleurotusostreatusand p. cystidiosusMushrooms in Healthy Volunteers and Type 2 Diabetes Patients on Diet Control and Possible Mechanisms of Action"