الفنون البصرية > فنانون عالميّون

'لوريل' و'هاردي' عباقِرة في رسم البسمة

الثُنائي الكوميدي الذي يُعتبر الأوّل، الأهم، والأعظم على مرّ تاريخ السينما الأميركيّة، اللذان أدّيا معاً أكثر مِن مائة عمل كوميدي منذُ بداية لقاءهما الفنّيّ عام 1927، هُما "ستان لوريل" النحيل والمُتلعثم (اسمه الأصلي آرثر ستانلي جيفرسون)، مواليد 1890 في مقاطعة لانكشاير، إنجلترا. و"أوليفر هاردي" السمين والبهيّ المظهر (اسمه الأصلي نورفيل هاردي)، مواليد 1892 في ولاية جورجيا، الولايات المُتحدة.

ولِدَ "ستان" وترعرع في مدينة أولفيرستون مِن أبٍ يعمل بِإدارة التمثيل والمسرح، وأمٍّ تعمل كمُمثلة بِفرقة جيفرسون المسرحيّة. أمّا "أوليفر" فقد ولِدَ وترعرع هو الآخر في حيّ هارلم لأبٍ يعمل بِمهنة المُحاماة، وأمٍّ تعمل ربّة منزل.

أنهى "لوريل" تعليمه المدرسي بِمرحلتيه الإبتدائيّة والثانويّة بشكلٍ مُتقطّعٍ ومُتنقّلٍ في مدينة غلاسكو الإسكتلنديّة، حيثُ بدأ بالعمل عام 1905 داخل شبّاك التذاكر في مسرح متروبول الذي يَملكه والِده. عُرف عنه حبّه لِبعض المُغنّين والراقصين الكوميديين أمثال "دان لينو" المشهور بِفُكاهته ذائِعة الصيت، كما قام "لوريل" بتأدية مسرحيّة "ستان جيفرسون والطرق المُضحكة" Stan Jefferson--He of the Funny Ways في قاعة المتحف الموسيقي بيكارد بمدينة غلاسكو عام 1906. قام بِبدء جولته في عام 1907 بِصحبة الفريق المسرحي الساخر "ليفي وكاردويل" للتمثيل الإيمائي والصامت. وبِحلول عام 1908 كان قد أدّى العديد مِن العروض ضمن قاعات الموسيقى الصغيرة، ولعِبَ أدواراً مُختلفة مُقتبسة عن مشاهد مسرحيّة هزليّة مِن تأليف أبيه مثل "العودة مِن شهر العسل" Home from the Honeymoon (لاحِقاً تمَّ تحويل هذه المسرحيّة لِتُصبح فيلماً يُدعى "فوضى أُخرى رائعة" Another Fine Mess مِن بطولة لوريل وهاردي). ظهرَ "لوريل" أثناء عام 1909 في العمل الغنائي "الرجل المُحترم جوكي" Gentleman Jockey والعمل الميلودرامي "وحيداً في العالم" Alone in the World.

انضمَّ "لوريل" في عام 1910 إلى صفوف فريق "فريد كارنو" المسرحي لِيؤدّي "الطيور المُتلعثمة" Mumming Birds، وهو عِبارة عن عرضٍ فنيٍّ مُتنوعٍ يُعالج مشاكل عدّة مثل حالة الثمالة والضجيج التي تُصيب أحد المُتفرجين أحياناً. غالباً ما يتقمّص "لوريل" دور المُغنّي الهزلي، دارِساً سلوك شخصيّة السكير لـ"تشارلي تشابلن". غادرَ "لوريل" فرقة "كارنو" الجوّالة في الولايات المُتحدة في عام 1911، لِيخوض تجربة الاستعراض المسرحيّ الهزلي الأميركي (المعروف بالفودفيل) قبل عودته إلى بريطانيا تزامناً مع حدوث انفصال آخر في فرقة "كارنو"، لِيُباشر على الفور بِتشكيل فرقة "الأخوان بارتو" ويقوم بِكتابة العرض المسرحي "شراب الرّم مِن روما" The Rum 'Uns from Rome، وهو عِبارة عن عرض تهريجي مدّته خمسةَ عشرَ دقيقة مُتضمِّنةً أضواءً مؤقتةً ومؤثِراتٍ تفجيريةٍ. بعدَ تفكك هذه الفرقة أيضاً، انضمَّ "لوريل" لمسرحيّة "ثمانية كاريكاتيرات" Eight Comics ولكنّها بائت بالفشل مِمّا دفعه بالعودة إلى فرقة "كارنو".

عِندَما قررَ "تشابلن" البقاء في الولايات المُتحدة خِلال الوقت الذي كانت الفرقة تؤدي به زيارتها عام 1913 عزمَ "لوريل" أمره على البقاء هو أيضاً، لِيُشكل فرقة "المُضحكين الثلاثة" التي تضمّنت معه "إدغار هيرلي" وزوجته، قامَ ثلاثتهم بِتأدية مسرحيّة "اللصوص المجانين" The Nutty Burglars التي تتكلم عن لصّين أخرقين يمرّان بالقرب مِن قنبلة مُشتعلة. تطوّرت فرقة "المُضحكين" إلى فرقة "حجر الأساس الثُلاثي" حتّى أصبحَ "لوريل" مُقلّداً استثنائياً لشخصيّة "تشابلن". تشكّلت فرقة "ستان جيفرسون الثُلاثيّة" في عام 1916 مؤديةً مسرحيّة "اللص المجنون" The Crazy Cracksman، وهي عِبارة عن مشهد هزلي يتضمّن أداة صيد الذُباب والسقوط على المؤخرة. أمّا عام 1917 فقد أدّى "لوريل" دوراً تمثيلياً بِرفقة "ماي شارلوت داهلبرغ"، وهي مُمثلة وراقِصة أستراليّة. فيما بعد أصبحَ "ستان" و"ماي" شُركاء ولكنّهما لم يتزوّجا أبداً. في نفس ذلك العام قدّمَ "لوريل" فيلمه القصير الأوّل "الجنون في مايو" Nuts in May، وهو مُغامرة تهريجيّة أُخرى. وفيلم آخر اسمه "كلب محظوظ" A Lucky Dog يقوم به بِدور سجين يحبسه لص مِن تمثيل "أوليفر هاردي". قامَ "لوريل" بتأدية أحدَ عشرَ فيلماً في عام 1918، أغلبهم بِرفقة "ماي" وأربعة منهم باسم "شجرة جوز هيرام" Hickory Hiram لِصالح استديوهات "كارل لايميل" العالميّة.

انتقلَ لتوّه في عام 1919 المُنتج "هال روش" بالاستديو الخاص به إلى مدينة كليفر بولاية كاليفورنيا، حيثُ التقى بـ"لوريل" في أحد عروض الفودفيل. ابتداءً مِن عام 1921 قدّمَ "لوريل" لِصالح "روش" سلسلة مِن الأفلام الكوميديّة ذات البَكَرة التي كانت مدّة كُل واحِدة منها عشر دقائق، ليتلوها عدّة أعمال ساخرة وتهكميّة تقليداً لِأفلام شهيرة مثل فيلم "الوحل والرمل" Mud and Sand الذي لعبَ به "لوريل" دور "راوند فاسيلينو". بِحلول عام 1925 مثّل "لوريل" في أكثر مِن أربعين فيلماً ولكن وفقاً للمُخرج "جورج ستيفنز" كان "لوريل" لا يزال يرقص باهتياج ويُكثر جداً مِن الضحك والابتسام. ألقى مُنتجه الجديد "جو روك" باللوم على "ماي" بِسبب ضعف أداء "لوريل"، فدفعَ لها مبلغ ألف دولار لتعود إلى أستراليا، وبِنفس ذلك العام تزوّج "لوريل" مِن "لويس نيلسور" ليرزقا بطفلٍ واحدٍ قبل طلاقهما في عام 1935. قامَ "روش" في 1926 بإقناع "لوريل" بالانضمام ليكون كاتباً ومُمثلاً هزليّاً في العمل الجديد "كوميديا كُل النجوم" Comedy All-Stars، ليشمل العمل مجموعةً مُميزةً مِن المشاهير أبرزهم "جيمس فينلايسون"، "ماكس ديفيدسون"، "كلايد كوك"، "يوجين باليته"، "إدغار كينيدي"، "نواه يونغ"، "ماي باش"، "أنيتا جارفين"، و"أوليفر هاردي".

عِندَما كان "نورفيل هاردي" في الثامنة مِن عمره، توفّيَ والده وانتقلت أسرته إلى مدينة ماديسون بولاية جورجيا. تمَّ تغيير اسمه مِن الناحية القانونيّة ليُصبح "أوليفر نورفيل هاردي"، استغلّ صوته السوبراني لفترةٍ وجيزةٍ مع فرقة "كوبورن" الغنائيّة. في عمر الرابعة عشر بلغَ وزن "هاردي" 250 باوند (ما يُعادل 113 كيلوغرام). اشتمل تعليمه المُتقطّع على دراسة شروط العلاقات في كلية جورجيا العسكريّة والمعهد العالي الموسيقي بأتلانتا. انتقلت العائلة في عام 1910 إلى مدينة ميلدجفيل بولاية جورجيا، حيثُ زاول "هاردي" عمله السينمائي.

بدأ "هاردي" الظهور في أدوار (الشخص الثقيل) بعروض استديو "فيم للكوميديا" في مدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا، وذلك بِنفس سنة 1913 التي تزوّج بها لأوّل مرّة مِن "مادلين كالوشين"، ولكنّهما انفصلا بدون إنجاب أطفال في عام 1920. اكتسب "هاردي" لاحقاً عادة ارتداء قبعة سباق الخيل. تعاون مع "بوبي راي" في عام 1915 بالعمل التهريجي الكوميدي "مُساعد مُزوّر النقود" The Paperhanger's Helper، حيثُ يؤدي "هاردي" دور مُدرّب اللعثمة لشاب يُعاني مِن التلعثم. يتجادل بعض مؤرخي السينما أنّ ذاك التعاون الثنائي كان حجر الأساس في خلق الشراكة الكلاسيكيّة بين "لوريل" و"هاردي".

انتقلَ "هاردي" إلى كاليفورنيا في عام 1916، حيثُ مارس عملاً حراً، وظهر في العام التالي مع "لوريل" بالفيلم الكوميدي "كلب محظوظ" Lucky Dog الذي كان مدّته عشرين دقيقة على بَكَرتين، وتابع عمله في تمثيل الأفلام القصيرة، فكان عادةً ما يأخذ دور الشخص الثقيل أو المُحبط بِرفقة مُمثلين كوميديين بارزين أمثال "بيلي ويست"، "جيمي أوبري"، والبهلواني "لاري سيمون". تزوّج "هاردي" مِن المُمثلة "ميرتل لي ريفز" في عام 1921، ولكن زواجهما لم يُثمر عنه أطفال وانتهى بالطلاق عام 1937. قامَ بأداء دور "تين وودمان" خِلال عام 1925 في نسخة عرض "عصر الجاز" Jazz Age المأخوذة عن فيلم "ساحر أوز" The Wizard of Oz. انضمَّ "هاردي" مع مرور الوقت في عام 1926 إلى عرض "كوميديا كُل النجوم" Comedy All-Stars لِصالح "هال روش". ظهرَ بالعديد مِن الأعمال وبِأكثر مِن مائة فيلمٍ كوميديٍّ قصيراً وكان يُعتبر مُحكماً بأدائه، فناناً بِغريزته قادرٍ على خطف الأضواء والمشاهد مِن بقية المُمثلين. عِندَما أُصيب "هاردي" حلَّ "لوريل" بديلاً عنه في فيلم "الحصول عليهم يافعين" Get 'Em Young عام 1926. بدأ الرجُلان في العام التالي بالظهور معاً بِعرض "كوميديا كُل النجوم" All-Star Comedies.

ابتداءً مِن عرض "الزوجات المُنسلّات" Slipping Wives عام 1927، ظهرَ "ستان لوريل" و"أوليفر هاردي" سويّةً بِأكثر مِن ثلاثةَ عشرةَ حلقة في عرض "كوميديا كُل النجوم" All-Star comedies قبل أنّ يُصبِحوا فريقاً واحِداً في فيلم "حساء البطّة" Duck Soup بِنفس العام كذلك. قامَ "هاردي" بِرفقة "لوريل" في تغيير أسلوب أدائه ليُصبح مدروساً، عمدَ إلى تطوير وفهم مشاهد المواقف الهزليّة لدرجة مرِحة لا يُمكن وصفها. أصبحَ "لوريل" أشبه بالمُفاعل الذي يستخرج غضب "هاردي" الداخلي. وأصبحَ "هاردي" معروفاً بالضخم، البهيّ، المتملّق، وغير الكفؤ. وصلا كِلاهُما إلى أقصى مراحل الطرافة اللامعقولة. وتبلورت عادات عمل الثنائي بسرعة كبيرة. كان "لوريل" يصطنع الدُعابات بينما كان "هاردي" المُنغمس بالملذات يمشي مع التيار والأجواء. يُقال أنّ "لوريل" كان قادراً على إثارة إحدى سِمات ردود فعل "هاردي" أمام الكاميرا. قدّمَ "لوريل" و"هاردي" خمسةً وستينَ فيلماً قصيراً لِصالح "روش" بين عامي 1927 - 1932. على الرغم مِن الشعور العام المُتقلقل داخل الاستديو إلّا أنّ (الفتيان) كما كانا يُسمَّيان، أثبتا قدرتهما على الإرتجال فأصبحا مصدر إلهام. حثَّ ذلك "روش" على إعطائهما ما يحتاجونه مِن الوقت والحرّية لأجل الإبداع.

قدّمَ عرض "رمي القُبعات" Hats Off واحِداً مِن أهم المشاهد الفكاهيّة الإعتياديّة لدى "لوريل" و"هاردي" وهو معركة "واحِدة بواحِدة" tit for tat. أمّا الفيلم القصير "معركة القرن" The Battle of the Century عام 1927 فكان ذروة النجاح بِسبب تضمّنه على مشاهد رمي الفطائر، (حوالي ثلاثة إلى خمسة آلاف فطيرة تمَّ قذفها بِتصاعد جنوني وجماعي). فيلم "اثنين مِن القطران" Two Tars عام 1928 يحكي عن مصد عجلة مُنحني يُشعل سباق دراجات مُحتدم. فيلم "مشاريع عمل كُبرى" Big Business عام 1929 يُظهر مُحاولات الفتيان المُتعثّرة في بيع شجرات عيد الميلاد المُشذّبة مِمّا يتسبب بإحراق منزلين. فيلم كلاسيكي آخر بعنوان "اتركهم يضحكون" Leave 'Em Laughing عام 1928، أحدث أكبر أزمة ازدحام مرورية بمدينة كلفير بعدَ تسرّب الغاز المُضحك بشكلٍ مُفاجئ.

"لسنا معتادون كما نحن" Unaccustomed As We Are عام 1929 هو أوّل فيلم صوتي للفريق. سُمع "لوريل" لأوّل مرّة ينطق بجملة "أيّ مجنون؟" فأصبحت على الفور مزحة دارِجة حينها. كان أداء الفتيان الصوتي بُمنتهى المثالية ويُلائم شخصيتهما، صوت "ستان" كان حاد، أمّا صوت "أوليفر" فكان مُتعفف.

بدأت العديد مِن المسارح بالترويج لأفلامهما على قمّة القائِمة، ولكن شعبيّة أفلام الكرتون الزائِدة بدأت بإضعاف إقبال الجمهور على مُشاهدة الأفلام القصيرة. في فيلم "الرفقاء المُساعدون" Helpmates عام 1931، بدأ "لوريل" و"هاردي" بتطوير فكرة مألوفة على نحو مُتكرر تتلخص حول العلاقة بين الأزواج المُتلعثمون والزوجات المُتسلِطات.

أوّل إنتاج فيلم طويل مِن بطولة الثنائي كان في عام 1931 بِعنوان "اعذرونا" Pardon Us. وبدءاً مِن الفيلم القصير "أكثر سماكةً مِن الماء" Thicker Than Water تميّز أدائهما بالروعة وكأنهما تبادلا دمائهما تدريجياً فيما بينهما. وفي فيلم "خارج الغرب بعيداً" Way Out West قاما بِغناء "درب مِن الصنوبر الموحش" التي أحتلت المرتبة الثانية كأفضل أُغنية في بريطانيا.

أكثر أعمال "لوريل" و"هاردي" درّاً للمال كانت أقل شهرةً وهي "بوني إسكتلندا" Bonnie Scotland في عام 1935. أصيبا بالإفلاس بِرفقة "روش" بعدَ خلاف حول الرواتب، فقد كان "لوريل" دائماً يأخذ ضعفي مُرتّب "هاردي" لأنّهُ كان يقوم بعمله على مرتين. أدى "هاردي" دوراً أكبر مِن "لوريل" بِصحبة "هاري لانغدون" في عرض "زنوبيا" Zenobia عام 1939. كان الإثنان غير قادرين على إنتاج أفلامهما الخاصّة، ولم يُذاع لهم أيّ برنامج على الراديو. في المعرض العالمي بسان فرانسيسكو عام 1939، قامَ الفتيان بتأدية عرض "رخصة القيادة" The Driver's License الذي يحكي عن سعي "هاردي" للحصول على واحِدة وهو لا يعرف الكتابة، و"لوريل" مساعده لا يعرف القراءة. بِحلول العام التالي تزوّج "هاردي" مِن "فرجينيا لوسيل جونز" ولكنهما لم يحظيا بأولاد.

جالت عروض "لوريل" و"هاردي" المسرحيّة أرجاء البلاد بين عامي 1940 - 1941. قامَ الفتيان بأداء أكثر مِن خمسمائة عرض لِصالح المُجندين أثناء الحرب. أفلام الثنائي لِصالح استديوهات "إم جي إم" و"توينتيث سنتشوري فوكس" أصبحت مُعتمدة بعد عام 1940. "مُصارع الثيران" The Bullfighters عام 1945 كان آخر أفلامهما الأميركيّة.

بدا واضِحاً بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في أميركا أنّ مسيرة الفتيان السينمائيّة قد انتهت بِشكلٍ تامٍ. قاما بأوّل جولة في قاعات الموسيقى البريطانيّة عام 1947 مِن خِلال عرض "رخصة القيادة" The Driver's License. ظهرَ "هاردي" عام 1950 بفيلمين مِن دون "لوريل" هُما "قتال الكنتاكيين" The Fighting Kentuckian و"ركوب القمّة" Riding High. ذهبَ "لوريل" و"هاردي" عام 1951 - 1952 إلى فرنسا لتقديم فيلم لم يلقى نجاحاً وصدر تحت ثلاثة عناوين. قامَ الفتيان عام 1953 بجولة ضمن إيرلندا وإنجلترا لتأدية عرض "طيور الريش" Birds of a Feather، ولكن الجولة توقفت بِسبب مرض "هاردي". أثناء ذلك الوقت أصبحت أفلام "لوريل" و"هاردي" القديمة ذات شعبيّة كبيرة على شاشة التلفزيون، وآخر ظهور علني لهما عام 1954 كان على برنامج تلفزيوني بِعنوان "هذه هي حياتك".

وقّعَ "هال روش الابن" عقداً في عام 1955 مع "لوريل" و"هاردي" مِن أجل عمل أربعة أفلام تلفزيونيّة مدّة كُل واحد منها ساعة فقط ضمن سلسلة بِعنوان "خُرافات رائِعة" Fabulous Fables. ولكن قبل البداية بالسلسلة أُصيبَ "هاردي" بالشلل نتيجة جلطة. وكانت وفاته في شمال هوليوود عام 1957 تزامناً مع عصر الكوميديا الذهبي، وبِذلك العصر تمَّ تخليد ذكرى السينما الصامِتة لأوّل مرّة مِن خِلال الأرشيف.

خِلال فترة صداقته مع "هاردي" تزوّج وطلّق "لوريل" مراراً وتكراراً. ففي عام 1934 عقد قرانه في المكسيك مع "فرجينيا روث روجرز"، ليستمر زواجهما حتّى عام 1937 ومِن جديد تزوّجا مرةً أُخرى في عام 1941 حتّى عام 1946 ليتطلّقا مُجدداً. وفي عام 1938 تزوّج المُغنّية والراقصة الروسيّة "فيرا إيفانوفا" ليتطلّقا بعدها عام 1940. وعام 1946 تزوّج أيضاً مِن المُمثلة والمُغنّية "إيدا كاتايفا رافائيل".

عانىَ "لوريل" بالسنوات الأخيرة مِن عمره بِسبب مرض السكّري، وعاشَ داخل شقّة صغيرة، ماضياً وقته بالإجابة على رسائل البريد خاصته. فازَ في عام 1961 بِجائزة مرموقة مِن أكاديميّة الفنون وعلوم الصور المُتحركة (الأوسكار). تلتها جائزة أُخرى عام 1963 مِن نقابة المُمثلين السينمائيّة. توفّيَ "لوريل" لاحقاً في سانتا مونيكا.

رغم مرور سنوات على آخر أداء لهما، إلّا أنّ شهرة الفتيان لم تخبو أبداً. جرت ثلاثة مُحاولات بعد عام 1978 لإنتاج عروض مسرحيّة موسيقيّة عن "لوريل" و"هاردي". كما تمَّ تقديم أعمالهم في لوس أنجلوس. وأُنشئ لهما متحفاً تعليمياً في مدينة أولفيرستون. وبدأت التحليلات الأكاديميّة تحوم حولهما وتتكدّس حتّى قُبيل وفاة "لوريل"، مِمّا ألهمَ ذلك المُمثل الهزلي المُخضرم الكبير "باستون كيتون" ليقول: "بحقّ المسيح ، متى سيُدرك ويتعلّم هؤلاء الناس أنّ ما نقوم به نحنُ الهزليّون هو فقط سرد النُكات، النُكات، النُكات، والمزيد مِن النُكات، وليسَ شيئاً آخراً عدا النُكات، التي تُكتب داخل قصّة صغيرة مُمتعة؟".

فيديو Two Tars:

فيديو Big Business:

فيديو The Battle of the Century:

المصادر:

هنا

هنا

مصادر الصور:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا