البيولوجيا والتطوّر > منوعات بيولوجية

السلاح الجديد لمحاربة السّرطان قد يكون في جسمك!

تتنوَّع طرق معالجة السرطان من المعالجة الجراحية إلى العلاج الكيميائي أو المعالجة المشتركة، ولكن هل يمكن أن نكون قد ابتعدنا في بحثنا عن علاجاتٍ للسرطان ونسينا أن نبحث في أجسامنا أولاً؟!

تلعب الأحماض الصفراوية المُشتقة من الكولسترول والتي تعتبر دهوناً نشطةً بيولوجياً دوراً أساسياً في الحفاظ على حلقة حياة صحيّة. حيث كشفت دراساتٍ حديثة أنَّ حمض الصفراء الليثوكوليك لا يسبب فقط زيادة ملحوظة في عمر الخميرة، ولكنَّه يمنع أيضاً التأثير الكبير السّام للخلايا في خلايا سرطانية مستنبتة مأخوذة من أنسجة و كائنات حية مختلفة.

في هذا البحث تمّ التعرّف على الآليات الجزيئية و الخلوية الكامنة وراء التأثير الفعّال لحمض الليثوكوليك في مكافحة الشيخوخة والأورام.

لذلك فقد بدأ العلماء بالتساؤل: أين يمكنك أن تجد السلاح الفعّال التّالي في محاربة السرطان؟ تأمل طويلاً في نفسك فقط! يؤكد بحثٌ جديدٌ من كونكورديا أنَّ إحدى وسائل إبقاء أكثر أنواع السرطان شيوعاً بعيداً قد تكون في قناتك الهضمية.

في تقرير نُشر في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية يُظهِر البروفيسور في علم الأحياء في كونكورديا فلاديمير تيتورينكو Vladimir Titorenko وزملاؤه أنَّ حمض الليثوكوليك، وهو حمضٌ صفراويٌ يفرزه الكبد، فعّالٌ تحديداً في قتل الخلايا السرطانية.

قام فريق البحث باختبار الآلاف من المواد الكيميائية الموجودة في الجسم بمساعدة روبوت، واكتشفوا أكثر من عشرين مادة كيميائية يمكنها أن تؤخّرَ عملياتِ الشيخوخة، وهذا أمرٌ مرتبطٌ حتماً بالسرطان!

كان حمض الليثوكوليك أكثر هذه المواد فعالّيةً، فعندما يدخل الحمض إلى الخلية السرطانيّة، يتوجّه إلى "معامل الطاقة" فيها والتي تسمى الميتوكوندريا ومن ثم يقوم بإرسال إشاراتٍ جزيئية تؤدي إلى موت الخلية.

إنَّه لا يساعد فقط في إبطاء عملية الشيخوخة بل وله أيضاً تأثيراً مضاداً للأورام، إضافة إلى أنَّ التجارب المخبريّة أطهرت أنَّ بإمكانه قتل خلايا سرطان الثدي والبروستات والورم الأرومي العصبي في طبق بتري (مخبرياً).

في الحقيقة لم يتم تطبيق النتائج على البشر بعد، فقد نفّذ البروفيسور تيتورينكو الجولة الأولى من الدراسات مستخدماً الخميرة، وذلك لأنّ طرق تقدم العمر والطرق التي يمكن من خلالها تأخيرها متشابهةٌ عند كل من الخميرة والبشر.

يقول تيتورينكو الذي يقود بحثاً في كونكورديا في علم الجينات و بيولوجيا الخلايا والشيخوخة: "ثمة أنواع مختلفة من السرطانات مرتبطةٌ بالشيخوخة ــ فكلما تقدمّتَ في العمر، ازدادت حالات السرطان التي نراها كسرطان الثدي والبروستات ــ لذلك فإنَّ دراسة كيفية تأثير الحميات الغذائية على إبطاء الشيخوخة يعتبر أمراً هامّاً."

يعكف تيتوريكو الآن بالتعاون مع توماس ساندرسن Thomas Sanderson من INRS-Institut Armand-Frappier في لافال/ كندا على اختبار ما إذا كان الحمض الصفراوي نفسه قادراً على تأخير تطوّر سرطان البروستات في فئران التجارب.

في حال أكدت هذه الدراسات التأثير المضاد للأورام لحمض الليثوكوليك، فإنَّ هناك أمل بأن يكون له تأثيرٌ مماثلٌ على المرضى من البشر بالإضافة إلى إمكانية إبطاء عمليات الشيخوخة عند الإنسان بشكلٍ عام.

تزيد هذه الدراسة من المعرفة الأساسية حول كيفية إبطاء شيخوخة الخلايا غير السرطانية (الصحّية) بشكلٍ طبيعيّ بالإضافة إلى كيفية قتل الخلايا السرطانية.

يقول تيتوريكو: " إننا نحاول فهم نوع العمليات الجزيئية في خلايانا المسؤولة عن شيخوخة الخلية والشيخوخة المرتبطة بالموت." ويضيف: " إنّ إرضاء فضولنا كعلماء يسلكون معرفة أساسية جديدة يتناسب مع هدفنا الآخر وهو: إيجاد طرق يمكن من خلالها للمنتجات الكيميائية الطبيعية (الموجودة في جسمنا) أن تؤخر الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها."

المصدر: هنا