البيولوجيا والتطوّر > الأحياء الدقيقة

الفلورا المعوية كمؤشرات حيوية للإصابة بحساسية الطعام عند الرضع.

إنَّ جسد الإنسان مليء بالكائنات الدقيقة التي تعيش فيه بسلام وبشكلٍ صحي لا يؤذي جسد الإنسان وصحته بل على العكس يمنحه بعض الفوائد المهمة. ولكن هل خطر ببالك أن يتم استخدام هذه الفلورا كمؤشر للتنبؤ بالأمراض التي يمكن ان يصاب بها طفلك؟

اكتشفت إحدى الدراسات الحديثة أدلة جديدة تربط بين دراسة التغيرات في طبيعة الفلورا المعوية عند الرضع كوسيلة للتنبؤ بخطر الإصابة بحساسية الطعام أو الربو في المستقبل. حيث أُجري هذا البحث في جامعتي University of Alberta & University of Manitoba في كندا ونُشرت نتائجه في مجلة Clinical & Experimental Allergy.

بينت النتائج أنَّ الأطفال الذين يملكون تنوعاً جرثومياً قليلاً بعمر الثلاثة أشهر هم أكثر عرضة للإصابة بالحساسية لبعض الأطعمة مثل البيض والحليب والفستق السوداني عند بلوغهم عمر السنة.

وتؤكد الدكتورة Anita Kozyrskyi - الأستاذة في قسم طب الأطفال في جامعة University of Alberta- أنَّ هذه الدراسة تُبين أنَّ الفلورا المعوية يمكن أن تلعب دور المؤشر الحيوي Biomarker للتنبؤ ببعض الإصابات المَرَضية المستقبلية.

كما تقول الدكتورة Meghan Azad - الأستاذة في قسم طب الأطفال في جامعة University of Manitoba- أنَّ هذه الدراسة لاتزال في بدايتها والأبحاث مستمرة من أجل تطوير طرق مناسبة للوقاية وعلاج الحالات التحسسية بعد عمر السنة من خلال تعديل الفلورا المعوية وزيادة تنوعها خلال الشهر الثالث من العمر.

ويُذكر أنَّ أهم أنواع البكتيريا التي تمت دراستها هي البكتيريا المعوية Enterobacteriaceae والعصيات Bacteroidaceae. حيث بينت النتائج أنَّ الأطفال الذين يتعرضون للإصابة بالحساسية للطعام يملكون نسباً مختلفة من كلا النوعين بالمقارنة مع الأطفال الذين لا يعانون من الحساسية. حيث اعتمد الباحثون في دراستهم على تحليل DNA من أجل تصنيف مختلف أنواع البكتيريا الموجودة في براز الرضع وذلك بعمر 3 و12 شهراً.

حيث قامت الدكتورة Azad وزملائها بتحليل العينات المأخوذة من 166 طفل رضيع، فوجد أنَّ 12 منهم (7.2%) قد أصيبوا بالحساسية لواحد أو أكثر من أنواع الطعام بعد عمر السنة، وبينت نتائج الفحوص أنَّ بكتيريا Enterobacteriaceae كانت مرتفعة التعداد بينما كانت بكتيريا Bacteroidaceae منخفضة التعداد عند هؤلاء الأطفال بعمر 3 و 12 شهراً. ويزداد خطر الإصابة بحساسية الطعام كلما ازدادت نسبة بكتيريا Enterobacteriaceae إلى بكتيريا Bacteroidaceae.

وفي الختام يؤكد الباحثون أنَّ الدراسة لاتزال بحاجة للمزيد من التعمق خاصة فيما يتعلق بزيادة عدد العينات ومتابعة الأطفال عند عمر 3 و 5 سنوات للتأكد فيما إذا كانت أعراض التحسس للطعام سوف تستمر أو تزول.

- للمزيد عن الفلورا : هنا

المصدر: هنا

البحث الأصلي: هنا