الطب > أمراض نسائية وتوليد

منظمة الصحة العالمية تدعو للحد من الولادات القيصرية غير الضرورية

في كل عام تموت 19 امرأة من بين كل 100 ألف أمٍّ تقريباً أثناء الولادة، وتُعدّ هذه النسبة المرتفعة قليلةً مقارنةً بما كانت عليه قبل قرن، حيث كانت 600 امرأة تموت سنوياً أثناء الولادة. وتلعب الولادة القيصرية الدور الأهم في هذا الانخفاض في نسبة وفيات الأمهات، فلم يعد الأطفال الذين يولدون في وضعيةٍ خاطئةٍ يهددون حياة أمهاتهم. ولكن بشكلٍ ما تحولت هذه العملية من كونها ضرورةً طبية إلى اختيار "موضة" كما تصفها منظمة الصحة العالمية.

بعد 12 سنة من الازدياد المتوالي لمعدلات الولادات القيصرية، بلغت نسبتها عام 2009 حوالي ثلث الولادات في الولايات المتحدة، واستمرت على هذا المعدل منذ ذلك الحين.

إنَّ الولادة القيصرية هي إحدى أكثر العمليات الجراحية شيوعاً، بمعدلاتٍ آخذةٍ بالازدياد خاصةً في البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع. ومع قدرتها على إنقاذ الحياة، فعادة ما تُجرى الولادة القيصرية دون ضرورةٍ طبيةٍ، واضعةً الأم وطفلها في خطر مشاكل صحية قريبة وبعيدة المدى.

المعدل المثالي للولادات القيصرية:

تقول منظمة الصحة العالمية إن الداعي لخفض معدل الولادات القيصرية هو وجود حدٍّ معين تكون أضرار العملية أكبر من فوائدها بعده. وقد قدرت الدراسات الحديثة هذا الحد ب 10% من مجمل الولادات، فقد لوحظ تناقص معدل وفيات الأمهات والمواليد الجدد عند هذه النسبة ولكن الزيادة فوق هذا الحد لم تظهر أي فوائد إضافية.

الولادة القيصرية ضرورية عندما تهدد الولادة الطبيعية حياة الأم أو الطفل كعسر المخاض أوالضائقة الجنينية أو وجود الطفل في وضعية غير طبيعية. ولكنها تبقى عملية جراحية لها مضاعفاتها، خاصة في الحالات التي تفتقر إلى المُنشآت اللازمة لأداء عمليّاتٍ آمنة أو لعلاج المضاعفات المحتملة.

يمكن أن تشمل المضاعفات الإنتانات في المثانة والرحم، والإصابات في السبيل البولي. إضافةً إلى أنها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات في حالات الحمل اللاحقة، كأن تنمو المشيمة في عضلة الرحم أو قريبةً جداً من عنق الرحم -أو أن تسده أحياناً- كما قد تؤدي إلى تمزّق الرحم.

وبينما تكون مُنشآت الرعاية الصحية في الدول المتقدمة مجهزةً لمثل هذه المضاعفات، فقد لا تكون الحال كذلك في بلدانٍ أخرى.

ومازالت نتائج تأثير الولادات القيصرية على الأمهات وحديثي الولادة (كموت الجنين داخل الرحم أو الحالات المرضية كالاختناق أثناء الولادة) مجهولة. ومازلنا بحاجةٍ إلى المزيد من الأبحاث حول تأثير الولادة القيصرية على الحالة النفسية والوضع الاجتماعي للمرأة.

استخدام تصنيف روبسون العالمي:

إن فقدان نموذج متوافق عليه عالميّاً لمراقبة ومقارنة معدلات الولادات القيصرية بطريقة معيارية وعملية هو أحد العوامل التي أعاقت فهمنا لهذه الموضة. لذا تقترح منظمة الصحة العالمية تبني تصنيفات روبسون كنموذج عالمي لتصنيف الولادات القيصرية.

يصنف نموذج روبسون جميع النساء المقبلات على الولادة إلى واحدة من 10 مجموعات معتمداً على خصائص سهلة التحديد كعدد الولادات السابقة وما إذا كان رأس الطفل سيخرج أولاً وعمر الحمل وندبات الرحم السابقة وعدد الأطفال وكيف بدأت آلام المخاض. يسمح هذا النموذج بمقارنة معدلات الولادة القيصرية بين المنشآت الصحية المختلفة وبين البلدان والمناطق.

ويعد جمع هذه المعلومات بشكل معياريِّ وموحدٍ مهماً جداً للمؤسسات الصحية لتحديد الاستخدام المثالي للعمليات القيصرية وتحسين نوعية الرعاية الطبية المقدمة بشكلٍ عام.

المراجع:

هنا

هنا