الفنون البصرية > فن وتراث

قصر يلدز ... السحر والفن والأصالة تحت سقف واحد

قصر يلدز هو أحد آخر القصور التي أقام فيها السلاطين العثمانيون. أنهى السلطان عبد الحميد الثاني بناءه في القرن التاسع عشر الميلادي، في متنزه واسع ومحمي جيداً يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع وله إطلالة واسعة على البوسفور ويضم عدة مبانٍ وأجنحة. يتميز القصر بعدة أمور غير تاريخه العريق منها الزخارف التي تملأ المكان وتزين الجدران، والعدد الكبير من التحف والقطع الفنية العريقة الساحرة.

"الشاليه" هو أكبر المباني وأروعها، وهو يبرز الفخامة والترف الذين عاشهما السلاطين. يتكون الشاليه من مبنيين منفصلين، أحدهما يعرف باسم "ميراسيم كوسكو" أي كشك الاحتفالات. ويتكون هذا المبنى من طابقين أساسيين وقبو، وهو مبني من الخشب والحجارة. الطابقان الأساسيان يتصلان ببعضهما بواسطة ثلاث سلالم في غاية الأناقة، واحد من الرخام واثنان من الخشب. كما يحتوي البناء أكبر سجادة "هرك" من الحرير من قطعة واحدة إذ تبلغ مساحتها 406 أمتار مربعة، وقد صنعت خصيصاً من أجل قاعة الاحتفالات، واستلزم إدخالها إلى القاعة هدم جزء من الجدار لضخامة حجمها. ويحتوي مبنى الشاليه على العديد من التحف الفنية المصنوعة بدقة عالية، والتي يبدو فيها التأثر بالفن الغربي وخاصة فن الباروك، باستثناء بعض التفاصيل ذات الطابع الشرقي مثل تصميم غرفة الطعام الرئيسية. ومما يجدر بالزائر معرفته أن الكراسي الخشبية الخاصة بغرفة الطعام قد نحتها النجار الماهر السلطان عبد الحميد الثاني نفسه.

تحتوي الباحات المختلفة في القصر عدة أجنحة وأحواض سباحة وبيوتاً زجاجية وورشات عمل، يفصلها عن بعضها ممرات وبوابات. كما يحوي القصر مسجدين صغيرين ساحرين عند مدخلي القصر الرئيسيين. أحدهما "مسجد الحميدية" وهو مزيج فريد من التصميم الداخلي المغربي والواجهة النيوقوطية والبناء العثماني الكلاسيكي، مع صبغة من الاستشراق الأوروبي، وبعض العناصر المستوحاة من "مسجد الحمراء" الأندلسي مثل الأقواس المفصصة التي تدعم القبة الخشبية، والألوان الحمراء والصفراء والزرقاء الساطعة على الجدران. أما القبة نفسها فهي ملونة بالأزرق النيلي ومنقطة بما يشبه النجوم الذهبية، في إشارة إلى اسم يلدز والذي يعني النجمة.

وللقصر مسرح لا يقل جمالاً عن غيره من المباني. وهو بناء مستطيل تبطن ثلاثة من جدرانه الداخلية مقصورات للجلوس محمولة على أعمدة، والمقصورة التي تواجه منصة المسرح هي مقصورة السلطان. ولأنه لم يكن مسموحاً لأحدٍ أن يجلس مولياً ظهره للسلطان فقد كانت مقاعد الصف الأمامي دائماً فارغة. زينت جدران المسرح برسوم يدوية دقيقة وعلقت لوحات زيتية عليها، بينما زين السقف بنجوم ذهبية.

اليوم يحتوي قصر يلدز الفخم متحفين على أرضه. أحدهما "متحف قصر يلدز" ويحوي الكثير من التحف الفنية الخشبية المنحوتة والمرسومة بمهارة، كما يحوي عروشاً، وقطع خزف تم صنعها في ورشات القصر نفسه، وأشياء أخرى من مقتنيات القصر. أما "متحف بلدية إسطنبول" فهو بجانب المتحف الأول ويحوي أواني زجاجية وخزفية، وأدوات مائدة فضية، ولوحات تصوّر إسطنبول، كما يُعرض فيه مصباح زيت نادر يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي.

الصور:

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا