الهندسة والآليات > الطاقة

تسخير طاقة البول لخدمة المجتمع

هل اعتقدت يوماً أن البول الذي يطرحه الإنسان كفضلات يمكن أن يستخدم لتوليد طاقة كهربائية كافية للإنارة ولشحن بطارية موبايل؟ لقد قام العلماء في مختبر بريستول للروبوتات بتطوير طريقة جديدة لشحن الهواتف النقالة باستخدام البول كمصدر طاقة لتوليد الكهرباء.

يقول البروفيسور مدير المشروع: "لقد أثبتنا بالفعل أن الكهرباء يمكن أن تولد بهذه الطريقة. وقد ترأس هذا الخبر من قبل مركز بريستول للطاقة الحيوية عناوين الصحف في عام 2013 عندما أثبت الفريق أن الكهرباء التي تولدها مجموعة خلايا الوقود الميكروبية يمكن أن تشحن هاتف محمول. هذا المشروع الشيق مع أوكسفام (منظمة خيرية) يمكن أن يكون له انعكاسات كبيرة على مخيمات اللاجئين".

ما يميز هذا المشروع هو أن المنتج الوحيد الذي يمكن الحصول عليه بشكل دائم هو البول، فهو لا يعتمد على الطبيعة غير المنتظمة كالرياح أو الشمس. فكرة المشروع تقوم على تسخير القوة الناتجة عن مرور البول عبر سلسلة من خلايا الوقود الميكروبية (MFCs).

وبالتجربة تمكن الفريق من شحن موبايل سامسونج وانتاج طاقة كافية لإجراء رسائل نصية قصيرة (SMS) وتصفح الإنترنت، وإجراء مكالمة هاتفية قصيرة، حيث أن إجراء المكالمات لمدة أطول على الهاتف المحمول يتطلب طاقة أكبر. ويسعى الفريق العامل إلى الوصول إلى مرحلة تمكنهم من شحن البطارية لفترات أطول.

إن خلية الوقود الميكروبية (MFC) هي تكنولوجيا تحويل النفايات العضوية مباشرة إلى كهرباء. حيث تعمل خلايا الوقود الميكروبية من خلال توظيف الميكروبات الحية التي تتغذى على البول (الوقود) لنموها واستمراريتها. و MFC هو في الواقع نظام يستغل جزء من الطاقة الكيميائية الحيوية المستخدمة لنمو البكتيريا الميكروبية، ويحولها مباشرة إلى كهرباء – أو ما يدعى بطاقة البول.

للمزيد عن خلايا الوقود الميكروبية يمكنك الاطلاع عليها هنا

أما عن دور منظمة أوكسفام في هذا المشروع، فتأمل المنظمة أن تأمن هذه التقنية حلا لإنارة بعض أجزاء المخيمات كإضاءة الحمامات بحد ذاتها عن طريق طاقة البول. يقول رئيس قسم المياه والصرف الصحي في منظمة أوكسفام: "إن أوكسفام خبيرة في توفير خدمات الصرف الصحي في مناطق الكوارث، ومن الصعب دوماً إضاءة المناطق البعيدة عن مصادر الطاقة. إن هذه التكنولوجيا هي خطوة كبيرة إلى الأمام. وبما أن العيش في مخيم للاجئين صعب بما فيه الكفاية بالإضافة إلى التهديدات من التعرض للاعتداء في الأماكن المظلمة ليلاً، فإن إمكانيات هذا الاختراع كبيرة جداً".

هذا المشروع بدون شك يقدم مثالا مميزا لما يمكن أن تقدمه مراكز الأبحاث من دعم للمجتمع والإنسانية. ففي زمن تكثر فيه مخيمات اللاجئين والمجاعات، يجعل الحمل الملقى على المهندسين والباحثين أكبر. فاختراع بسيط قد يخفف من معاناة الكثيرين.

تابعوا معنا هذا الفيديو الذي يتحدث عن المشروع

المصادر:

هنا

هنا

هنا