الطب > أمراض نسائية وتوليد

حبوب منع الحمل قد تغيّر في بنية الدماغ .... هل من عواقب فعليّة لذلك؟

قد يكون اختيار النوع الأنسب من حبوب منع الحمل صعباً، حيث تتراوح تأثيراتها الجانبية بين البسيطة والخطيرة. وعلى الرغم من فعاليّة هذه الحبوب وسهولة استخدامها، إلّا أنّها قد تؤثر سلباً على النساء اللواتي يستخدمنها من النواحي الفيزيولوجية والعاطفية وحتى العصبية.

قد تربط هذه الحبوب، وفقاً لدراسة أخيرة نُشرت في مجلة Human Brain Mapping. بنقص في سماكة القشرة في البنى الدماغية، وخاصة القشرة الحجاجية الجبهية الوحشية Lateral Orbitofrontal Cortex، والقشرة الحزامية الخلفية Posterior Cingulate Cortex.

يستجيب الدماغ للهرمونات الجنسية التي تجول في جسم الإنسان. وقد يكون لهذه الهرمونات تأثيرٌ قويٌّ على الدماغ والجهاز العصبي. فهي تلعب في الحقيقة دوراً مهماً فيما يتعلّق بتطوّر الدماغ ووظيفته .

يؤثر الأستروجين في الحصين Hippocampus، المسؤول عن الذاكرة طويلة الأمد و التوجه. يقوم الحصين بتصنيع الأستروجين و الأندروجين من الكولسترول الجائل في الدوران الدموي . ويفسر ما سبق سبب وجود اختلافات في تشكيل الذاكرة بين النساء و الرجال.

أظهرت دراسة نُشرت عام 2009 في مجلة Acta Psychologica Sinica ميل النساء لامتلاك ذاكرة عرضيّة طويلة الأمد (يتم تحرّيها بعرض مجموعة من الكلمات أو المعلومات ثم يطلب من الشخص إعادة هذه المعلومات) أفضل عندما تكون الأحداث أو التجارب لفظية بطبيعتها، أي مرتبطة بالكلمات سواء المسموعة أو المحكية أو المكتوبة. وبينت هذه الدراسة أنّ الرجال متفوقون على النساء عند استرجاع الذاكرة العرضيّة البصرية visuospatial، المرتبطة بالصور أو المؤثرات البصرية، وهي شكل آخر من أشكال الذاكرة العرضية. حيث تميل النساء لامتلاك ذاكرة طويلة الأمد أفضل نظراً لتواجد كميات أكبر من الأستروجين في أجسادهن، وتفاعل هذا الأستروجين مع أدمغتهن.

وكان قد تمّ تطويع مجموعة من 90 امرأة في هذه الدراسة للمقارنة بين سماكة ة الدماغية لديهن، 44 ممّن يتناولن مانعات الحمل الهرمونية، و 46 لم يسبق لهن استخدام أيّ نوع من العلاجات الهرمونية المانعة للحمل

وأوضحت النتائج أنّ منطقتي الدماغ، القشرة الحجاجية الجبهية الوحشية Lateral orbitofrontal cortex و الحزامية الخلفية posterior cingulate cortex، كانتا أرقّ عند النساء اللواتي تناولن الحبوب المانعة للحمل بالمقارنة مع نساء المجموعة الثانية. ولا تقترح هذه النتائج وجود تغيّر في سلوك النساء اللواتي يتناولن الحبوب. بل لم تثبت هذه الدّراسة أنّ هذا الترقّق بالقشرة ناتج عن تناول الحبوب .

أكّد الباحثون أنّه من غير المعروف إن كان إيقاف تناول الحبوب سوف يزيد ثخانة القشرة من جديد، أو إن كان التراجع سيقف عند الحد نفسه. فربّما يستمر التناقص في سماكة القشرة لأسبوع بعد التوقف عن تناول الحبوب، وفي الأسبوع التالي يعود للطبيعي.

ناقضت نتائج هذه الدراسة نتائج دراسة نشرت عام 2010 في مجلة Brain Research، والتي بينت أن النساء اللواتي يتناولن الحبوب أظهرن كميّة أكبر من المادة الرمادية في قشر مقدمة الفص الجبهي وفي أمام وخلف التلفيف المركزي وفي التلفيف المجاور للحصين وفي التلفيف المغزلي وفي المناطق الصدغية مقارنة مع نظائرهن اللواتي لا يستخدمنها.

ولم يحدّد فيما إذا كانت الزيادة في كمية المادة الرمادية تؤدي إلى تعزيز في أداء هذه المناطق أم لا. وبقيت النتائج غير حاسمة وتتطلّب المزيد من الدراسة كما في الدراسة السابقة.

على أي حال، فقد أكّد الباحثون على دور الأستروجين في الدماغ. حيث يوجد الكثير من الأدلة على أهميّة الأستروجين كجزيء لنمو الدماغ. ويأمل الباحثون إجراء تجارب سريرية للتحرّي عن وجود علاقة ما بين تناول الحبوب و بنية الدماغ، ووجود أية تغيرات في السلوك عائدة للمنطقتين القشريتين المذكورتين.

قد تنتج التغيرات في بنية الدماغ حاليّاً، إمّا عن تعاطي الهرمونات التركيبية أو عن نقص الهرمونات الطبيعية في الجسم نتيجة تناول الحبوب .

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا

حقوق الصورة:

Shutterstock