الطب > أمراض نسائية وتوليد

الولادة القيصرية

الولادة القيصَريّة هي عمليةٌ جراحيةٌ يتم من خلالها إجراء شقٍّ في بطن الأم ثم شقٍّ آخر في الرحم وإخراج الطفل من خلاله.

في البدايات كانت الولادة القيصرية تُجرَى لفصل الأم التي تحتضر عن الجنين في محاولةٍ لإنقاذ الطفل، ثم تطورت لاحقاً لتُجرَى في الحالات التي قد تُعرِّض فيها الولادة المهبلية حياة أو صحة الأم أو الجنين للخطر إما لأسباب ميكانيكية أو لكسب الوقت لمصلحة الأم أو الجنين.

وقد تجرى أحياناً بناءً على طلبٍ خاصٍ من الأم بدون سببٍ طبيٍ، (ويحاول أخصائيو الصحة التقليل من هذه الممارسة).

الاستطبابات:

الاستطبابات الأشيع للولادة القيصيرية (85%) هي:

ولادة قيصيرية سابقة، المجيء* المقعدي، عُسر الولادة، تألّم الجنين fetal distress.

*المجيء: هو الجزء من الوليد الذي يواجه فوهة الرحم ويكون أول الأعضاء البارزة خلال الولادة، وهو عادة قمة الرأس، أما في المجيء المقعدي تخرج مؤخرة الطفل أولاً.

-الاستطبابات الوالدية (المتعلقة بالأم) للقيصرية:

- عدة ولاداتٍ قيصريةٍ سابقةٍ.

- آفات سادّة في المجرى التناسلي السفلي مثل الخباثات والأورام اللقمية الفرجية المهبلية الكبيرة والحواجز المهبلية السادّة والأورام العضلية الملساء المتوضعة في الجزء السفلي للرحم والتي تعيق تدخل رأس الجنين.

- العيوب الحوضية التي تعيق تدخل أو نزول الجنين خلال المخاض.

-الاستطبابات الجنينية (المتعلقة بالطفل) للقيصرية:

- الحالات التي يمكن فيها إنقاص مراضة (تأذي) أو وفيات الوليد من خلال منع الرض الحاصل خلال الولادة الطبيعية.

- المجيء المعيب (المجيء المقعدي الباكر).

- بعض التشوهات الولادية.

- الإنتانات.

- الحماض الجنيني المطوّل.

-الاستطبابات التي تعود بالفائدة على كل من الأم والجنين:

- انغراس المشيمة الشاذ (المشيمة المنزاحةplacenta previa ، المشيمة الملتصقة placenta accreta).

- المخاض الشاذ بسبب عدم التناسب الحوضي الرأسي (مخرج حوض الأم أصغر من رأس الجنين).

مضادات الاستطباب:

- عندما تكون صحة الأم عرضةً للتدهور(الأم لديها مرض تنفسي شديد مثلاً).

- في جنين ذي صيغةٍ صبغيةٍ شاذةٍ (تثلث الصبغي 13 أو 18) أو ذي تشوهٍ ولاديٍ قد يؤدي لموته (انعدام الرأس).

المضاعفات:

تزداد وفيات ومراضة الأم ضعفين تقريباً في الولادة القيصرية بالمقارنة مع الولادة المهبلية. ويعود جزءٌ من هذه الزيادة للعملية ذاتها وجزء آخر للحالة التي أدت للحاجة للعملية. ومن أهم المضاعفات:

- الإنتان (مثلاً التهاب بطانة وعضلة الرحم التالي للولادة، إنتان الجرح، إنتان بولي).

- الأمراض الصمية الخثارية (الخثار الوريدي العميق DVT، التهاب الوريد الخثاري الخمجي في الحوض).

- مضاعفات تخديرية.

- أذيات جراحية (تمزقات الرحم، المثانة، الأمعاء، الحالب).

- وهن الرحم uterine atony.

- تأخر عودة وظيفة الأمعاء لطبيعتها.

الاستخدام المتزايد:

تلد امرأةٌ حاملٌ واحدةٌ من كل ثلاثٍ تقريباً (30%) ولادةً قيصريةً في الولايات المتحدة، وتتراوح نسبة الولادات القيصرية عالمياً بين 20-40% من عدد الولادات الكلّي، وقد تصل في بعض المناطق والعيادات الخاصة إلى نسبٍ عاليةٍ جداً (85%).

في تسعينيات القرن الماضي كانت واحدة من كل خمس نساء حوامل (20%) تلد ولادة قيصرية وواحدة من كل 20 في 1970 (5%)

تم ربط هذه المعدلات المتزايدة للولادات القيصرية بالعديد من العوامل المختلفة، من زيادة معدلات البدانة والسكري والولادات التوأمية إلى زيادة عمر الحامل. فجميع هذه الحالات تؤدي إلى ولاداتٍ أكثر خطورة.

من العوامل الأخرى لارتفاع معدلات القيصرية استخدام التخدير فوق الجافية وتقنيات تحريض المخاض، وكلاهما قد يؤدي إلى مضاعفات تسبب الحاجة إلى توليد جراحي.

الوقاية:

بالرغم من أن الولادة القيصرية قد تكون منقذة للحياة للأم والطفل، فقد أبدت الجمعية الأميركية لأطباء النساء والتوليد قلقها إذ أن استخدامها قد يكون زائداً عن الحاجة واقترحت سبلاً لتخفيضه.

وربما من أفضل الطرق للوقاية من العمليات القيصرية غير الضرورية توعية الأمهات لمحاسن الولادة الطبيعية المهبلية ومخاطر الولادة القيصرية.

لنتحدث بقليل من التفصيل عن الولادة القيصرية:

قبل الجراحة:

تُوضع قثطرة وريدية في ذراع الأم أو يدها لإعطاء السوائل والأدوية عبرها خلال الجراحة. يُغسل بطن الأم ويُحلق شعر العانة. تُوضع قثطرة داخل المثانة لإطراح البول وتبقى يوماً بعد العملية.

تُخدّر الأم عادة تخديراً ناحيّاً (إما تخدير فوق الجافية أو تخدير شوكي). كلاهما يخدّر النصف السفلي للجسم لكن يسمحان للأم بالبقاء صاحية عند ولادة طفلها. هذا يبدو أنه أكثر أماناً من التخدير العام حيث تكون الأم نائمةً خلال الولادة.

كيف تُجرى العملية؟

يستخدم الطبيب مشرطاً لصنع شق أفقي في الجلد وجدار البطن، عادة يكون على مستوى "خط البكيني" مما يعني أنه منخفضٌ بما يكفي ليتم تغطيته بالثياب الداخلية.

بعد فتح البطن يتم صنع شق أفقي عادةً في الرحم، هذا الشق يمزِّق الكيس الأمنيوسي (كيس الماء) المحيط بالطفل. يتم إخراج الطفل من الرحم ثم يُقطع الحبل السري وتُنزع المشيمة. يُفحَص الطفل ثم يُعطى لأمه ليحصل تماسٌّ جلدي بين الأم والطفل.

ما إن تتم الولادة والخلاص (طرح المشيمة)، يتم إصلاح الشقوق في رحم الأم بقطب قابلة للانحلال فيما بعد. ويتم إغلاق البطن بقطب تنزع لاحقاً قبل خروج المرأة من المستشفى.

تقضي الأم عادة بين ساعة إلى ساعتين في غرفة العمليات بناءً على حصول مضاعفات خلال العملية أو لا.

بعد القيصرية، تقضي الأم من يومين إلى أربعة أيام في المستشفى، لكن قد تأخذ 6 أسابيع حتى تعود إلى كامل نشاطاتها وصحتها المعتادة.

سوف تشعر الأم بألمٍ في البطن وسيأخذ الجلد والأعصاب وقتاً للشفاء. معظم النساء تستخدم الأدوية المسكنة للألم لأسبوعين بعد العملية.

قد يحدث نزف خلال 4-6 أسابيع بعد الجراحة.

تُنصح المرأة أيضاً بعدم ممارسة الجنس لعدة أسابيع بعد الجراحة وبتجنب الأنشطة المجهدة (كرفع أشياء ثقيلة).

أخيراً نورد توصيات الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد حول الوقاية من الولادات القيصرية (2014):

- السماح بطور باكر (كامن) طويل المدة للمخاض.

- يمكن تحديد بداية الطور الفعال للمخاض على أنها عند اتساع عنق الرحم بمقدار 6 سم بدلاً من 4 سم.

- السماح بمزيدٍ من الوقت لتقدُّم المجيء خلال الطور الفعَّال.

- تُترك النساء عديدات الولادة (ولدن سابقاً) لتدفع لمدة ساعتين أو أكثر، في حيت تُترك المرأة البكر (الخروس) لتدفع لمدة ثلاث ساعات أو أكثر، وقد يُسمح بالدفع لأكثر من ذلك في بعض الحالات كاستعمال التخدير فوق الجافية أثناء الولادة.

- استعمال التقنيات المساعدة للولادة المهبلية عند الحاجة (كملقط الجنين).

- تشجيع الحوامل على تجنب زيادة الوزن المفرطة خلال الحمل.

- إتاحة التداخلات غير الطبية خلال المخاض، كالدعم المستمر خلال المخاض والولادة.

- محاولة إجراء قلب رأسي (قمّي) خارجي للجنين ذي المجيء المقعدي.

- محاولة إجراء الولادة المهبلية في الحمل التوأمي اذا كان للطفل الأول مجيءٌ قمّيٌّ.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

حقوق الصورة:

هنا