الفنون البصرية > فن وتراث

ميناء اللاذقية .... معلمٌ سوريّ بريشةٍ إيطاليّة

كان القرن التاسع عشر مِن أكثر الأوقات انشغالاً في العالم حيثُ شهد صعود الامبراطوريّة البريطانيّة والولايات المُتحدة التي تشكّلت حديثاً، فقد كانت أميركا عِبارة عن مستوطنات تابعة لبريطانيا. إضافةً لذلك كان للاختراعات والإنجازات التي تلت عصر التنوير والتوسّع الحضاري مع كل ما يجري في العالم له الفضل بالإنتاج العقلاني الفنّي وزخمه بتلك الفترة التي تُمثّل الحركة الكلاسيكيّة الحديثة والرومانسيّة والانطباعيّة، الذين لعبوا دوراً رئيسياً معاً في إنشاء عصر جديد من الفن داخل فرنسا.

كُل هذا الزخم مِن الأحداث يجعل عقلك يرسم صورةً جميلةً مُشوقةً، لكن الأكثر جمالاً وتشويقاً يقع بعيداً عن الغرب، فما عليك سوى بتوجيه نظرك نحوَ الشرق لتجد مدينة سورية كانت جزءاً مِن هذه الحقبة متمثّلةً بلوحةٍ فنّيةٍ أُظهرت للعلن في لندن ببدايات هذا العصر، تلك اللوحة هي ميناء اللاذقية السوري بريشة الفنان الإيطالي "لويجي ماير" (1755-1803).

حيثُ قام الإيطالي المولود في ألمانيا والمُقيم في روما بِرسم الميناء المُشيّد على أنقاض المدينة القديمة التي توالت عليها الكوارث أثناء الحقبات الزمنيّة المُختلفة، فكانت الزلازل حينها تتسبب في كُل مرّة بتدمير أجزاء كبيرة مِن المدينة، التي كُلما تعرّضت لأحدها كُلما زادت تأريخاً وتألقاً.

يتجلّى في اللوحة حبّ المدينة وتعلّقها بالحياة، فنجد بها الصيّادين والزوارق والقوارب ليُضيفوا الحيوية والروح للميناء الذي يتّسم بالأهميّة التاريخيّة والتجاريّة بالأخص، حيثُ اعتمدت فيها الامبراطوريّة العُثمانيّة لتلك الحقبة على التبغ بشكلٍ أساسيٍّ.

لكن لم ينسى الفنان الإيطالي تصوير الطبيعة الجغرافية القاسية، فقام بِأخذ المشهد مِن بين الصخور مُظهراً لنا تلك الطبيعة الخلّابة يُزينها مشهد ساحر مِن الأشجّار الوافرة بالإضافة لمنظر المسجد والحصن.

يُذكر أنّ الرّسام الإيطالي كان مِن الرّسامين المُستشرقين في القرن الثامن عشر، والذي واكب بِدايات القرن التاسع عشر حيثُ كان له وجهات نظر دقيقة عن الشرق الأوسط لِما يُقارب عقدين مِن الزمن.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا