كتاب > روايات ومقالات

دعوة إلى الموسيقى ... دعوة إلى عالم جميل

استمع على ساوندكلاود 🎧

"كتب بتهوفن سيمفونيته الثالثة "البطولة " وأهداها لنابليون لأنه وجد فيه البطل الذي يعمل لخلاص البشرية ومعاداة الملكية المستبدة، وعندما كان يهم بإرسالها إليه في باريس، جاءته الأنباء التي أعلنت خيانة نابليون لمبادئه وتنصيب نفسه امبراطوراً، عندها ثار بيتهوفن ومزق صفحة الإهداء وكتب بدلاً منها "سيمفونية البطولة.. في ذكرى رجل عظيم" وأفصح أن هذا الرجل لا يزال يحيا بجسده، أما روحه فقد ماتت."

تعالوا معنا لنبحر سويةً في عالم هؤلاء العظماء وموسيقاهم التي طالما ألهمتنا.

يدل العنوان بشكل مباشر على هدف الكتاب وفحواه فهذا الكتاب وبكل بساطة هو دعوة للموسيقى، دعوة لسبر أغوار عالم جميل يضج بالأنغام الشجيّة العذبة التي تحمل في خباياها أفراح وأتراح مؤلفيها وعازفيها على مر العصور

وهذا الكتاب يبحث في كل الجوانب الجميلة في لغة العالم المشتركة ويدعونا الكاتب فيه لنبحر وإياه في عوالمها الساحرة.

يتكون الكتاب من ست فصول يتحدث الكاتب في الأول منها عن التذوق الموسيقي وفي الثاني عن عبقريات موسيقية كبيتهوفن وبرامز وتشايكوفسكي وفرانزلست ويجورفوك وشوبان وفاجنر ورافيل، أما الفصل الثالث فينفرد في شرح القوالب الموسيقية كالسوناتا والكونشرتو والسيمفونية والقصيد السيمفوني،

فالسوناتا مثلاً: هي مقطوعة موسيقية تعزف بالآلات الموسيقية دون تدخل الصوت البشري وعندما يتدخل الصوت البشري تدعى كنتانا، والسوناتا بشكل عام تكتب لآلة البيانو. وهي تتكون من ثلاث حركات. وكتب بيتهوفن 32 سوناتا تعتبر من السوناتات الخالدة.

أما السيمفونية في الأساس اللغوي (اليوناني) تعني (صوتان أو أكثر يسمعان معاً) وهي سوناتا (عمل موسيقي) مكتوبة للأوركستيرا الكاملة، تتكون من أربع حركات وتطول من نصف إلى ثلاث أرباع الساعة. ويعتبر هايدن أبو السيمفونية فقد كتب 104 سيمفونيات. وينضم موتسارت وبيتهوفن له ليشكلوا الأساس والأصل في بناء السيمفونية وكل من أتوا بعدهم كانوا عالةً عليهم.

وفي الكتاب نتعرف على الكثير من هذه المصطلحات الموسيقية التي ربما نرددها دون أن ندري معناها الدقيق.

في الفصل الرابع يشرح المؤلف العصور الموسيقية بدأً من العصر الإغريقي الروماني وانتهاءً بالعصر الحديث ويتناولها بتفصيل كامل، ويفرد الكاتب الفصل الخامس للموسيقى المعاصرة ويشرح خصائصها وعلاقتها بالعصور السابقة أما الفصل الأخير السادس المعنون بالأداء والجماليات ففيه يشرح الكاتب الكثير من المفاهيم الموسيقية المعاصرة المتعلقة بالرقص الحديث وتناغمه مع الأداء الموسيقي ويشرح فيه أيضاً دور قائد الأوركسترا والكثير من الأمور الممتعة الأخرى، فمثلاً عندما يتحدث عن آلة البيانو نستغرب نحن القُراء غير المتخصصون بأن البيانو هي الآلة الوحيدة التي تتمكن من عزف الموسيقى كاملة بألحانها وهارمونياتها أي قادرة على عزف ثلاث أو أربع أو أكثر من الخطوط اللحنية وهو ما تعجز عنه آلات الأوركسترا جميعاً.

يعتبر الكتاب كنزاً من المعلومات الموسيقية ليس فقط في جودتها وأهميتها ولكن بكثرتها وغزارتها أيضاً، هناك لغة احترافية موسيقية استخدمت في هذا الكتاب فهو عسر قليلاً على العامة وغير المختصين في الموسيقى، فلو أن الكاتب أفرد جدولاً في بداية الكتاب يشرح فيه باختصار شديد عن تلك المصطلحات الغامضة التي لا نعلمها بدلاً من أن نتشتت بين تركيزنا على الفكرة التي يتناولها الكاتب بالشرح من جهة وبين غرابة وصعوبة المصطلح علينا من جهة أخرى.

الكتاب جميل جداً يضيء لنا مناطق لا نعلمها من عالم الموسيقى فنلاحظ مدى صعوبتها ودقتها، فخلف هذه الألحان التي تارة تفرحنا وأخرى تبكينا يوجد الكثير الكثير من التعب والجهد المضني.

معلومات الكتاب:

الكتاب: دعوة إلى الموسيقى

تأليف: يوسف السيسي

الناشر: سلسلة عالم المعرفة

الكتاب رقم 46 تشرين الأول 1981