الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

تعادل القدرة الشرائية

هل فكرت سابقاً أن ما كان يمكن شراؤه قبل سنة من الآن، صار صعباً شراؤه حالياً، مع أن المدخول الشهري لم يتغير؟ هذا ما يعرف بـ "القدرة الشرائية"، فعندما ترتفع القدرة الشرائية للعملة الوطنية يدل هذا على اقتصاد منتعش، أما في حال انخفاضها هذا يعني أنّ هناك أزمة اقتصادية في البلاد.

يعود منشأ هذه النظرية إلى القرن السادس عشر ميلادي، ولكن تم تطويرها في العصر الحديث على يد البرفسور "Gustav Cassel" في جامعة استوكهولم عام 1918م.[1] ويستند هذا المفهوم على "قانون السعر الواحد"، وعلى فرض عدم وجود تكاليف نقل أو عوائق تجارية، فالمنتجات المتطابقة سوف يكون لها نفس السعر في الأسواق المختلفة عندما يتم التعبير عن الأسعار بنفس العملة.[2]

تستخدم هذه النظرية في قياس النسبة اللازمة للتعديل على سعر الصرف لكي تتساوى القدرة الشرائية لعملتين بين سوقي دولتين. تنطلق هذه الفرضية من عدد من الفرضيات وهي:

1. تطبق هذه النظرية على المنتجات التجارية المتداولة فقط دون المنتجات التي لا يمكن تداولها أو نقلها (الكهرباء مثلاً).

2. غياب مجموعة من العوامل الطبيعية مثل تكاليف النقل، الرسوم الجمركية و العوائق التجارية الأخرى.

3. تنافسية المنتجات في أسواق البلدان المقارنة.

4. تطبق على المدى الطويل

ولتبسيط مفهوم هذه النظرية سوف نفترض أنك من محبي لعبة الجولف وترغب في شراء مضرب جديد، وعلى فرض وجودك الآن في الولايات المتحدة بحثت عن المضرب الذي ترغب في شراؤه ووجدت أن سعره 50 دولار أمريكي في مدينة نيويورك، بينما سابقاً قمت أنت بإجراء بحث عبر الانترنت ووجدت أن نفس المضرب سعره في المكسيك 450 بيزو مكسيكي. وعلى فرض أن كل 1 دولار أمريكي يعادل 15 بيزو مكسيكي فأن سعر نفس المضرب في المكسيك يساوي 30 دولار أمريكي. فمن البديهي أن شراءك للمضرب من السوق المكسيكية هو أفضل بكثير من شراءك للمضرب من السوق الأمريكية. ونتيجة للقرار الذي اتخذته سوف يحصل ما يلي:

1.. تذهب إلى مكتب الصرافة وتشتري البيزو المكسيكي ببيعك للدولار الأمريكي من أجل شراء المضرب من السوق المكسيكية بسعر أقل. هذه الخطوة سوف تؤدي إلى أن يصبح البيزو المكسيكي أكثر قيمة بالنسبة إلى الدولار الأمريكي لزيادة الطلب عليه.

2.. سوف يتناقص الطلب على مضارب الجولف التي تباع في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن سعر مبيع المضارب سوف ينخفض في السوق الأمريكية.

3.. سوف يزداد الطلب على مضارب الجولف التي تباع في المكسيك، وبالتالي فإن سعر مبيع المضارب سوف يزداد في السوق المكسيكية.

وكنتيجة للعوامل الثلاثة السابقة، هذا سوف يدفع كل من الأسعار وسعر الصرف في البلدين إلى التغير حتى الوصول للمستوى الذي يتحقق فيه تعادل القوة الشرائية. فإذا انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 12 بيزو مكسيكي، و انخفض سعر المضرب في السوق الأمريكية إلى 40 دولار، وازداد سعر المضرب في المكسيك إلى 480 بيزو مكسيكي فنكون قد وصلنا إلى تعادل في القدرة الشرائية بين العملتين، فعندها يصبح بإمكانك شراء المضرب من مدينتك بنفس السعر إذا ما اشتريته من المكسيك.

هناك مجموعة من المؤشرات التي تقيس المستويات المتفاوتة للعملات ومنها "مؤشر آي باد".

مؤشر ipad:

في كانون الثان من عام 2007 أطلقت شركة CommSec مؤشر آي باد كوسيلة للنظر في قضايا مثل: تأثير تغيرات العملة على الإنفاق الاستهلاكي، العولمة وهامش الربح الإجمالي.[3] خلافاً للمؤشرات الأخرى يعتمد هذا المؤشر على منتج من شركة أبل حيث يتم إنتاج كل قطعة منه في نفس المكان (باستثناء نموذج يباع في البرازيل) وكل نوع من هذا المنتج (ضمن نفس النموذج) تكون خصائص الأداء متطابقة. لذا فروق الأسعار هي وظيفية من تكاليف النقل والضرائب.. الخ. وتقارن أسعار المنتج في كل بلد يباع فيه لمعرفة القدرة الشرائية في كل بلد من هذه البلدان.

مؤشرات أخرى:

مؤشر البيج ماك:

أصبح مؤشر ال بيغ ماك مؤخرا مقياساً عالمياً حيث يقيس المستويات المتفاوتة للعملات بمقارنة سعر وجبة ال Big Mac بين بلدين للوصول لمعرفة القدرة الشرائية لعملات هذين البلدين.

هنا

مؤشر الفلافل:

بسبب عدم انتشار وجبة ال بيغ ماك في بعض البلدان أو ارتباط استهلاكها بالأجانب (المقيمين في تلك الدول) أو الأغنياء أو السكان المحليين الذي يتوقون لتجربة الوجبات الغربية طُرِح "مؤشر الفلافل" وذلك باعتبارها وجبة غذائية رئيسية عبر بلدان الشرق الأوسط.

هنا

المصادر:

[1] Cassel، Gustav (December 1918). "Abnormal Deviations in International Exchanges". 28، No. 112 (112). The Economic Journal. pp. 413–415. JSTOR 2223329

[2] هنا

[3]هنا