الطب > طب الأسنان

الوقاية من مساوئ فرشاة الأسنان

تشكّل فرشاة الأسنان مأوىً لأكثر من 100 نوع من الجراثيم من بينها الإيشريشية القولونية E.coli والمكورات العنقودية staphylococci (Staph) والعديد من الأنواع الأخرى. حتّى أنّ الجراثيم البرازية وجدت طريقها إلى فرشاة الأسنان. هل يبدو هذا مقرفاً وسبباً للقلق؟

لا داعي لكلّ هذا القلق. فلن تسبّب لنا هذه الجراثيم المرض. لكن لماذا؟

لأنّ هذه الجراثيم موجودة أصلاً في أفواهنا. حيث تدخل المئات من أنواع الجراثيم إلى أفواهنا كل يوم. حتّى القلح (البلاك) تلك الطبقة التي نحاول إزالتها عن أسناننا هي جراثيم أيضا، أو على الأقل نوع من أنواعها. لكنّ هذه الأنواع من الجراثيم غير ممرضة للإنسان في الحالات الطّبيعية من التوازن الجرثومي، بل هي على العكس مفيدة لمنع نمو الفطريات، وذلك لأنّ الجهاز المناعي للإنسان قد اعتاد على هذه الجراثيم و تعلّم كيفيّة مقاومتها. لكن ما إن يُصاب جسم الإنسان بالمرض وتنخفض مناعته حتّى تتحوّل الجراثيم إلى جراثيم ممرضة تضر بحاملها، نظراً لعدم قدرة الجسم على مقاومتها نتيجةً لضعفه. ولا بدّ حينها من مراجعة الطبيب لتجنّب الأعراض الناجمة عن ذلك بطريقة سليمة.

ولتبقى هذه الجراثيم "غير ممرضة" علينا أن نعتني بأسناننا بطريقة صحّية وصحيحة، عبر تفريش الأسنان بطريقة صحيحة، وتجنّب فراشي الأسنان الكهربائية كونها تدفع الجراثيم إلى تحت اللثّة مسبّبة الأمراض.

هل يمكن أن تنتقل العدوى إلينا من فرشاة الأسنان؟

لا، فكما قلنا سابقاً الجراثيم الموجودة على فرشاة الأسنان والتي مصدرها أفواهنا لا تضرُّ بصحتنا غالباً. لكن يجب العناية بنظافة فرشاة الأسنان لكيلا تنتقل إليها أنواع أخرى من الجراثيم الأكثر خطورة وقدرة على تسبيب الضرر. ولحمايتنا من هذا الضرر علينا اتباع مجموعة النصائح التالية:

أوّلاً: لننتبه إلى مكان تخزين فرشاة الأسنان:

لا تحتفظ بفرشاة الأسنان حيث تقضي حاجتك! “Do not Bruch Where You Flush”

تكون المغسلة في معظم الحمّامات -حيث يضع الناس عادة فراشي أسنانهم- قريبة جدّاً من كرسي المرحاض. وفي كلّ مرّة نشغّل فيها السيفون تنطلق الجراثيم في الهواء لتملأ الجو. قد لا نمانع وجود هذه جراثيم في حمّاماتنا، لكن لن نرغب بالتأكيد بها على فرشاة الأسنان!

لهذا ومن البديهي بالطبع، أن نضع فرشاة الأسنان بعيداً حيث لا تصلها هذه الجراثيم. وبالطبع أن نغلق دائماً غطاء كرسي المرحاض لمنع تطاير الجراثيم قدر الإمكان .

ثانياً: استخدام حامل فرشاة الأسنان :

يمكن حتّى لحوامل فراشي الأسنان التقاط الجراثيم التي تنتشر في الهواء، كما وجدت دراسة لمؤسسة النظافة الوطنية. حيث أنّ حامل فرشاة الأسنان هو ثالث أكثر بقعة حاملة للجراثيم في منزلك بعد ليفة الجلي ومغاسل المطبخ. لذلك علينا التأكد من تنظيف حامل فرشاة الأسنان بشكل منتظم للتخلص من الجراثيم العالقة به.

ثالثاً: تخزين فرشاة الأسنان :

الآن وبعد أن قمنا بإبعاد فرشاة الأسنان عن المرحاض، ونظّفنا حاملها، كيف يمكننا أن نخزّن فرشاة الأسنان لنحافظ عليها نظيفة؟

علينا:

1. شطف فرشاة الأسنان بشكل كامل بالماء بعد كل استخدام.

2. أن ندعها تجف بشكل كامل بين الاستخدام والآخر.

3. ألّا نستخدم أغطية فراشي الأسنان، لأنّها ستُبقي على الرطوبة فيها وتجعل منها بؤرة ممتازة لتكاثر المستعمرات الجرثومية.

4.إبقاء فرشاة الأسنان عمودية في حامل الفرشاة، ولا نتركها بشكل أفقي.

5. إبقاء فراشي الأسنان بعيدة ومنفصلة عن بعضها البعض، لأن الجراثيم قد تنتقل من فرشاة لأخرى.

6.إيّانا ولأيّ سبب كان استخدام فرشاة أسنان أحد آخر، أو أن نسمح لأحد باستخدام فراشينا!

قد تقاوم أجسامنا جراثيمنا لكنّها قد لا تستطيع مقاومة الجراثيم الفموية لأي شخص آخر!

7.في حال رغبنا بتعقيم فرشاة الأسنان يمكننا استخدام المواد المعقّمة، التي وجد أنّها قد تقلّص من كمية الجراثيم الموجودة على الفرشاة. لكن علينا ألّا نحاول تعقيم فرشاة الأسنان عبر وضعها في المايكروويف أو في غسالة الصّحون، لأنّ غالبيّة فراشي الأسنان غير مصمّمة لتحمُّل درجات الحرارة العالية، والتي ستؤدّي إلى تخريب الفرشاة أو الإنقاص من فعاليتها. كما يُنصح باستخدام الغسول الفمويّ المضاد للجراثيم قبل تفريش الأسنان لإزالة الجراثيم من الفم قبل انتقالها إلى فرشاة الأسنان.

متى يجب علينا التخلّص من فرشاة الأسنان؟

تنصح هيئة أطباء الأسنان الأميركية بتبديل فرشاة الأسنان:

1. كلّ 3-4 شهور في الحالة العادية.

2. عندما تتفرق شعيراتها وتصبح متجهة نحو الخارج.

3.عندما نمرض وتنقص مناعة أجسامنا.

وبالنّسبة لفراشي الأسنان الكهربائية فتُبدّل كما العاديّة. أمّا بالنّسبة للأطفال، فيجب تبديل فراشي أسنانهم خلال فترات زمنية أقصر.

وفي الختام، علينا ألّا ننسى أنّ الجراثيم هي السبب الأساسي لأمراض اللثّة و فقدان الأسنان و رائحة الفم المزعجة. لذلك، علينا الاعتناء بأسناننا والمحافظة على فرشاتنا لتبقى ابتسامتنا مشرقة وجميلة على الدوام.

المصادر:

هنا

حقوق الصورة:

www.shutterstock.com