البيولوجيا والتطوّر > التقانات الحيوية

البروتين E47 وقصة جديدة في علاج سرطان البنكرياس.

يعد سرطان البنكرياس واحداً من أكثر أنواع السرطان شيوعاً وخطراً، حيث يموت سنويّاً ما يقارب الـ 40.000 مريضاً أميريكياً بسرطان البنكرياس. قام العلماء بمحاولات كثيرة للحد من هذا السرطان وغيره، وفي دراسة جديدة وجد العلماء أملاً كبيراً لإعادة برمجة الخلايا السرطانية لتتحول الى خلايا صحِّية، التفاصيل في المقال التالي:

هذا ويعتبر النمط الغدّي (السرطانة الغديّة في البنكرياس Pancreatic adenocarcinoma) أكثر أنواعه شيوعاً، والّذي يحدث بسبب طفرةٍ تصيب مورّثة سرطانيّة تدعى Kras، وتؤدي هذه الطّفرة إلى خللٍ بنائيّ يدفع الخلايا الطبيعية إلى التمايز لخلايا سرطانيّة.

وتكمن المشكلة في هذا النوع من السرطان بأنَّه يبقى فترة طويلة دون أن يسبب أيّ أعراض تدفع المريض للتساؤل واستشارة الأخصائيّ... ليشخّص غالباً في مراحله المتقدّمة حيث يسبب آلاماً بطنيّة وخسارة في الوزن ويرقان.

دراسةٌ جديدة تستقصي آمالاً أوسع لمرضى هذا السرطان، يثبت فيها علماءٌ من معهد Sanford-Brunham للأبحاث الطبيّة أنَّ إعادة خلايا البنكرياس السرطانيّة إلى خلايا صحِّية بات ممكناً وقريب المنال.

تُقدم الدراسة بروتيناً يدعى E47* الّذي يرتبط بشكلٍ مباشر ببعض المورّثات الخلويّة المتعلّقة بتنظيم عمليّات النموّ والتمايز الخلوية. ما دفع الباحثين إلى توليد مجموعاتٍ خلويّة من الخلايا السرطانيّة لقناة البنكرياس من أجل توليد كمياتٍ ضخمة من الـ E47.

هذه الكميات الهائلة من هذا البروتين أجبرت الخلايا على التوقف في المرحلة G0/G1 من الدورة الخلويّة**، ثمّ العودة إلى التمايز الطبيعيّ لخلايا مفرزة وغير سرطانيّة.

علاوةً على ما سبق، أثبتت التجربة أنَّه عند تقديم الخلايا السرطانيّة المعالَجة إلى الفئران فإنَّ قدرة هذه الخلايا على تشكيل سرطاناتٍ انخفضت بشدّة!

لإيضاح هذه القفزة العلميّة يقول أحد أساتذة الجراحة في سان دييغو:

" في الوقت الحاضر، نعالج هذا النوع من السرطانات عن طريق العوامل السّامة خلويّاً ولا يتجاوز متوسط حياة المرضى بعد العلاج الستة أشهر.

لذلك فإنَّ اكتشاف قدرتنا على إعادة برمجة الخلايا السرطانيّة إلى خلايا طبيعية دون تشويه في نمط الخلايا الشكليّ هو أمرٌ مشجعٌ للغاية."

بينما تقول الأستاذة Ansari المساهمة في البحث أنَّ الخطوة التّالية ستكون اختبار قدرة الـ E47 على إحداثِ تأثيرٍ مماثل في الأنسجة والخلايا المأخوذة من المرضى. بالإضافة إلى البحثِ عن أدوية ومركّباتٍ قادرة على تحريض الخلايا نفسها لإنتاج الـ E47.

نخلُص إلى القولِ بأنّ هذه الدّراسة أثبتت أنّ خلايا البنكرياس البشريّة تحمل قدرةً تكيفيّة عالية، يُمكن استغلالها عن طريق تحريض الخلايا لتحافظ على حالة ثابتة طبيعية وتقليل ميلها إلى التسرطُن. بالإضافة إلى إبراز أهمية العائلة البروتينية bHLH في النمو الخلوي والحفاظ على الخلايا من الموت.

الحاشية:

* الـ E47 هو عامل بروتيني ينتمي إلى عائلة Basic Helix-loop-helix proteins (BHLH proteins)، وهي عائلة خاصّة من البروتينات الخلويّة، ترتبط بمناطق معيّنة من تسلسل الدنا وتسطيع تفعيل أو تثبيط جينات معيّنة ما يسمح لها بالتدخل بشكلٍ مباشر بعملياتِ النموّ والتمايز الخلوي.

**الدورة الخلويّة Cell Cycle، هي مجموعة الأحداث والتغيرات الّتي تطرأ على الخلايا كي تتكاثر وتنقسم، وتمرّ فيها الخليّة بمراحل عديدة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا