علم النفس > القاعدة المعرفية

الشره العصبي وفقد الشهية العصبي

لتناول الطعام ارتباط وثيق بالصحة النفسية .. وفي هذا المقال شرح لاثنين من أكثر اضطرابات تناول الطعام شيوعا :


إن أكثر اضطرابات تناول الطعام انتشاراً هي فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي. وتصل نسبة المصابين بها من الإناث الأمريكيات إلى 5-7% واللاتي يعانين من أحد هذين المرضين خلال مراحل معينة من حياتهن.

فإذا ما أكره الإنسان على تناول الطعام أو عدم تناوله؛ سيكون لذلك تأثير سلبي على صحته النفسية والجسدية، فلربما يكون لديه اضطراب كهذا في عاداته الغذائية.

ما هو مرض فقدان الشهية العصبي؟

يصنف فقدان الشهية العصبي على أنه اضطراب نفسي. حيث يكون للمريض صورة مشوهة لجسمه وخوف غير عقلاني من زيادة الوزن فيحاول متعمداً إنقاص وزنه. وعلى الرغم من أن غالبية المرضى هم من الإناث، يمكن للرجال أيضاً أن يصابوا به أيضا.

وفقدان الشهية هو نقص عام في الشهية أو في الاهتمام بالطعام، ويجب عدم الخلط بينه وبين فقدان الشهية العصبي. فإن المصابين بالفقدان العصبي لم يفقدوا شهيتهم بل قاموا وبشكل متعمد بإنقاص واردهم الغذائي بسبب خوف غير عقلاني من زيادة الوزن. وعلى أية حال، فكثيراً ما يستخدم مصطلح "فقدان الشهية" للدلالة على فقدان الشهية العصبي.

ووفقاً لـ DSM-IV-TR® الدليل الإحصائي والتشخيصي للأمراض العقلية والمنشور من قبل جمعية الأطباء النفسيين الأمريكيين، فإن المصاب بفقدان الشهية العصبي:

- يزن أقل بكثير مما ينبغي لوزنه أن يكون (نقص بمقدار 15% أو أكثر).

- يملك مؤشر كتلة الجسم BMI 17.5 أو أقل (مقياس لقياس نقص الوزن أو زيادته بتقسيم الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالأمتار).

- فقدان ثلاثة دورات شهرية متتالية لدى لإناث.

- منشغل بشكل الجسم ووزنه ولديه خوف خطير من زيادة الوزن.

ويمكن لفقدان الشهية العصبي أن يكون مرضاً خطيراً، فحوالي 6% من المرضى المشخصين بهذا المرض يموتون ونصفهم بسبب الانتحار. وبالتالي يكون هذا المرض المرض العصبي ذو المعدل الأعلى للانتحار. وتبدأ 76% من من الحالات في عمر بين 11-20 سنة.

وغالباً ما يكون المريض شخصاً كمالياً يضع أهدافه أبعد من متناول يديه. وعندما لا يستطيع الوصول إلى تلك الأهداف، يتجه للسيطرة على بعض جوانب حياته التي يشعر بأن بإمكانه السيطرة عليها كتناول الطعام والوزن. ويبقى لديه خوف دائم من فقدان السيطرة والذي يقف وراءه عدم الثقة بالنفس، والنقد الذاتي المستمر.

وقد وجد أن تحفيزًا عميقاً للدماغ من شأنه أن يساعد مصابي فقدان الشهية العصبي. فقد أوضح بعض الجراحون في مجلة لانسيت أن زرعاً جراحياً لجهاز نظم ذاتي في دماغ مرضى فقدان الشهية العصبي أدى إلى آثار إيجابية لكثير منهم.

ما هو الشره العصبي؟

إن هذا المرض كسابقه يصنف كمرض نفسي. ويعاني المريض في هذه الحالة من نوبات منتظمة من الإفراط في تناول الطعام، والتي غالباً ما يتبعها شعور بالذنب، وهو بدوره يمكن أن يؤدي إلى بعض ردات الفعل الخطيرة والمتطرفة، كاتباع نظام غذائي شديد، والقيام بتمارين رياضية عديدة، والتقيؤ عمداً.

ووفقاً للدليل الإحصائي والتشخيصي للأمراض العقلية، فإن المرضى المصابين بالشره العصبي غالباً ما يظهرون الأعراض التالية:

- الإفراط في تناول الطعام بشكل متكرر، حيث يتناولون أكثر بكثير مما يتناوله معظم الناس عادة، إلى جانب الشعور بأنهم عاجزون عن السيطرة على عاداتهم الغذائية.

- التعويض المتكرر وبشكل غير جيد عن تناول الطعام كالإفراط في تناول المسهلات أو الصيام وممارسة الرياضة حتى الإرهاق والتقيؤ عمداً.

- ظهور العرضين السابقين بشكل متكرر على الأقل مرتين أسبوعيا ولمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.

وعلى خلاف فقدان الشهية العصبي، فإن الشره العصبي أكثر صعوبة في التشخيص، فالمريض لا يعاني من نقص وضاح في الوزن عادة. وبسبب الندم المرتبط بالمرض يكون المرضى أكثر مهارة في التقنع والتظاهر. إلا أنه وعلى الأمد الطويل، غالباً ما يعاني المريض من سوء التغذية وهو العرض الذي يقوده لزيارة الطبيب

المصدر :

هنا

لا تبخل على الآخرين بالمعلومة , انشرها واجعل غيرك يستفيد