الفنون البصرية > فن وتراث

"باستر كيتون" - عُشرون دقيقةٍ من الصّمت والكوميديا

"جوزيف فرانسيس كيتون" أو كما يُعرف بـ"باستر كيتون" هو أحد أعظم المُمثلين الكوميديين وأكبر المُخرجين السينمائيين في العالم بعهد أيام السينما الصامِتة.

ولِدَ في الولايات المُتحدة، كنساس عام 1895، داخل أسرة تعمل بالتمثيل المسرحي الكوميدي، فنَمَت موهبته من خِلال اشتراكه مع أفراد أسرته في أعمالهم المسرحيّة. عمل "كيتون" بتمثيل الأفلام الصامِتة بين عامي 1920 - 1929، قدّمَ ما يُقارب 12 فيلماً طويلاً و19 فيلماً قصيراً بين مُخرج ومُنتج ومُمثل، إلى أنّ افتتح الاستوديو الخاص به، وبدأ بإخراج أفلامٍ قصيرةٍ لا تزيد مدتها عن 20 دقيقة، ومن أهمّها "أسبوع واحد" One Week، و "رجال الشرطة" Cops، و "الجيران" Neighbors.

وفي عام 1923 أخرج أول فيلم طويل يُدعى "ثلاثة عصور" Three Ages، يحكي الفيلم عن ثلاث قصص من ثلاثة عصور أو أزمنة مُختلفة، وهي العصر الحجري، العصر الروماني، والعصر الحديث. وسبب تقسيم الفيلم إلى ثلاثة عصور هو خوفه من فشل الفيلم تجارياً باعتباره مُعتاداً على إنتاج الأفلام القصيرة، ففكّرَ أنّهُ في حال فشل الفيلم تجارياً فيُمكنه تقطيعه وتقديمه على شكل ثلاثة أفلام قصيرة.

في 1924 قام "باستر كيتون" بإخراج اثنين من أهم الأعمال التي قدّمها في تاريخه بدور البطولة هُما "شيرلوك جي أر" Sherlock JR، والثاني هو "سبع فرص" Seven Chances، في الفيلم الأوّل يكون "باستر" عاملاً بصالة عرض أفلام داخل السينما، فيغط في النوم أثناء عرض أحد الأفلام لتخرج روحه من جسده وتختلط مشاكل حياته الشخصيّة مع الفيلم المعروض على الشاشة في صالة السينما، وهذا المشهد هو من أهم وأروع مشاهد الأحلام في تاريخ الأعمال السينمائيّة.

في الفيلم الثاني تتحدّث القصة عن شاب في السابعة والعشرين من عمره يقف على حافّة الإفلاس إلى أنّ تسعفهُ وصيّة جدّه بسبعة ملايين دولار، ولكن بشرط واحد هو أنّ يكون متزوّجاً قبل السَّاعة السابعة في يوم ميلاده السابع والعشرين، والذي يُصادف نفس اليوم الذي قرأ فيه الوصيّة، وتدور الأحداث بطريقة دراميّة ولكن مُضحكة في الوقتِ نفسه.

أحد أهم أفلام "كيتون" في أواخر الحقبة الصامِتة كان "السفينة البخارية بيل جونيور" Steamboat Bill، Jr، و "رجل الكاميرا" The Cameraman.

وعند دخول الصوت إلى عالم السينما أراد "كيتون" أنّ يواكب هذا التطور في فيلم "الزواج البغيض" Spite Marriage، ولكن شركة الإنتاج أو إدارة الاستوديو في ذلك الوقت لم توافق وأجبرته على أنّ يكون الفيلم صامِتاً ففشل الفيلم تجارياً ولم يحقق إيرادات.

قضى "كيتون" عدّة سنوات من عمره عاطلاً عن العمل قبل أنّ يُفارق الحياة عام 1966 في مدينة "لوس أنجلوس"، بولاية "كاليفورنيا". لم يعرف وجه "باستر" الابتسام أبداً ولكنّهُ نجح في تجسيد هذه الصِفة في الكوميديا الخاصة به مِمّا جعله علامة فارِقة في السينما الصامِتة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا