دودة الأذن earworm

منذ أكثر من 100 عام وضع الألمان تسمية öhrwurm، والتي تعني دودة الأذن (earworm) أو ما يُعرف بــ"صورة موسيقية لا إرادية" (Involuntary musical imagery "INMI) 

وتُعرف طبيًّا بمتلازمة الأغنية العالقة (stuck song syndrom SSS) 

(1-4).

فدودة الأذن ما هي إلا تلك الأغنية التي وجدت طريقًا إلى ذهنك ولم تستطع التخلص منها، فهي تُعرَّف  على أنَّها ألحان جذابة غير مرغوب بها، وغالبًا ما تكون أربعة ميزورات تتكرر وتتكرر (1).

إنَّ نسبة من يعانون متلازمة الأغنية العالقة في العالم الغربي 98%، وتترواح مدة بقاء الأغنية بين عدة دقائق إلى سنين (2,3,4)! 

فقد نُشرَت ورقة بحثية من نوع case report عن امرأة بعمر 32 سنة استمرت عندها (SSS) مدة 12 عامًا، وشُخِّصت بالوسواس القهري لاحقًا؛ إذ طورت سلوكًا قهريًّا بسبب ما سبَّبه تراكم هذه الألحان العالقة من حالة من التوتر والاضطراب الشديد لها (5).

ونُشِرت عام 2017 دراسةٌ قام بها مجموعة من الباحثين في الجمعية الأمريكية لعلم النفس بعنوان:

Dissecting an Earworm: Melodic Features and Song Popularity Predict

Involuntary Musical Imagery

إذ أُقيمت هذه الدراسة على 3000 متطوع، ووُضِعت مجموعة من الأغاني التي يتتالى ذكرها على أنَّها أغانٍ بصورة موسيقية لا إرادية (INMI):

"musical hook"، ويعبِّر هذا المصطلح عن أبرز جزء من القطعة والأسهل استرجاعًا، وذلك في النوطات ذات المدة الزمنية الطويلة وبأبعاد (intervals) قريبة من بعضها تكون أسهل للحفظ والغناء (2,4,6).

وفي حقيقة الأمر، توجد أبعاد بين النوطات في هذه الأغاني صعبة التأدية مثل؛ Bohemian Rhapsody، ولكنَّ المقاطع الأكثر جاذبية هي التي حققت العوامل السابقة (4).

وكذلك تتميز هذه الأغاني بكونها أغانٍ بإيقاع نشيط وسريع.

بالإضافة إلى أنَّ للكلمات دورًا مهمًّا.

فالكلمات والإيقاع واللحن بالشكل السابق تعطينا دودة الأذن (2,4,6).

فيستخدم مؤلفو الدعايات هذه العوامل لتأليف نغمات جذابة جدًّا تعلق في الذهن مباشرةً (1,4,6).

بالإضافة إلى أنَّ العوامل النفسية تؤدي دورًا كبيرًا في تشكيل صورة موسيقية لا إرادية: فذكرى معينة وشعور معين وحتى التوتر في لحظات معينة قد يساهم في نشوء هذه الصور (1-3).

فالباحة السمعية في القشرة المخية هي منشأ هذه الصور الموسيقية اللاإرادية.

ففي دراسة أُجريت في Dartmouth Collegeلاختبار كيف يتعامل الدماغ مع الموسيقا المُتخيَّلة وجدوا أنَّ الباحة السابقة مسؤولة عن الأصوات المسموعة والأصوات المُتخيَّلة (1).

فدودة الأذن صورةٌ موسيقية لا إرادية، تخرج عن نطاق السيطرة ويمكن أن تصبح غير سارَّة وتطفلية كما ذكرنا سابقًا.

ولكنَّ 70% من مالئي استبيان بعنوان

(earworms as disturbing) وصفوا دودة الأذن بالمسلية (3).

العلاج:

علينا دومًا أن نتذكر أن نتقبل أيَّة فكرة عبثية في أذهاننا؛ فمحاربة دودة الأذن ومحاولة كبتها والتفكير الدائم بالتخلص منها سينعكس سلبًا -تبعًا لنظرية العملية الساخرة (ironic process theory)- فيهدف العلاج إلى التأقلم مع الحالة وليس القضاء عليها:

فغناؤك هذه الأغنية بملء صوتك يُعدُّ من الأساليب الناجحة، ويمكنك أن تسمع الأغنية حتى نهايتها؛ لأنَّ ديدان الأذن مقاطعُ من أغنية كاملة، فبهذه الطريقة قد يتخلص الشخص من تكرار مقطع واحد، وكذلك اشغل نفسك بأمور أخرى كالرياضة أو مضغ العلكة أو حتى الاستماع إلى موسيقا أخرى؛ ففي إحدى الدراسات وُجِد أنَّ الأغاني الأكثر فعالية كانت: 

"God Save The Queen” Thomas Arne  “Karma Chameleon”  Culture Club.

وفي الحالات الأكثر حِدة قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب (3,2).

وأنت -عزيزي القارئ- هل اختبرت ديدان الأذن؟ وما هي الأغنية التي عَلِقت في ذهنك؟

المصادر: