الطبيعة والعلوم البيئية > الطاقات المتجددة

عشر سنوات فقط لتكون الطاقة الشمسية هي الطاقة الأقل تكلفة

ستغدو الطاقة الشمسية في غضون عقد من الزمن أرخص أنواع الطاقة المتوفرة في كثيرٍ من أنحاء العالم. فمثلاً، ستنخفض كلفة إنتاج الطاقة الشمسيّة في المملكة المتحدة بحلول العام 2025 لتصل المجال بين 4.2 إلى 10.3 بنساً للكيلوواط الساعي (البنس حوالي 3 ليرة سورية حاليا)، وسيبلغ الانخفاض 2 إلى 7.4 بنساً للكيلوواط الساعي بحلول العام 2050، وذلك وفقاً لدراسة أجراها معهد فراونهوفر (Fraunhofer) لأنظمة الطاقة الشمسية بتفويض من مركز أبحاث أغورا (Agora Energiewende) وهو مركز أبحاثٍ ألمانيٌ مستقلّ مخصص للبحث في مستقبل نظم الطاقة الكهربائية، وتعتمد الدراسة تحليلاً جديداً لمؤشرٍ يدعى بالكلفة المعدلة للكهرباء (Levelized Cost of Electricity) ويمثل الكلفة التي تترتب على الكيلوواط الساعيّ لبناء محطة الطاقة وتشغيلها خلال عمرٍ افتراضيٍ محدد. المصدر[2]

تستخدم الدراسة افتراضاتٍ معتدلةً فيما يتعلق بالتطورات المرتقبة لتكنولوجيا الطاقة الشمسية، فعلى الرّغم من قدرة الإنجازات التكنولوجية الكبيرة على جعل الكهرباء أقلّ ثمناً إلا أن هذه التطوّرات المحتملة لم تؤخذ بالاعتبار.

تتصف الطاقة الشمسية بجدواها الاقتصادية بالفعل، فمحطّات الطاقة الشمسية الكبيرة في ألمانيا تقدم الطاقة بكلفةٍ تصل إلى أقل من 7 بنسات للكيلو واط الساعي. تتشابه مستويات الإشعاع الشمسي في المملكة المتحدة مع مقابلاتها في ألمانيا ويبدو ذلك جلياً عند مقارنة مدينة لندن مثلاً بمدينتي ميونخ وبرلين. وعند احتساب التكاليف نجد أن تكلفة الكهرباء المُنتَجَة في محطّات الطاقة الجديدة التي تعمل بحرق الغاز في بريطانيا تبلغ حوالي 8 بنساً للكيلوواط الساعي، والطاقة الناتجة من محطات جديدة للطاقة النووية ستكلف بين 8 إلى 11 بنساً.

وتبعاً لهذه الدراسة فإن تكاليف توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية تعتمد اعتماداً كبيراً على الأطر المالية والتنظيمية، ويعود ذلك إلى تأثير الكلفة العالية اللازمة لتوفير التجهيزات الكهرضوئية (التجهيزات المسؤولة عن تحويل ضوء الشمس إلى كهرباءٍ كالخلايا الشمسية). ويمكن أن تؤدي معدلات الفائدة المرتفعة، والتي تعتبر انعكاساً لسوء الأنظمة والمخاطرة الاستثمارية، إلى ارتفاعٍ كبيرٍ في كلفة محطات الطاقة الشمسية يصل إلى 50%، ويعتبر هذا التأثير كبيراً جداً لدرجة قد تطغى على الفائدة التي يحملها توفر كمياتٍ كبيرةٍ من أشعة الشمس.

وتبعاً لمدير مركز أبحاث أغورا الدكتور باتريك غرايشن (Patrick Graichen) تبين الدراسة أن كلفة استثمار الطاقة الشمسية انخفضت بشكل أسرع بكثير مما توقعه معظم الخبراء وهي ستتابع على هذا المنوال، لذلك ينبغي على الحكومات التي ترغب في تقديم الطاقة بكلفةٍ أقل للمستهلكين أن تعيد النّظر في خططها، فحتى الآن لا تتطلع معظم هذه الحكومات إلى إعطاء حصةٍ كبيرةٍ للطّاقة الشمسيّة. إلا أن التكاليف الملائمة للطاقة الشمسية ستجعل منها اللاعب الأبرز على مسرح الطاقة العالمية إلى جانب طاقة الرياح، يضاف إلى ذلك أهميتها الخاصة كوسيلةٍ رخيصةٍ وفعالةٍ بمساهمتها في حماية المناخ الدولي.

وأضاف غرايشن: "إنّ ظروف التمويل المناسبة، والأطر القانونية المستقرة هي شروط أساسية للحصول على الطاقة الكهربائية النظيفة والاقتصادية من الشمس. ويبقى على عاتق أصحاب القرار خلق هذه الظروف والحفاظ عليها".

كلمةٌ أخيرة:

لنضع في الحسبان أنّ كفاءة استثمار أشعة الشمس في بلداننا هي أكبر من مثيلاتها في بلدان مثل ألمانيا والمملكة المتحدة نتيجةً لطبيعة الجوّ والسّماء الصّافية معظم أوقات السّنة، فهل نرتقي إلى مستوى التحدي الاقتصادي والاجتماعي والبيئي مستفيدين من هذه النقطة تحديداً؟

المصدر:

هنا

وعن مفهوم الكلفة المعدلة للكهرباء (Levelized Cost of Electricity):

هنا

تقرير Agora:

هنا