الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

دور حمض اللينوليئيك في أمراض القلب

وفقا لدراسة جديدة فإن استبدال الدهون المشبعة والكربوهيدرات بحمض اللينوليك (حمض دهني غير مشبع يوجد بشكل أساسي في المكسرات والزيوت النباتية والبذور) يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

وليس ذلك فحسب، بل إن حمض اللينولييك له دور خاص في دعم صحة القلب، حيث أظهرت التجارب السريرية أن استبدال الدهون المشبعة بحمض اللينوليك يقلل من الكوليسترول الكلي والسيء Total and LDL Cholesterol، كما أن بعض الأدلة تؤكد على دور هذا الحمض في تحسين كل من الحساسية للإنسولين وضغط الدم.

وبحسب الباحثين القائمين على الدراسة، فإن استبدال الدهون المشبعة بالكربوهيدرات (والتي تكون غالباً بشكل مكرر ضار) لن يعود بالفائدة أو النفع على أمراض القلب، وهذا هو السبب الرئيسي في فشل الكثير من الدراسات في إيجاد علاقة بين الدهون المشبعة وأمراض القلب التاجية، حيث تستخدم الكربوهيدرات عادةً كأساس للمقارنة. وبالمقابل، ففي حال استبدال الدهون المشبعة بالدهون غير المشبعة فهناك فائدة واضحة في الوقاية من أمراض القلب.

وبحسب توجيهات جمعية القلب الأمريكية، يجب أن يحصل الفرد على 5-10% من مدخول الطاقة لديه من حمض اللينولييك، وذلك لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

يعرف حمض اللينولييك باسم الحمض الدهني متعدد عدم الإشباع أوميغا-6، ويمكن الحصول عليه من الزيوت النباتية مثل زيت دوار الشمس، والقرطم، وفول الصويا، والذرة، والكانولا (زيت بذر اللفت) إضافةً إلى المكسرات والبذور. وتحتوي ملعقة طعام واحدة من زيت فول الصويا أو زيت الذرة على 7-8 غ من حمض اللينولييك، كما أن 7 حبات من الجوز تؤمن 11 غ من الحمض نفسه. ومن الجدير بالذكر، أن المصادر المهمة لحمض اللينولييك كفول الصويا وزيت الكانولا والجوز تحتوي أيضاً على كميات كبيرة من حمض ألفا-لينولينيك، وهو حمض دهني نباتي من نوع أوميغا-3.

من جهة أخرى، فقد ظهرت بعض المخاوف تجاه حول ارتفاع استهلاك حمض اللينولييك وتسببه بالضرر على صحة القلب، ويعود ذلك لاحتمال امتلاكه لتأثيرات مسببة للالتهابات وخصائص مخثّرة للدم. كما أن سلسلة حمض اللينولييك قادرة على الاستطالة في الجسم لتتحول إلى حمض الأراكيدونيك الذي يدخل في اصطناع مجموعة من الإيكوزانوئيدات، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. لكن هذه التكهنات غير مدعومة بالدراسات التغذوية، حيث أن الحمية الغنية بحمض اللينولييك لم تؤد إلى حدوث زيادة في مستويات حمض الأراكيدونيك أو الواسمات الالتهابية في البلاسما. وعلى خلاف ذلك، فقد وجدت بعض الدراسات تأثيرات مضادة للالتهاب في الحميات الغنية بحمض اللينولييك مقارنة بتلك الغنية بالدهون المشبعة.

وبناء على هذه الدراسة، يجب على المستهلكين اتباع بعض الخطوات البسيطة، كاستبدال الزبدة والقشدة وشحم الخنزير وغيرها من الدهون الحيوانية التي تستخدم كمصدر أساسي للدهون في عمليات الطهي بالزيوت النباتية السائلة مثل زيت الصويا والذرة والزيتون والكانولا عند الطهي ومع السلطات. وعلى الرغم من انخفاض محتوى زيت الزيتون من حمض اللينولييك، إلا أن العديد من الدراسات أكّدت على الفوائد الصحية للنظام الغذائي المتوسطي الغني بزيت الزيتون. كما تعتبر المكسرات والبذور مصادر ممتازة للدهون الصحية.

المصدر:

هنا